شبكة أمريكية: صدام حاد بين الجيش والحكومة في إسرائيل

السياسي – سلطت شبكة (ABC News) الأمريكية الضوء على الصدام الذي وصفته بالحاد والأخذ بالتصاعد بين الجيش والحكومة في “إسرائيل” على خلفية الضغوط للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت الشبكة إن قيادات الجيش تضغط بهدوء في هذه المرحلة من أجل بدء الانسحاب التدريجي من غزة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة “حماس” بأسرع وقت ممكن.

وذكرت أن الجيش الذي لم يحقق أي من أهدافه الرئيسية في غزة، يبرر ضغوطه بالرغبة في إخلاء الساحة والاستعداد لاحتمال اندلاع حرباً طاحنة مع حزب الله اللبناني.

وقد أشار العديد من المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو”، إلى أن “إسرائيل” ستبدأ في سحب قواتها في غزة مع دخولها فيما أسمته “المرحلة ج” من حربها، مع تخفيض عدد القوات بشكل كبير مع التركيز على ما وصفه أحد المسؤولين بأنه “محاربة بؤر المقاومة ومطاردة الأهداف ذات القيمة العالية”.

-حماس تحتفظ بالقدرة على التأثير

اعترف مسؤول إسرائيلي بأن “حماس لا يزال لديها تأثير كبير على ما يحدث في غزة – وهذا هو الشيء الرئيسي”.

وفي اجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن الأسبوع الماضي، ناقش وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خطط “اليوم التالي” المحتملة لغزة، وفقًا لأربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

بحسب ما ورد فإن إحدى هذه الخطط تقوم على تشكيل “مجلس إدارة” دولي يشبهه المسؤولون الأمريكيون بلجنة توجيهية من الدول التي ستضم الإمارات العربية المتحدة ومصر وربما الأردن.

وسيرسل المغرب قوات “حفظ سلام” إلى غزة، على أن توفر الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى الإشراف العام والقيادة والسيطرة.

وقد كانت استجابة الدول العربية للاقتراح فاترة، حسبما قال مسؤول رفيع المستوى على دراية مباشرة بالوضع لشبكة ABC News.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن “مجلس الإدارة” المقترح سيقترن بقوة جديدة “من أسفل إلى أعلى” تقوم الولايات المتحدة بتدريبها وستشمل وحدات من السلطة الفلسطينية لإضفاء الشرعية عليها، علما أن نتنياهو رفض علنًا أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة في المستقبل.

وسوف يشرف على تدريب القوة الفلسطينية في غزة الفريق الأمريكي مايكل فنزل، المنسق الأمني الأمريكي للسلطة الفلسطينية في “إسرائيل” ومقره في القدس المحتلة.

-شكوك مستمرة

قال المسؤولون الأمريكيون وحتى الإسرائيليين إنه لا يزال من المشكوك فيه إمكانية إقامة هذا النوع من البدائل بسرعة، في ظل استمرار صمود المقاومة الفلسطينية.

لكن مجموعة من كبار المسؤولين الإسرائيليين يدفعون باتجاه تهميش حرب غزة لصالح مواجهة حزب الله “الذي يشكل تهديداً وجودياً للدولة”.

ولتحقيق هذه الغاية، قال المسؤولون إن على “إسرائيل” أن تحشد قواتها وتحتفظ بالذخيرة لمواجهة وشيكة مع حزب الله الذي يتباهى بعشرات الآلاف من المقاتلين المدربين وكثير منهم متمرس في القتال، بالإضافة إلى آلاف الصواريخ والقذائف التي يمكن أن تطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وكان حزب الله بدأ هجمات غير مسبوقة متدرجة على دولة الاحتلال في 8 أكتوبر/تشرين الأول، بعد يوم من بدء حرب الإبادة على غزة، وذلك من منطلق التضامن مع الفلسطينيين.

وصرح نائب زعيم حزب الله، نعيم قاسم، لوكالة “أسوشيتد برس” يوم الثلاثاء: “إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، سنتوقف دون أي نقاش”.

لكن حزب الله أشار أيضًا إلى أنه لن يوافق على الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حتى تنهي “إسرائيل” الحرب في غزة.

وحذرت المصادر الإسرائيلية من أن الحرب المحتملة مع حزب الله ستضعف “إسرائيل” بشكل كبير، ما يستدعى إغلاق جبهة غزة.

-إقرار بالفشل بإنهاء المقاومة

المشكلة الأكبر هي أنه بغض النظر عن النهج، فإن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، وهو ما يعمل ضد العملية، كما يقول المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون، ولكنه يعمل لصالح حماس.

فقد أظهرت العمليات المتعددة التي استمرت عدة أيام والتي أعادت فيها دولة الاحتلال الدخول إلى المناطق التي كانت قد أخلتها قبل أشهر والتي أعادت حماس تجميع صفوفها فيها منذ ذلك الحين، أن الحركة أعادت تأكيد نفسها بهدوء في غزة.

وقال مسؤول إسرائيلي “لدى حماس تأثير كبير على ما يحدث في غزة، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلنا بحاجة إلى محاولة إيجاد بديل”.

وأضاف أنه “في الوقت الراهن، حماس لديها السبق، وليس من الواضح ما إذا كان من الممكن نشر قوة دولية أو تدريب قوة محلية مناسبة قبل أن تستعيد حماس مستوى لا يقهر من السيطرة المحلية”.