زُليخة.. فتاة أفغانية تأسر القلوب في كارثة الفيضانات

السياسي -وكالات

شهدت منصات التواصل تفاعلاً واسعاً مع مشهد مؤثر لفتاة مغطاة بالوحل، حيث أسرت القلوب بمشاعرها الخائفة وعيونها الجاحظة.

هذا المشهد لفتاة تدعى زُليخة، وهي أفغانية تبلغ من العمر 10 سنوات، وأظهرت حجم المأساة الإنسانية التي تشهدها البلاد، جراء الفيضانات المدمرة، التي تجددت يوم أمس.
وأعلنت السلطات الأفغانية، الأحد الماضي، مقتل 315 شخصاً وإصابة أكثر من 1600 آخرين في شمال البلاد بسبب السيول. وفي موجة جديدة من الأمطار الغزيرة والسيول، أفاد مسؤول، أمس السبت، بمقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً في وسط البلاد.
وأضاف أن السيول دمرت ألفي منزل بالكامل وألحقت أضراراً بـ4000 آلاف منزل، وغمرت المياه أكثر من ألفي متجر في عاصمة إقليم غور، فيروز-كوه.

وفي تقرير خاص لشبكة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، يروي نور أحمد اللحظات العصيبة التي ضربت فيها مياه الفيضانات منطقته في ولاية بغلان شمال البلاد، حيث قرر نور حينها أن يأخذ جميع أفراد عائلته إلى السطح في محاولة للنجاة، مع تدفق المياه الموحلة من جميع جوانب المنزل.

ولكن مع انهيار المنزل نتيجة قوة المياه، تمكن نور من النجاة بالتشبث بأغصان أشجار اللوز. وبعدما أخرج نفسه إلى بر الأمان، ولم يتمكن من العثور على ابنته زليخة.

ووفقاً لمقطع الفيديو المتداول، تم العثور على زليخة على الجانب الآخر من الشارع، مع مجموعة أخرى من الأطفال يرتجفون على سطح مسجد، وقد غطى الطين السميك واللزج جميع أجسامهم، بما في ذلك أصغرهم الذي يبلغ من العمر 3 أشهر فقط.
إلهام الدين (18 عاماً) روى في التقرير كيف لاحظ زليخة أثناء الفيضانات. ويقول إن الفتاة لم تكن قادرة على الإمساك بالجذور أو الصخور لمنع المياه من جرفها، وكانت تطفو على ظهرها بالقرب من الشجرة، خائفة من الوقوف، حتى لا يجرفها التيار بعيداً.

في مقطع فيديو الُتقط بعد إنقاذها، ظهرت زليخة مغطاة بالطين وهي ترتجف لكنها كانت على قيد الحياة. واليوم، يشير التقرير إلى أن الفتاة تتعافى في منزل أحد أقاربها.
قال والد إلهام الدين بفخر: “أنا فخور بهم، إنهم فخر أفغانستان كلها، إنهم فخر العالم أجمع”.
وأضاف بنبرة مؤثرة: “كل ما تبقى من منزلي هو 4 حبات من الطوب. ليس لدي أي شيء الآن، ولكن حتى لو أعطيتك العالم كله فلن يساوي ما أعطيتني (ابنته زليخة).

شاهد أيضاً