السياسي – استشهد فلسطينيون، جلهم من الأطفال والنساء، أمس الثلاثاء، جراء القصف الإسرائيلي على غزة، فيما دفنت جثامين 80 شهيدا أعادها الاحتلال، الذي أكد أن حربه على القطاع «ستستمر عدة أشهر أخرى».
وخلال 24 ساعة فقط استشهد أكثر من 240 فلسطينيا في قصف الاحتلال لمناطق القطاع، وفق وزارة الصحة في غزة.
وحسب وكالة «وفا» استشهد 10 مواطنين إثر غارة استهدفت منزلا في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، ونقلوا إلى مستشفى ناصر في المدينة، فيما تواصل إطلاق النار بكثافة في المنطقة الشمالية الشرقية لخان يونس.
كما شُنت غارات على بني سهيلا جنوب القطاع، إضافة إلى قصف مدفعي استهدف المناطق الشرقية والشمالية من غزة، ومنطقة جحر الديك جنوبا. وأصيب عدد من النازحين بجروح في قصف مدفعي استهدف مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خان يونس، الذي يؤوي آلاف النازحين.
كذلك استشهد مواطنان بينهما سيدة وأصيب عدد بجروح إثر قصف استهدف مخيمي البريج والمغازي.
وتزامن القصف المتنقل مع إعلان «شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال»، انقطاعا كاملاً لخدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة، وعادة ما ينذر قطع الاتصالات بمجازر أكثر وحشية ينفذها الاحتلال.
وأعربت الأمم المتحدة عن «قلقها البالغ» حيال القصف الإسرائيلي لغزة، وحضّت تل أبيب على اتّخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين.
في الموازاة، دفن 80 شهيدا في مقبرة جماعية بعدما أعاد الاحتلال جثامينهم إلى القطاع عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأكدت مصادر في وزارة الصحة في غزة، أن هذه الجثامين احتجزها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في مشارح مستشفيات ومقابر جماعية، ونقلها إلى داخل إسرائيل.
وبعد إدخالها القطاع الفلسطيني نقلت الجثامين التي وضعت في أكياس زرقاء اللون، على متن حاوية على شاحنة، ثم ووريت الثرى في مقبرة جماعية في ميدان مفتوح في مدينة رفح في جنوب غزة.
وتسلمت وزارة الصحة الجثامين، عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع، فيما تولت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عملية دفنهم في مقابر جماعية.
ميدانيا، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، أنها أوقعت قتلى وجرحى بتفجير فتحة نفق في قوة إسرائيلية مكونة من 8 جنود، شرق مخيم البريج، وذلك في عملية إضافية تزيد من خسائر الاحتلال المتصاعدة. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، مقتل ضابطين وجندي وإصابة 5 آخرين بينهم ضابط بجروح خطيرة، ما يرفع حصيلة قتلاه المعلنة إلى 495 منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مع ذلك فإن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، قال إن الحرب «ستستمر عدة أشهر أخرى».
وبيّن في مؤتمر صحافي بعد تفقده جنودا في القطاع إن «أهداف الحرب ليس من السهل تحقيقها. الحرب ستستمر عدة أشهر أخرى وسنعمل بأساليب مختلفة حتى يتم الحفاظ على الإنجاز لفترة طويلة».
في الموازاة، اعتبر أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه «يجب نزع سلاح غزة وإقامة منطقة أمنية مؤقتة» بمحاذاة حدود القطاع مع جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى آليات تفتيش على الحدود بين غزة ومصر «لمنع تهريب الأسلحة».
إلى ذلك، أثارت الانتهاكات التي نفذها الاحتلال ضد عدد من المعتقلين في غزة بعد نقلهم إلى ملعب اليرموك، القريب من جباليا في القطاع، غضبا وانتقادات واسعة.
وتداول نشطاء فلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي، صورا لمجموعة من المواطنين الذين اعتقلهم الجيش، وهم عراة بـ «الملابس الداخلية فقط»، وبينهم أطفال.
ووفق المرصد «الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» فإن عشرات النساء اللواتي تم اقتيادهن إلى ملعب اليرموك وجرى نزع الحجاب عن رؤوسهن، وتفتيشهن من الجنود، وتعرض العديد منهن للتحرش الصريح والضرب والتنكيل.