السياسي – اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري والذي يبلغ 84 عاما، بعد اقتحام منزله في حي الصوانة بالقدس المحتلة، وذلك بعد نعيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، أثناء خطبة الجمعة.
ودعا عدد من وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأعضاء في الكنيست، إلى اعتقال إمام المسجد الأقصى، وسحب هويته، وذلك بعد نعيه “هنية”، أثناء خطبة الجمعة.
وقال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ايتمار بن غفير، في تصريحات إعلامية، اليوم الجمعة، إن الشرطة الإسرائيلية أوعزت بطلب فتح تحقيق ضد الشيخ عكرمة صبري بعد أن نعى إسماعيل هنية بخطبة الجمعة في المسجد الأقصى.
من جانبه، طالب وزير الداخلية في حكومة الاحتلال الاسرائيلي، موشي أربيل، بسحب الإقامة المؤقتة (الهوية الزرقاء) من امام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري.
وقال “أربيل” في مذكرة أرسل بها للمستشار القضائي في حكومة الإسرائيلي، اليوم الجمعة، اطلعت “وكالة سند للأنباء” عليها، جاءت تحت عنوان “رفض إقامة عكرمة صبري لارتكابه مخالفات أمنية وخيانة الأمانة”، إن “صبري يحمل رخصة إقامة دائمة في دولة إسرائيل، الأمر الذي لم يمنعه لسنوات طويلة من التحريض ضد الدولة، وتشجيع معاداة السامية ودعم الإرهاب، وارتكاب جرائم أمنية خطيرة”.
وأضاف وزير داخلية الاحتلال في مذكرته إن “صبري نعى في وقت سابق اليوم الجمعة، إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المنظمة الإرهابية المعلنة والقاتلة، والذي كان من بين المسؤولين الرئيسيين عن مجزرة 7 أكتوبر، وطلب لـ(الشهيد) والرحمة والجنة”.
وأكد “أربيل” في مذكرته أنه “ومن أجل هذه التصرف، أنوي اتخاذ إجراءات لإلغاء الترخيص الدائم لصبري، الذي صرح في تصرفاته مرارا وتكرارا على مدى عقود عديدة أنه لا يتعاطف مع الدولة ومواطنيها، بل على العكس من ذلك يسعى إلى تدميرها”.
من جانبه، قال متحدث بلسان شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان صحفي، اليوم الجمعة، إن “الشرطة شرعت بالفحص فيما اذا كان في الخطبة شبهات للتحريض، وذلك مع الجهات المعنية، وستعمل الشرطة بناء على نتيجة هذا الفحص”.
وأضاف المتحدث بلسان الشرطة قائلا أن “شرطة إسرائيل تعمل طوال الوقت ضد المحرضين وضد التحريض مهما كان نوعه، في كل مكان”.
وأعلنت الشرطة في ذات البيان “انها أحالت للتحقيق شخصا تواجد في المسجد الأقصى بشبهة ترديده شعارات تحريض”.
وكان الشيخ صبري قال في نعيه للشهيد إسماعيل هنية أثناء خطبة الجمعة: “نسأل الله له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والصالحين”.
وردد مصلون التكبيرات لدى نعي الشيخ “صبري” الشهيد “هنية”، وهتفوا “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”.
من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إقدام سلطات الاحتلال على اعتقال خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري بعد إلقائه خطبة الجمعة ونعيّه المجاهد الشهيد إسماعيل هنية من على منبر الأقصى.
وقالت “حماس” اليوم الجمعة، إن اعتقال الشيخ صبري والتحقيق معه “اعتداءٌ مباشر على علمائنا ومرجعياتنا الدينية، بهدف تغييب القادة والشخصيات الوطنية والدينية المؤثرة والمدافعة عن عروبة القدس وإسلامية المسجد الأقصى”.
بدوره، حمّل نادي الأسير الفلسطيني، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة الشيّخ صبري، والذي تعرض للاعتقال بعد أن تعرض لحملة تحريض واسعة.
وقال نادي الأسير، في بيان إنّ اعتقال الشيّخ صبري أحد الرموز الوطنيّة والنضاليّة الفلسطينية، “يأتي في إطار جرائم الاعتقال الممنهجة والمستمرة والمتصاعدة بحقّ أبناء شعبنا، والتي استهدفت كل فئات المجتمع كافة، وخاصّة أبناء شعبنا الفاعلين على عدة مستويات”.
وأكّد نادي الأسير أنّ توصية وزير الداخلية في حكومة الاحتلال، بسحب الهوية والإقامة من الشيّخ صبري، والذي يعني طرده من القدس وسلبه حقوقه، “هو تعبير عن حالة الإفلاس التي وصل لها الاحتلال ومحاولته المستمرة في محاربة الوجود الفلسطينيّ في المدينة المقدسة، والذي بلغ ذروته في السنوات القليلة الماضية”.
وأضاف نادي الأسير، أنّ أبناء القدس يتعرضون لأشد مستوى من الرّقابة والسّيطرة، وملاحقة كل من يُعبّر عن قضايا شعبه، وأن عددا كبيرا من المقدسيين تعرضوا للاعتقال منذ بدء حرب الإبادة على خلفية ما يدعيه الاحتلال “تحريضاً”، والذي يشكل اليوم أحد أبرز الأدوات في استهداف المواطنين.