السياسي – نفى المتحدّث باسم حركة حماس، جهاد طه أن تكون حركته قد تنازلت عن أيٍ من شروطها السابقة في حوارات التفاوض التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة، وتحديدًا قضايا “وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب من قطاع غزة، وإدارة معبر رفح”.
وأكد طه أن حماس ملتزمة بالمرتكزات الأساسيّة السابقة والتي توافقت عليها مع الفصائل الفلسطينية واعتبرتها الأرضية التي تقوم عليها أي مرحلة تفاوض، وهي: وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من غزة، وعودة النازحين، وبدء إعادة الإعمار ودخول القوافل الإغاثية، وأخيرًا إنجاز صفقة تبادل أسرى.
وقال طه إنه حركة حماس رفضت خلال التفاوض القبول بأي قيود أو “فيتو” على أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم.
وأشار إلى أنه “خلال الساعات القادمة سيتضح المشهد أكثر لكن ستبقى حماس ملتزمة بما يخدم العناوين الوطنية التي تم الاتفاق عليها بين فصائل المقاومة، وفق ما يخدم الشعب الفلسطيني”.
وانطلقت الأربعاء جلسات التفاوض غير المباشر بين حركة حماس و”إسرائيل” في العاصمة القطرية الدوحة، وسط تفاؤل حذر قد يفضي لتضييق الفجوات بين الجانبين، كما وصفه المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض الأميركي، جون كيربي.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أن الوفد المفاوض الإسرائيلي عاد الليلة الماضية من الدوحة بعد مناقشة صفقة عودة المختطفين مع ضمان كافة أهداف الحرب. فيما غادر وفد برئاسة رئيس الشاباك رونين بار مع ممثلين عن الجيش الإسرائيلي إلى القاهرة مساء اليوم لمواصلة المحادثات”.
وقال طه: “ما نطالب به اليوم هو ضمانات حقيقية من الوسطاء، وتعهدات بالالتزام بما سيتم الاتفاق عليه لا سيما خلال تنفيذ المرحلة الأولى، لأن المقترح الذي يتم التفاوض عليه مكون من ثلاث مراحل، ونطالب في المرحلة الأولى بإلزام الاحتلال عدم وضع قيود على أبناء القطاع، أو أن يخرق وقف إطلاق النار، أو أن يعيق عودة النازحين إلى محافظتي غزة وشمال غزة، أو أن يعرقل إدخال قوافل المساعدات الإغاثية.
وتطالب حماس في معركة التفاوض بأن يشمل انسحاب الاحتلال ليس فقط من داخل قطاع غزة، بل منطقتي معبر رفح، ومحور فيلادلفيا، حيث ترفض الحركة إدارة المعبر في الجانب الفلسطيني من أيّ جهة غير فلسطينية، ولذا يعتبر ملف معبر رفح شأن فلسطيني داخلي تديره الحالة الوطنية بعيدًا عن أي مسميات قوات دولية، والموقف المصري مؤيد ومساند للموقف الفلسطيني، ويرفض حتى اللحظة العروض الإسرائيلية المرتبطة بإدارة معبر رفح، وفق ما أوضح طه.
وتابع: “نسير بإيجابية مع الوسطاء في مراحل التفاوض منذ البداية لكن سياسة المماطلة والمراوغة من الجانب الإسرائيلي عطّلت أي مقترح سابق وعرقلت نجاح الجهود السابق، وذلك كله بسبب سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى تحقيق إنجازات ميدانية بعد فشله المستمر في تحقيق أهداف الحرب التي أعلن عنها بعد السابع من أكتوبر والمتمثلة بالقضاء على حماس، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين”.
كما يسعى نتنياهو إلى ارتكاب المجازر في قطاع غزة بحق المدنيين من الأطفال والنساء وفي مدارس النزوح بهدف تحقيق عامل الضغط على المفاوض الفلسطيني، ولكن ذلك لن يكسر إرادة الشعب الصامد ولا فصائل المقاومة، بحسب طه الذي أضاف: “هناك تعهدات سمعناها من قبل الوسطاء، ونأمل في الساعات القادمة أن يكون هناك نجاح أكثر في التفاصيل والعناوين كافة”.
ووسط الحديث عن استئناف جلسات التفاوض خلال الساعات القادمة، تؤكد حماس على أن الوسطاء وتحديدًا الأميركي عليهم أن يضغطوا على الاحتلال للتقيّد بقرارات مجلس الأمن الصادرة مؤخرًا والمرتبطة بوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى إلزام الاحتلال بالمبادئ التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي رحّبت بها حماس، واعتبرتها أرضية للتفاوض بهدف وقف إطلاق النار.
وعن تصوّر حماس حول إدارة معبر رفح التي يسعى الاحتلال لإيجاد بديل عن إدارته السابقة، أجاب طه: “هذا شأن فلسطيني داخلي، ومن خلال الحوار مع مكونات الشعب الفلسطيني يمكننا إيجاد الآلية المناسبة لإدارته وفق ما اتفق عليها عبر حكومة توافق وطني مهمتها معالجة تداعيات العدوان، ولكننا نرفض في السياق فرض أي أجندة معينة من قبل جهات خارجية”.
وترى حماس أن دول العالم، والوسطاء، وحتى المعارضة الإسرائيلية باتوا يعلمون أن المعيق الأساسي لإتمام أي صفقة هو نتنياهو، بصفته المتضرر الأول من أي اتفاق، وهنا تقع مسؤولية كبيرة جدًا على عاتق المستوى الدولي وتحديدًا الوسطاء الذين ينقلوا ويجلسون مع المفاوض الإسرائيلي، بهدف إلزامه بتنفيذ ما يتفق عليه.
وأكد الناطق باسم حماس أن حركته طرحت باستمرار وجود جهات ضامنة من دول وازنة، مثل الصين وروسيا وتركيا، وذلك لمنع مراوغة الاحتلال في تنفيذ أي اتفاق، وأن الحركة تتواصل مع الأطر التنظيمية كافة ولا يوجد أي تباين في وجهات النظر حول التفاوض.
وختم طه حديثه بالقول عن جبهة لبنان المساندة: “التواصل والتنسيق معهم في أعلى مستوى، لأننا نقاتل عدوًا واحدًا، ونحن معهم في تكريس معادلة المواجهة الموحدة لحركات المقاومة”.