من المتوقع وصول ممثّلين عن حركة حماس إلى القاهرة، اليوم الأحد، لإجراء محادثات حول المقترح الخاص بالهدنة في غزة، فيما أعلنت الولايات المتحدة السبت أنّ إسرائيل قبلت مبدئيًّا بنود مقترح هدنة في حربها ضدّ حماس في القطاع.
ويسعى الوسطاء جاهدين قبل شهر رمضان الذي يبدأ في 10 أو 11 مارس، للتوصّل إلى هدنة في الحرب المستمرّة منذ خمسة أشهر تقريبًا والتي أدّت إلى تدمير قطاع غزّة المهدّد بمجاعة.
وفيما أفادت مصادر، الأحد، بأن حركة حماس سترسل ردها النهائي إلى الوسطاء قريباً، مضيفة أن وفداً من الحركة سيعقد جلسة مع الوسطاء في مصر خلال الساعات المقبلة، ولم تؤكّد إسرائيل بعد قبولها خطّة التهدئة.
وقالت مصادر مطلعة إن من المتوقع اجتماع الوسطاء في القاهرة اليوم الأحد بحثا عن صيغة مقبولة لإسرائيل وحركة حماس لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بعد أن لجأت حكومات أجنبية إلى إسقاط مساعدات جوا للمدنيين في القطاع.
وقال مصدران أمنيان مصريان، بحسب “رويترز”، إن من المتوقع وصول وفدي إسرائيل وحماس إلى القاهرة اليوم الأحد، لكن مصدرا مطلعا آخر قال إن
إسرائيل لن ترسل أي وفد للعاصمة المصرية إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وتزايدت خلال الأيام الماضية الآمال بتحقيق أول وقف للقتال منذ نوفمبر في أعقاب جولة من المحادثات بوساطة قطر ومصر في الدوحة وإشارات من الرئيس الأمبركي جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق.
وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي للصحافة طالبًا عدم كشف اسمه إنّ “الإسرائيليّين قبلوا مبدئيا عناصر الاتّفاق. والكُرة الآن في ملعب حماس”.
بدورها، نقلت وسائل الإعلام المصرية الرسمية عن مصدر “رفيع” أنّ محادثات التوصّل إلى الهدنة في غزّة “تُستأنف غدًا في القاهرة بمشاركة جميع الأطراف”.
يأتي ذلك فيما أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم البالغ “إزاء تقارير تُفيد بأنّ أكثر من 100 شخص فقدوا حياتهم وبأنّ مئات آخرين أصيبوا بجروح في حادثة اشتركت فيها قوّات إسرائيليّة في تجمّع كبير محيط بقافلة مساعدات إنسانيّة جنوب غرب مدينة غزّة”.
وفي بيان صحافي صدر مساء السبت، جدّد أعضاء المجلس التشديد على “ضرورة أن يمتثل جميع أطراف النزاعات لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حسب الاقتضاء”.
ودعا أعضاء المجلس جميع الأطراف إلى “الامتناع عن حرمان السكّان المدنيّين في قطاع غزّة من الخدمات الأساسيّة والمساعدات الإنسانيّة الضروريّة لبقائهم، بما يتّفق مع القانون الإنساني الدولي”.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن “قلقهم البالغ إزاء تقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تُشير إلى أنّ جميع سكّان غزّة- البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة- سيُواجهون مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي الحادّ”.
وتُواجه غزّة تراجعًا في تسليم إمدادات الإغاثة عبر الحدود البرّية، خصوصًا معبر رفح مع مصر، وتُرجع منظّمات الإغاثة ذلك إلى القيود الإسرائيليّة.
ونفّذت دول عربيّة وأوروبّية عدّة، عمليّات إنزال جوّي للمساعدات في غزّة منذ نوفمبر.
في خضمّ ذلك، أعلنت وزارة الصحّة في غزة السبت أنّ 13 طفلًا على الأقل توفّوا بسبب “سوء التغذية والجفاف”، بعد يومين على مقتل عشرات الفلسطينيّين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات من قافلة شاحنات إغاثة في مدينة غزّة.
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب في غزّة إلى 30,320 قتيلًا، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة بالقطاع.
وبدأت الحرب في 7 أكتوبر بهجوم غير مسبوق لحماس على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، وفق الأرقام الإسرائيليّة الرسميّة.
كذلك، احتُجز أثناء الهجوم 250 شخصًا أسرى، لا يزال 130 منهم في الأسر وفق إسرائيل التي تُرجّح مقتل 31 منهم في القطاع.
وبينما يسعى الوسطاء للتوصّل إلى اتّفاق قد يشمل مزيدًا من المساعدات لغزّة وإطلاق الأسرى، يتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لضغوط داخليّة متزايدة بشأن مصير الأسرى المتبقّين في غزّة.
في هذا الصدد، وصل متظاهرون إسرائيليّون إلى القدس السبت في ختام مسيرة استمرّت أربعة أيّام من حدود غزّة للضغط على الحكومة.
“العربية” /”الحدث”