زعماء دعموا إسرائيل يوم 7 أكتوبر ثم غيروا مواقفهم

السياسي – أفرجت إسرائيل، الخميس، عن جدول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوم 7 أكتوبر، اليوم الذي شهد هجوم فصائل المقاومة الفلسطينية المعروف بـ«طوفان الأقصى».

ووفقا لما نشره موقع والا الإسرائيلي، فإن المكالمة الأولى التي تلقاها نتنياهو كانت من رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في تمام العاشرة والنصف صباحا.

كما تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي مكالمتين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأميركي جو بايدن، لإعلان تضامنهما مع إسرائيل.

وقبل السادسة مساء التقى نتنياهو بزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد.

كل هؤلاء تواصلوا مع نتنياهو إعلان تضامنهم، غير أن 6 أشهر من الحرب، غيرت مواقف كثيرة حيال إسرائيل، وذلك بسبب العدوان الوحشي، على قطاع غزة، والذي أسفر عن ارتقاء أكثر من 33 ألف شهيد فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.

ونرصد في التقرير التالي كيف تغير مواقف هؤلاء الزعماء من نتنياهو ومن العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل عام.

-هولندا.. من التضامن إلى الإدانة
لم يكتف رئيس الوزراء الهولندي بأن يكون أول من يتصل هاتفيا بنتنياهو في 7 أكتوبر، وإنما زار الرجل إسرائيل في أكتوبر 2023 لإعلان التضامن.

ولكن، ومع استمرار الحرب، بدأ الموقف الهولندي في التغير، إذ قال روته في 22 أكتوبر  إن عملية الجيش الإسرائيلي للقضاء على حركة (حماس) ضرورية لكن «يلزم تنفيذها في نطاق القانون الدولي الخاص بالحروب وبأقل مستوى من الضرر للسكان المدنيين في غزة».

وأثناء نوفمبر لماضي زار روته مصر، وأعلن حينها أنه يدعم «تمديدا للهدنة» التي استمرت أسبوعا بين حماس وإسرائيل.

وفي ديسمبر 2023، رفعت منظمات حقوقية دعوى قضائية ضد الحكومة الهولندية، مشيرة إلى أن تزويدها القطع لمقاتلات «إف-35» يساهم في انتهاكات القانون الدولي في غزة.

وترتبط القضية بقطع مقاتلات «إف-35» المخزّنة في مستودع في هولندا والتي يتم بعد ذلك شحنها إلى مختلف الشركاء، بما في ذلك إسرائيل، بموجب اتفاقيات التصدير القائمة.

وأفادت إحدى المجموعات التي رفعت الدعوى وهي «أوكسفام نوفيب» بأن الصادرات «تجعل هولندا متواطئة في انتهاكات قوانين الحرب والعقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة».

وقال مدير منظمة العفو الدولية، داغمار أودشورن، «عبر تزويدها قطع أسلحة، تواجه هولندا خطر أن تصبح متواطئة في انتهاكات القانون الإنساني الدولي».

وقال مدير «أوكسفام نوفيب»، ميشيل سيرفايس، إنه أمر لا يصدّق تقريبا بأنه يتم إلقاء هذه القنابل بفضل الدعم العسكري الهولندي. مؤكداً: «يجب أن يتوقف ذلك».

وبدءًا من فبراير 2024، انضمت هولندا للدول التي تقوم بإسقاط المساعدات الإنسانية، جوا، على قطاع غزة.

وأثناء زيارة أخرى إلى مصر قال روته: «ندين عدم الوصول لحل سياسي في الأزمة الفلسطينية، وأشدد على ضرورة وجود دولة فلسطينية مستقلة، تعيش إلى جانب دولة إسرائيل، ولكن يجب أن نتجنب التصعيد والعنف».

وأشار رئيس الوزراء الهولندي إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي في رفح ستنتج عنه كارثة إنسانية، مضيفا «تحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل الامتناع والتوقف عن تلك الخطوة».

-فرنسا: مكافحة الإرهاب لا تعني هدم كل شيء
زار ماكرون إسرائيل في أكتوبر 2023، وصرح قائلا: «فرنسا ستدعم إسرائيل في حربها ضد الإرهاب».

وقابل اليسار الفرنسي انحياز ماكرون إلى جانب إسرائيل بانتقادات حادة.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، بدأ الموقف الفرنسي في التغير بشكل تدريجي، خصوصا بعدما قام عدد من الدبلوماسيين الفرنسيين برفع رسالة إلى الإليزيه ينددون فيها بالانحياز السافر لماكرون.

وبدأت لهجة ماكرون في التغير عندما أدان في ديسمبر 2023 عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وتعدياتهم على الفلسطينيين.

ثم صعّد ماكرون لهجته ضد إسرائيل، فقال: «مكافحة الإرهاب لا تعني هدم كل شيء في غزة».

وفي فبراير 2023، بدأ ماكرون في توجيه تحذيران لنتنياهو بخصوص أي عملية برية محتملة في مدينة رفح، وقال: «شن هجوم إسرائيلي على رفح لن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة ومن شأنه أن يكون نقطة تحول في الصراع».

-أميركا.. غضب شعبي وبايدن يتراجع جزئيا
كان الرئيس الأميركي جو بايدن من أوائل الزعماء الذين هاتفوا نتنياهو يوم 7 أكتوبر معلنا دعما غير مشروطا لإسرائيل.

إلا أن موقف بايدن بدأ يتغير، مع المظاهرات الشعبية التي اجتاحت اميركا تضامنا مع الفلسطينيين.

وساهم الضغط الذي يمارسه نواب تقدميون في الكونغري، من حزب بايدن نفسه في تصاعد لهجة بايدن ضد نتنياهو.

وأثناء الحرب، انقطع التواصل بين بايدن ونتنياهو لأيام طويلة تعبيرا من الرئيس الأميركي عن غضبه من سياسة نتنياهو في الحرب.

وأظهر بايدن انحيازا لخطاب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذيي ألقى خطابا وصفه بايدن بـ «الجيد» دعا فيه إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل ووجه انتقادات قوية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه عقبة في طريق السلام. وقال بايدن: «عدد كبير من الإسرائيليين يشاركون شومر مخاوفه إزاء إسرائيل».

واستمر بايدن في توجيه التحذيرات لنتنياهو من اجتياح رفح.

وعلى الرغم من كل ما سبق، فإن الدعم الأميركي لإسرائيل استمر، ولم تكف واشنطن عن تزويد إسرائيل بالأسلحة التي يفتك بها جيش الاحتلال بالفلسطينيين.

-المعارضة الإسرائيلية: بقاء نتنياهو في منصبه «جنون»
كان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من الشخصيات التي التقاها نتنياهو يوم 7 أكتوبر.

ووصف لابيد حكومة نتنياهو بالفاشلة والمتطرفة، ودعم لابيد الصوت المطالب بإنجاز صفقة مع ماس لوقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وفي فبراير الماضي قال لابيد: «حقيقة أن نتنياهو ما زال في حياتنا بعد 7 أكتوبر جنون لا يجب أن يستمر».

شاهد أيضاً