السياسي – دعا الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك إلى انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، رافضا تسمية ذلك بـ”الهزيمة”.
وقال بريك في مقال بصحيفة “هآرتس” إن “البعض يجادل بأن سحب القوات العسكرية من غزة بعد التوصل إلى صفقة رهائن مع حماس يشبه الهزيمة والاستسلام. ويزعمون أن ذلك سيعود علينا بهجوم آخر من حماس وستكون الخسائر أضعاف ما تلقيناه في 7 أكتوبر”.
وأضاف بريك أن “هذا الادعاء يستند إلى سوء فهم جوهري لما يجري في قطاع غزة. إنه يغذى بالكليشيهات التي تنشرها الأوساط السياسية والعسكرية لتبرير أفعالهم وكسب الدعم الشعبي والشرعية لمواصلة حرب فاشلة”.
وأردف: “في الواقع، هؤلاء الأشخاص أنفسهم الذين يعلنون أن وقف الأعمال العدائية يعني هزيمتنا واستسلامنا هم من يقربون الجيش من الانهيار والدولة من سقوطها”.
-أهداف لم تتحقق
قال بريك إن أهداف الحرب المتمثلة في القضاء على حركة “حماس”، وتحرير جميع الأسرى، لم تتحقق.
وأضاف: “إذا واصلنا القتال في غزة عبر مداهمة وإعادة مداهمة نفس الأهداف، فليس فقط لن نتمكن من إسقاط حماس، بل سننهار نحن أنفسنا أيضا”.
وأردف: “لن يمر وقت طويل حتى نصبح غير قادرين على تنفيذ تلك الغارات المتكررة، لأن قوة الجيش الإسرائيلي تضعف مع مرور كل يوم ويزداد عدد القتلى والجرحى بين جنودنا”.
وتابع: “في المقابل، حماس قد أعادت تجنيد صفوفها بمراهقين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عامًا”.
-جيش منهك
قال بريك إن جيش الاحتلال منهك، مضيفا أن “جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يعبرون بالفعل عن رأيهم من خلال الأفعال، حيث يرفض الكثير منهم إعادة التجنيد مرة بعد أخرى”.
وأضاف أن “الجنود المجندين مرهقون ويفقدون المهارات المهنية بسبب نقص التدريب؛ بعضهم يغادرون الدورات التدريبية قبل إكمالها”.
كما تحدث عن الاقتصاد الإسرائيلي، والعلاقات الدولية، والتماسك الاجتماعي، وجميعها تضررت بشدة بسبب هذه الحرب الاستنزافية ضد حماس وحزب الله، وهي حرب ستستمر في الشمال والجنوب ما دام الجيش الإسرائيلي باقيا في غزة، بحسب قوله.
وخلص بريك إلى أنه “سيأتي اليوم الذي لن يتمكن فيه الجيش الإسرائيلي من البقاء في قطاع غزة لأن حماس ستكون في سيطرة كاملة عليه – سواء في المدينة الأنفاقية تحت الأرض التي تمتد لمئات الكيلومترات، أو فوق الأرض”.