شروط إسرائيلية تهدد مفاوضات الهدنة في غزة

قال مسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدران مصريان، إن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وهو ما يعقّد التوصل لاتفاق ينهي القتال المستمر منذ 9 أشهر، وأسفر عن تدمير القطاع.

وقالت المصادر الأربعة، إن إسرائيل تقول إنه يتعين فحص النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع، عندما يبدأ وقف إطلاق النار، متراجعة بذلك عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.

وذكر المسؤول الغربي، أن المفاوضين الإسرائيليين “يريدون آلية فحص للسكان المدنيين العائدين إلى شمال غزة، إذ أنهم يخشون من أن يدعم هؤلاء السكان” مقاتلي حماس، الذين ما زالوا يتحصنون هناك.

وقال المصدر الفلسطيني والمصدران المصريان، إن حركة حماس رفضت المطلب الإسرائيلي الجديد. وأشار المصدران المصريان إلى أن هناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بمطلب إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة، باعتباره يتجاوز أي إطار لاتفاق نهائي ترضى به الأطراف.

ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ولا البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية المصرية على الفور على طلبات للتعليق على مطالب إسرائيل.
وقال القيادي البارز في حماس سامي أبو زهري، “نتانياهو ما زال يراوغ ولا يوجد أي تغيير على موقفه”. ولم يكن أبو زهري يعلق بشكل مباشر على مطالب إسرائيل.

تأتي الأنباء عن نقاط خلاف جديدة في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال محادثاته في واشنطن، يوم الخميس، مع نتانياهو للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.

وأكد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض  جون كيربي، “نحن الآن أقرب مما كنا عليه من قبل”، لكنه أشار إلى وجود فجوات.
وفي كلمة ألقاها أمام الكونغرس الأمريكي، يوم الأربعاء، قال نتانياهو، إن إسرائيل منخرطة “في جهود مكثفة” لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية المحادثات المتقطعة، التي تهدف إلى إبرام اتفاق من أجل هدنة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، وأشعل فتيل الحرب.

كارثة إنسانية
وتقول السلطات الصحية في غزة، إن أكثر من 39 ألف فلسطيني قتلوا ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بسبب القتال الذي دمر أجزاء واسعة من القطاع، وتسبب في كارثة إنسانية.

وتتوسط الولايات المتحدة وقطر ومصر في محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس تتمحور حول إطار عمل يستند إلى عرض إسرائيلي دعمه بايدن، الذي يضغط على الجانبين لحل ما يتبقى من خلافات.

النقاط العالقة
ويقول مسؤولون أمريكيون منذ أسابيع، إن الاتفاق أصبح قريباً إلا أنه لا تزال هناك نقاط عالقة.

وأوضح المسؤول الغربي والمصدران المصريان، أن المسؤولين الإسرائيليين طرحوا المطلب الخاص بإيجاد آلية لفحص المدنيين العائدين إلى شمال غزة خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، والتي عقدت في وقت سابق من هذا الشهر. وقال المسؤول الغربي، إن هذا “لم يكن متوقعاً”.

وأضاف المسؤول، أن إسرائيل لا تشعر بالقلق فحسب بشأن تسلل مقاتلي حماس إلى الشمال، وإنما أيضاً بشأن “العملاء” الموجودين بين المدنيين ويقدمون الدعم بشكل سري للحركة التي تحكم القطاع.

وقال المسؤول والمصادر الثلاثة الأخرى، إن “الإسرائيليين لا يرغبون في سحب قواتهم من محور فيلاديلفيا (صلاح الدين)”، وهو شريط من الأرض بطول 14 كيلومتراً على الحدود مع مصر.

وقال المسؤول الغربي، إن الأيام القليلة الماضية شهدت مساعي لإيجاد حل لهذه القضية، إما من خلال انسحاب إسرائيلي “أو التوصل إلى بعض التفاهم حول كيفية إدارة ذلك”، دون أن يخوص في تفاصيل.

وبين مسؤول كبير في إدارة بايدن، في إفادة للصحافيين، الأربعاء، قبل اجتماع نتانياهو مع الرئيس الأمريكي، أنهم في المراحل الختامية من التوصل لاتفاق.
وتابع المسؤول “هناك بعض الأمور التي نحتاجها من حماس، وهناك بعض الأمور التي نحتاجها من الجانب الإسرائيلي. وأعتقد أنكم سترون ذلك يحدث هنا على مدار الأسبوع المقبل”.

وذكر المسؤول، أن من بين الأمور المطلوبة من حماس “الرهائن الذين سيخرجون”، دون مزيد من التوضيح.
ورفض أبو زهري هذا الزعم وقال، إن “الإدارة الأمريكية تحاول التغطية على تعطيل نتنياهو للصفقة بالقول إن هناك أشياء مطلوبة من الطرفين، وهذا بعيد عن الحقيقة”.