قال عمدة لندن صادق خان إنه “يشعر بالانزعاج مثل كثير من الناس من جيله، بسبب أعمال الشغب التي تشهدها بريطانيا منذ عشرة أيام” وتستهدف مسلمين.
وأضاف خان المولود في لندن من أبوين مهاجرين باكستانيين لصحيفة “الغارديان” البريطانية أمس الخميس أنه “من المحزن أن نرى الأطفال خائفين، كما كان عندما نشأ في السبعينيات والثمانينيات”.
وخان ليس غريبا على الإساءة العنصرية، بصفته أحد أبرز الساسة المسلمين في بريطانيا، فقد استهدف من قبل سياسيي المعارضة والمتصيدين على الإنترنت على حد سواء، لكن هذا الأسبوع كان مختلفا، كما قال “كانت المرة الأولى التي تشعر فيها بناته بالخوف” وفق الصحيفة.
وقال في حديثه للصحيفة: “أنا شخص نشأ في السبعينيات والثمانينيات وشهد الجبهة الوطنية والحزب الوطني البريطاني واعتقدت أن هذا قد انتهى، مثل الكثير من الناس من جيلي، شعرت بالانزعاج من أحداث الأسبوعين الماضيين على وجه الخصوص”.
وأردف “من الصعب تفسير التغيرات عندما يتم استهدافك بسبب دينك أو لون بشرتك ولا يمكنك تغيير أي من هذه الأشياء، وسواء كنت ترى أعمال عنف جسدية تجري في الشمال الغربي أو الشمال الشرقي، فإنك تشعر بها في لندن”.
وذكر أن “مشاهد المتظاهرين المناهضين للفاشية الذين ملأوا الشوارع في لندن ليلة الأربعاء كانت “مصدر فخر”.
لكنه أشار إلى أن هناك “خوفا بين الأقليات” قاصدا “المسلمين” وقال إن “العديد منهم ما زالوا خائفين من مغادرة المنزل ممن يرتدين الحجاب أو الذهاب إلى المساجد”.
وأضاف: “الناس يفكرون مرتين قبل الذهاب إلى المسجد، صلاة الجمعة غدا.. هل تأخذ أطفالك معك؟”.
وقال: “لقد كان رائعا ومصدر فخر لي أن ترى الآلاف من الناس يتجمعون معا أمس، خلفيات مختلفة، أعراق مختلفة، ديانات مختلفة، معتقدات مختلفة، يظهرون الوحدة والتحالف. كان أمس بمثابة ضربة قاضية (لليمين المتطرف).. لكن سيستمرون في محاولة تقسيم مجتمعاتنا”.
وكان خان هدفا للكراهية عبر الإنترنت في كثير من الأحيان، بما في ذلك التهديدات بالقتل، وفق الصحيفة.
وتشهد بريطانيا أعمال شغب واحتجاجات في العديد من المدن، والتي اندلعت في أعقاب اعتداء مسلح على ناد للأطفال في مدينة ساوثبورت يوم 29 يوليو الماضي، أسفر عن مقتل 3 أطفال وإصابة آخرين بجروح.
وبدأت الاحتجاجات، التي تحولت لاحقا إلى أعمال شغب وصدامات مع الشرطة، على خلفية الإشاعات حول أن منفذ الهجوم كان من المهاجرين. وتبين في وقت لاحق أن المهاجم البالغ 17 عاما من العمر مولود في بريطانيا لعائلة مهاجرين من رواندا.
وأثار الهجوم ردود أفعال عارمة من قبل اليمين المتطرف في بريطانيا. وألقت الشرطة القبض على المئات من المشاركين في أعمال الشغب.