السياسي – يعمل صمود الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال مدينة غزة، ورفضهم أوامر جيش الاحتلال بالإخلاء على إحباط تنفيذ ما تسمى “خطة الجنرالات” الهادفة لإخلاء شمال قطاع غزة من سكانه.
وأعلن جيش الاحتلال وفي 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بدء عملية عسكرية في جباليا بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع هي الأعنف منذ أيار/ مايو الماضي.
وأنذر الجيش الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا والتوجه جنوبا، وسط تحذير وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة المواطنين من الاستجابة لذلك، مؤكدة أن ذلك خداع وكذب، بحسب وكالة “الأناضول”.
أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أنه “في الأسبوع الماضي، تم تحويل قطاع غزة رسميا إلى منطقة قتال ثانوية من قبل الجيش، مع بداية العملية البرية في جنوب لبنان.
وذكرت أنه منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تم اعتبار قطاع غزة “ساحة الحرب الأساسية، فيما تم اعتبار الحدود الشمالية مع لبنان ساحة حرب ثانوية”.
وتابعت: “ومع ذلك، ترك الجيش الفرقة النظامية للقيادة الجنوبية لمداهمة جباليا (شمالي قطاع غزة)، وهذه المرة لفترة ممتدة لأكثر من بضعة أسابيع، وذلك بسبب إصرار السكان غير المعتاد على عدم الإخلاء جنوبا”.
وأشارت إلى أن “القوات الإسرائيلية تحاصر مدينة جباليا منذ أيام، في مواجهة عشرات آلاف من سكان غزة، الذين يرفض معظمهم الإخلاء جنوبا”.
وأوضحت الصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي هاجم جباليا بريا في مرتين سابقتين في تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي”.
ويذكر أن هذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/ كتوبر 2023.
وقالت الصحيفة؛ إن عناصر حماس يستهدفون الجيش بكمائن باستخدام عبوات ناسفة وإطلاق مضادات للدبابات، مضيفة أنه “في ليلة الخميس، سمح بنشر أن 3 من جنود الاحتياط، قتلوا في المناورة عندما داسوا على إحدى العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطريق في المنطقة، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قتل جندي من الكتيبة 17 في ملعب بعبوة ناسفة زرعت في الشارع”.
وأضافت: “وأصيب عدد آخر من الجنود بجروح، معظمهم بسبب العبوات الناسفة”.
وتابعت: “تم أيضا تحديد أنفاق قتالية داخلية قامت حماس بإصلاحها جزئيا أو أنفاق أخرى لم يتم كشفها بعد”.
وأشارت الصحيفة إلى “أن صعوبة إجلاء السكان دفعت القيادة الجنوبية بالجيش إلى فهم أن هذه العملية، على عكس العمليات السابقة التي استمرت من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، ستستغرق وقتا أطول، ويمكن أن تصل إلى عدة أشهر”.
وذكرت أن “صمود السكان في جباليا، ورفضهم طلبات الجيش الإسرائيلي لهم بالإخلاء “يحبط التجربة العملية الأولى، لتنفيذ ما تسمى خطة الجنرالات” الداعية لإخلاء شمال قطاع غزة من السكان”.
وقالت: “تشكل العملية الآن نسخة أصغر وأولية من مبادرة اللواء (المتقاعد) غيورا آيلاند، الذي اقترح نقل ما يقرب من 300 ألف من سكان غزة المتبقين في شمال القطاع، وخاصة بمدينة غزة إلى جنوب القطاع من خلال التفتيش والفحص في ممر نتساريم”، وسط القطاع.
وكان آيلاند أعلن مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، ما أسماها “خطة الجنرالات” لإخلاء شمال قطاع غزة من السكان.
وقالت الصحيفة: “بحسب النموذج التشغيلي الحالي، دخل الفريق القتالي للواء 401 السبت الماضي من الشمال الغربي عبر المنطقة الساحلية ومرتفع العطاطرة، وخلال ساعات قليلة اتخذ مواقع تطويق على أطراف جباليا، موازيا للدخول السريع من الجنوب الشرقي لفريق اللواء 460 القتالي”.
وتابعت: “أقامت قوات اللواء 460 حاجزا على شارع صلاح الدين، ويمر عبره سكان غزة الذين تم إخراجهم من معبر جباليا، على نطاق ضيق حتى الآن، ولكن بعد أن يخضعوا للتفتيش واعتقال المشتبه بهم للتحقيق معهم إذا لزم الأمر”.
وأردفت: “ما زالت حماس تسيطر على هذه المنطقة (جباليا)، لكن بشكل محدود للغاية، وهناك شعور بأنها تجد صعوبة في سد الفجوة، فهناك فرق كبير بين حماس اليوم، وتلك التي تحركنا ضدها قبل عام”.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير مشارك في العملية، لم تسمه: “في الأشهر الأخيرة، لم يقم الجيش الإسرائيلي بأي عمليات على الأرض في شمال قطاع غزة، ومن ثم بدأت حماس في إعادة تأهيل نفسها مدنيا وإداريا في المنطقة”.
وأضاف: “يجب أن يكون مفهوما أن حماس تعمل في قلب غزة المدني، نشطاؤها هم الذين يزيلون الأنقاض ويعالجون الجرحى”.