عملية بيت حانون – مشاهد بطولية تفضح سيطرة الاحتلال – فيديو

السياسي – مشاهد أسطورية عرضتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، لعملية بطولية في بيت حانون، أقصى شمال قطاع غزة، أولى مدن القطاع التي أعلن الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها قبل أشهر بعد تدميرها شبه الكامل.

رصد وتخطيط وتحكم في الميدان مع قدرة بارعة على التنفيذ والتوثيق ونقل الفيديو ليتم نشره للعالم، في حلقات تبدو إعجازية في مدينة يكاد لم يبق فيها حجر على حجر.

بين الركام نصب أبطال القسام كمينهم ليستدرجوا قوة إسرائيلية جاءت كما هو مخطط لها لتقع في كمين محكم وويستهدفها المقاومون بعبوة رعدية انفجرت وسط الجنود.

وعندما قدمت قوات النجدة خلال محاولتها إنقاذ الجنود شمال بيت حانون جرى توثيق ذلك، وبعدها بساعات استكمل المجاهدون مهمتم في المكان ذاته بقنص الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين عرضت مشاهد قنصهم أمس خلال العملية.

أهمية العلمية

أهمية العملية -وفق الخبراء- ليس فقط في براعة التخطيط والتنفيذ والتوثيق، فهذا أمر بات أمرًا متكررًا في ساحات المواجهة مع الاحتلال، ولكن كونها جاءت في بيت حانون وهي أولى مدن القطاع التي أعاد الاحتلال احتلالها في نوفمبر 2023 بعد معارك ضارية حتى أعلن السيطرة عليها؛ ليفاجأ اليوم بأن مقاوميها يقاتلون ببسالة وبراعة وكأن المعركة في بدايتها وليس بعد قرابة 8 أشهر استخدم فيها الاحتلال أعتى أسلحته وأولويته العسكرية بإمدادات عسكرية وذخائر وجسور جوية لم تتوقف من أميركا وبعض الدول الأوروبية.

وتعد بيت حانون من أكثر مدن القطاع قربا للسياج الفاصل الذي تقيمه قوات الاحتلال شمالي القطاع، وتعرضت لدمار شبه كلي منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهجّرت سلطات الاحتلال جميع سكانها في اليوم الأول من الحرب، وتسببت بعشرات المجازر فيها.

وتفاعل المدونون على منصات التواصل الاجتماعي مع الفيديو، وسط تعبيرات إكبار وإجلال لأبطال المقاومة الذين لا يزالون قادرين على صفع الاحتلال وإلحاق الخسائر الفادحة به.

في تعليقه على الفيديو استحضر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون ادعاء الاحتلال اغتيال القائد القسامي أبو حمزة فياض  قائد كتيبة بيت حانون في كتائب الشهيد عز الدين القسام، مشيرًا إلى أنه رجل دعوي تربوي عسكري قاد بيت حانون، وأعد فيها رجالا تقاتل حتى اللحظة، وعمل على بناء منظومة قتالية هجومية ودفاعية.

وأضاف: حين نستمع لابي حمزة ندرك انه بالاضافة لعسكريته الفذة، فهو رجل مثقف  وكاتب مميز، وخطيب مفوه، ويحمل حسا انسانيا راقيا،  يتلطف بشبابه يواسيهم ويشجعهم يشاركهم بكل مهمة ويتقدمهم ولا يتأخر.

المدون تامر، عبر عن إعجابه بالفيديو قائلا: “كل شيء يتم رصده ومعروف ومحسوب ، من اين سوف يكون طريق الاقتحام ، وكيف سوف تتقدم القوات الارهابية ، ومن اين سوف تاني فرق الانقاذ ، كل ذلك في بيت حانون قريب من الشريط الحدودي والمدمرة بشكل كامل”.

وتقع بيت حانون شمالي قطاع غزة، وترتفع عن سطح البحر 50 مترا، ويحدها من الشمال الشرقي خط الهدنة 1948، ومن الجنوب الغربي بلدة بيت لاهيا، وتبعد عن مركز المحافظة 3 كيلومترات شرقا، ويعد موقعها إستراتيجيا لوجود أكبر حاجز بري “إيريز” (بيت حانون) يربط بين القطاع وأراضي 48 فهي تعد بوابة القطاع إلى أراضي الـ48، وهي تبعد عن مستوطنة سديروت في غلاف غزة مسافة 6 كيلومترات، وهي تقع على السياج الأمني مع الاحتلال شمال القطاع.

وذيلت كتائب القسام توثيق العملية في بيت حانون بأن غزة ستبقى مقبرة الغزاة وهو الأمر الذي أبرزه المدونون.

وأعاد عشرات المدونين مقطع الفيديو الذي يوثق العملية مصحوبا بعبارات الإعجاب بهذا العمل البطولي النوعي.

وخلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب المدمرة سوّيت بالأرض بيوت سكان بيت حانون ومدارسهم ومساجدهم، ومحيت مربعات سكنية بالكامل وصارت حطاما، وجرفت شوارع وطرق وبنى تحتية أساسية لم يعد لها وجود.

محمود أحد المدونين توقف أمام ما ورد في ختام ما وصفه بـ”هذا العمل العظيم” أي عبارة “وستبقى غزة مقبرة الغزاة” قائلاً: هنا أصل وعمق الرسالة.

وأضاف: هذا ليس مقطع فيديو من 180 ثانية، بل عمل ومهمة عسكرية مكتملة الأركان، تعكس عمل منظومة بأكملها، وتؤكد صحة وصلابة جيشنا المبارك هناك،

وتابع: هناك .. بيت حانون شمال قطاع غزة، تلك البلدة التي تُحرق وتُقتل منذ 8 شهور، لكنها لا زالت على قدميها شامخة، وتغرس خنجرها الطاهر في وجه عدوها المجرم، وتفقع عين كذبه وإجرامه، بيت حانون مدرسة عسكرية وأسطورة جهادية تدرس وتدرس بكل جدارة.

أبو عبيدة: والقادم أدهى وأمرّ

وسبق أن حذر الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في خطاباته الاحتلال أنه “في كل مرة حيثما يطمح إلى تسجيل نصر أو إنجاز سيجدنا أمامه، فإن هذا ما حدث ويحدث كل يوم”.

ويضيف أبو عبيدة: نحن غزة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها، والتي سنذكركم في كل مرة لأنها مقبرة للغزاة، نحن نقاوم المحتلين عبر العصور، فلكم في التاريخ والحاضر عبرة، والقادم أدهى وأمرّ عليكم بعون الله تعالى وأمره“.

وشدد على أن متلازمة الفشل والتخبط بقيادة العدو السياسية والعسكرية في المعركة البرية تتطلب ما يسمى بالضغط العسكري لتحرير الأسرى والمحتجزين، ووصفه لتسريع ذهاب أسرى العدو إلى المجهول.

وتبقى رسالة الفيديو والمقاومة التي لا تحتمل اللبس أن غزة ستبقى دوما مقبرة الغزاة، فهل يلتقط الاحتلال الرسالة؟.

شاهد أيضاً