حملة الخطاب الأممي للرئيس أبو مازن

رمزي عودة

يتمتع الرئيس أبو مازن بمصداقية وثقة عالية لدى الأوساط الدولية، فهو الرئيس الذي يمثل الدولة المحتلة الوحيدة في عالم الحداثة ويناضل من أجل استقلالها، وهو الرئيس الذي نجح في إصراره على ثوابته الوطنية ان تظل قضية شعبه قضية العالم أسره، تحاكي ضمير العالم وتذكره بمسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني الذي تعرض ويتعرض باستمرار لجرائم الاحتلال الصهيوني. لقد انتصر أبو مازن على الآلة الإعلامية للحركة الصهيونية، وأظهر للعالم أجمع زيف الرواية الصهيونية، ونجح بإقتدار في كشف جرائم السلطة القائمة بالاحتلال “إسرائيل” ضد شعبه في المحافل الدولية. ومثل خطابه الشهير في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة 77 تعبيراً حياً عن ذلك الانسان المناضل والمتمسك بالثوابت والداعي لمقاومة الاحتلال والكاشف لجرائمه . كان خطاباً سياسياً وقاونياً وانسانياً بإقتدار. أعلن فيه الرئيس عن جملة من المبادئ التي طالب فيها المنظومة الدولية بتبنيها من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال لأراضيه. وتضمنت هذه المبادئ حق تقرير المصير، ومناهضة كافة أشكال الاضطهاد والأبرتهايد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وبرغم دعوة الرئيس أبو مازن الأمين العام للأمم المتحدة بإعداد خطة عاجلة لانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل عرضها على الجمعيىة العامة للأمم المتحدة لإقرارها وتنفيذها وفقاً لصلاحية قانون “السلام” الخاص بالجمعية العامة، الا أن الأمين العام لم يقم بإعداد هذه الخطة حتى الآن، ولم يتم تبني مبادئ حل الصراع من قبل المنظومة الدولية، كما لم تتم مساءلة إسرائيل عن أي من جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وفي إطار معالجة حالة الترهل الدولية تجاه تحقيق العدالة للشعب لفلسطيني الذي طالب بها الرئيس الأمم المتحدة، تصاعدت التحركات الشعبية وشبه الرسمية من أجل تبني خطاب السيد الرئيس السابق في الجمعية العامة. وتقود مثل هذه التحركات لجنة حقوق الانسان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية لتطلق نواةً للعمل الدولي لصالح خلق جبهة دولية أكاديمية وبرلمانية وأهلية وحزبية سياسية، كي تستطيع أن تنتج حركة عالمية للضغط على المنظومة الدولية لصالح تبني خطاب الرئيس. واللافت في هذه الحركة أنها إعتمدت تعميم نموذج القوة الناعمة لإقناع المناصرين الدوليين بضرورة الضغط على حكوماتهم من أجل الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة، ومن أجل مطالبة هذه الحكومات بالضغط لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
بإعتقادي، إن مثل هذه الحركة العالمية التي أطلقت لمناصرة خطاب الرئيس والقيم التي يدافع عنها، ستستطيع أن تشكل جبهة دولية تنقل الفعل المقاوم الفلسطيني من الساحة الفلسطينية الى الساحة الإقليمية والدولية. ليس هذا فقط، ففي حال نجحت هذه الحركة العالمية في دمج جهود كل المناصرين الدوليين للقضية الفلسطينية، فإنها ستشكل أكبر حركة دولية سياسية وإجتماعية في العصر الحديث، تماماً مثل الحركة الاشتراكية الدولية التي أنشأت وتصاعدت في القرن الماضي. وسيكون عنوان هذه الحركة العالمية النضال الانساني من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني… النضال من أجل مواجهة الصهيونية كحركة عنصرية.. النضال من أجل مواجهة معاداة الفلسطنة. وفي المحصلة، ستشكل نقطة فارقة في إنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضه.

شاهد أيضاً