جيش الإحتلال يحول مستشفى ناصر في غزة إلى ثكنة عسكرية

أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الخميس، أن “قوّاته تنفذ عمليّة في مجمع ناصر الطبي المحاصر في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، حيث يَشتبه بوجود جثث لرهائن كانت حركة حماس تحتجزهم في المرفق الطبي الذي يؤكد أطباء ومسعفون أنه يواجه وضعاً كارثيّاً”.

توازياً، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتّصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس من شن إسرائيل عملية في مدينة رفح بقطاع غزة من دون وجود خطة لحفظ سلامة المدنيين.

وقال البيت الأبيض في بيان، إن بايدن “كرّر موقفه لناحية أن عملية عسكرية يجب ألا تتم من دون خطّة موثوقة وقابلة للتنفيذ تضمن أمن المدنيّين في رفح”.
ورفض نتانياهو مساء الخميس، أي اعتراف دولي بدولة فلسطينية خارج إطار استئناف محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، قائلًا إن خطوة كهذه “ستُقدّم مكافأة كبيرة للإرهاب”.
وبعد أيّام من القتال في محيطه مع عناصر حماس، أكد الجيش الإسرائيلي الخميس أن قواته الخاصة دخلت مستشفى ناصر، وهو الأكبر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع. ويستقبل المستشفى آلاف المدنيين الفارين من الحرب والذين بدأ إجلاؤهم تحت القصف في الأيّام الأخيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه ينفذ “عمليّة دقيقة ومحدودة” في المستشفى، بعد حصوله على “معلومات استخبارية موثوقة من عدد من المصادر، بما في ذلك من الرهائن المُفرج عنهم، تُشير إلى أنّ حماس احتجزت رهائن في مستشفى ناصر وأنه قد تكون هناك جثث لرهائننا فيه”.

ولم يُقدم الجيش أدلة على هذه الاتهامات أو يرد على الفور على أسئلة بشأن التاريخ الذي كان فيه هؤلاء الرهائن موجودين بمستشفى ناصر، وما إذا كان قد سبق للجيش أن حدد وجود رهائن بأحد مستشفيات القطاع.

من جهتها، أفادت وزارة الصحّة التابعة لحماس في القطاع بأن “الاحتلال الاسرائيلي يقتحم مستشفى ناصر ويُحوّله إلى ثكنة عسكريّة” ويستهدف “مقر الإسعاف وخيام النازحين ويجرف المقابر الجماعيّة داخل مجمع ناصر الطبّي”.

وأظهرت لقطات فيديو متداولة على وسائل التواصل مسعفين يحاولون نقل مرضى من جناح العظام بالمستشفى إلى غرف آمنة بعد تعرّضه لقصف.
منذ بدء هجومها البرّي في قطاع غزة، دهمت القوات الإسرائيليّة المستشفيات بشكل متكرر، واتهمت حماس باستخدامها على شكل مراكز قيادة وبنى تحتية عسكريّة، وهو ما تنفيه الحركة.

“خائفون”
وأفادت وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزة بسقوط 87 قتيلًا على الأقل في القطاع خلال الساعات الأخيرة، مضيفة أن قصفاً استهدف مستشفى ناصر خلّف قتيلًا وعددًا من الجرحى.

وقالت منظّمة أطبّاء بلا حدود الخميس، إن معظم النازحين فرّوا في الأيّام الأخيرة استجابة لأمر من الجيش بالإخلاء، ليجدوا أنفسهم “بلا مكان يذهبون إليه”، وهو “مشهد مروع” أصبح فيه القصف “جزءاً من الحياة اليوميّة”.

وقالت جميلة زيدان (43 عاماً) التي نزحت مع عائلتها من بلدة، “غادر زوجي وابني محمد أمس (الأربعاء) مع آلاف آخرين، لكن لا أدري ما حلّ بهم، انقطع الاتّصال بيننا”. وأضافت زيدان التي بقيت مع بناتها الست في مستشفى ناصر “إننا خائفون. لم يعد لدينا طعام منذ أيّام، ونشرب ماء ملوّثة”.

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً