صحيفة: إسرائيل قدمت عرضاً لعشائر غزة لإدارة القطاع بمعزل عن حماس

كشفت وسائل إعلام عبرية، الخميس، النقاب، عن اتصالات أجرتها إسرائيل مع عشائر غزة؛ من أجل تسليمها شؤون القطاع بدلًا من حركة حماس، لا سيما ملف المساعدات الإنسانية، إلا أن رد العشائر كان بالرفض.

وذكرت صحيفة “معاريف” أن الاتصالات بين إسرائيل والعشائر الفلسطينية كانت عبر الأمم المتحدة، وأن عشائر غزة اشترطت تولي أية مهمة تتعلق بإدارة غزة، ولا سيما ملف المساعدات، بضرورة التنسيق مع حركة حماس.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل عمدت إلى محاولة التغلب على سيطرة حماس على غزة، من خلال التوجه إلى العشائر الكبيرة في القطاع، عبر الأمم المتحدة، وقالت إنها في النهاية لم تبدِ استعدادًا للتعاون.

وأوضحت أن العائلات الفلسطينية كانت قد أجرت اجتماعات مع شخصيات رسمية تابعة للأمم المتحدة، وأعربت عن استعدادها للمشاركة في العمليات ذات الصلة بملف المساعدات الإنسانية، مشترطة بأن يكون دورها في ملف المساعدات بالتنسيق مع حماس.

وأضافت الصحيفة أن الخطة الإسرائيلية كانت تقضي بتسليم العشائر ملف إدارة القطاع “مدنياً”، على أن تبقى السيطرة العسكرية في يد إسرائيل، والتي كانت ستحتفظ بحرية العمل في قطاع غزة بشكل كامل.

واقترحت المؤسسة العسكرية، وفق الصحيفة، أن تتعاون العشائر الفلسطينية في إدارة القطاع مع “جهات دولية”، لم تحددها، في إطار قوة ستتشكل وتعمل بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتعاون مع دول أخرى.

وأوضحت أن كل ذلك كان يأتي في إطار المخطط الإسرائيلي لليوم الذي سيعقب الحرب، بحيث تخرج حماس من المعادلة لتحل محلها قوى محلية أخرى، فيما ستتجنب إسرائيل، بموجب تلك الخطة، تحمل المسؤولية عن مئات الآلاف من المواطنين المدنيين، أو الاتصال بهم بشكل مباشر تجنبًا للصدام.

 موقف عشائر غزة من عرض إسرائيلي لإدارة القطاع

علقت حركة حماس الفلسطينية، اليوم الخميس، على موقف العشائر الفلسطينية من العرض الإسرائيلي المقدم لهم لإدارة قطاع غزة، والذي تكشفت تفاصيله عبر تسريبات في الإعلام الإسرائيلي.

وأشادت الحركة، في بيان لها، بما وصفته “الموقف المسؤول” لعائلات وعشائر غزة، التي رفضت بحسم التجاوب مع “مخططات خبيثة” للاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى خلق أجسام شاذة عن الصف الوطني.

وقالت الحركة عبر تلغرام: “نشيد بالموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزة، الذي رفض بِحَسم، التجاوُب مع المخططات الخبيثة للاحتلال الصهيوني، والهادفة إلى خلق أجسام تنسيقية شاذة عن الصف الوطني الفلسطيني”.

كما أشادت “حماس” بتأكيد هذه العائلات والعشائر على “دعمها للمقاومة والحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية، ورفضها محاولات الاحتلال العبث بالصف الوطني الفلسطيني”.

وأضافت: “هذا الموقف الأصيل، لعائلات وعشائر غزة، يثبت .. الدور المحوري الوطني الذي تلعبه العائلات والعشائر، كصمام أمان للجبهة الداخلية..”.

وجاء بيان “حماس” عقب ادعاءات إسرائيلية بأن مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بدأ العمل على بناء قوة مسلحة جنوب قطاع غزة بهدف أداء دور بديل لحركة حماس بعد نهاية الحرب في القطاع.

وكانت القناة “14” الإسرائيلية قد زعمت أن فرج يعمل على تشكيل قوة من عشائر لا تؤيد حركة حماس، بغرض توزيع المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله.

بدورها، ادعت قناة “كان 11” أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قدم مقترحاً يقضي بتولي اللواء ماجد فرج المسؤولية عن إدارة قطاع غزة بشكل مؤقت عقب انتهاء الحرب.

وذكرت القناة، الثلاثاء، أن اسم فرج طُرِح خلال اجتماع مغلق لمناقشة مستقبل القطاع عقب الحرب، وقالت إن تل أبيب تتجه للاستعانة به من أجل بناء بديل لسلطة حماس.

ولفتت إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تبحث في الوقت الراهن الاستعانة بالسلطة الفلسطينية لبناء الكيانات والآليات التي ستصبح مسؤولة عن إدارة حياة الغزيين، وتتولى ملف توزيع المساعدات الإنسانية.

ولم يصدر أي تعليق من السلطة الفلسطينية على تلك الأنباء حتى اللحظة، في وقت كانت وسائل إعلام عبرية قد أشارت بالأمس، أن فرج عقد اجتماًعا سريًا مع رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي في إسرائيل، وبحث معه ملف اليوم التالي للحرب.