قيادي مغربي : إنهاء التطبيع هو الرد على تجويع فلسطينيي غزة

السياسي – أكد القيادي السابق في حزب الاستقلال المغربي محمد الخليفة، أن الرد الطبيعي على زحف الجوع إلى قطاع غزة، هو إعلان الحكومات العربية رسميا تحللها من كل اتفاقات التطبيع مع الاحتلال والانخراط في إسناد الشعب الفلسطيني بكل ما يحتاجه من مساعدات إنسانية وغذائية.

وأوضح الخليفة في تصريحات أن المدخل الرئيس لنجدة قطاع غزة على المستوى الرسمي أن تقدم الحكومات العربية جميعها وفي مقدمتها تلك التي طبعت مع الاحتلال الإسرائيلي، وذهبت معه بعيدا في إقامة علاقات سياسية واقتصادية إلى إنهائها والانحياز بالكامل لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم.

وقال الخليفة: “لقد تأكد للحكومات العربية والإسلامية أنه من قبيل المستحيل أن يسمح الصهاينة بقيام دولة فلسطينية كما كانوا يتوقعون، ولذلك فإنه إذا كانت هنالك دول قد طبعت مع هذا الكيان الصهيوني النازي الغاصب ووصلت معه إلى درجات متقدمة.. فإنه واعتبارا لأن هذه الحكومات تسعى من أجل قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.. وطالما أن هذا الهدف لم يعد ممكنا بعد الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق غزة وأهلها وتأكيده أنه لا دولة فلسطينية في الأفق، بل إن بايدن حتى لا يتحدث إلا عن دولة أقل بكثير من وضع سلطة عباس الآن، فهذه فرصة الحكومات العربية أن تتحلل من كل الالتزامات التي كانت مع العدو، وتقول له بالفم الملآن: عندما كان هناك أمل بدولة فلسطينية مستقلة بسيادتها أقمنا العلاقة معك، أما الآن وبعدما حدثت واقعة غزة العظيمة فلن نستمر معك في أي علاقات، ونخرج من الحلف الإبراهيمي ونتحلل من كل الالتزامات”.

وأضاف: “هذا هو الرد الذي يمكن أن ينقذ إخواننا في غزة من كل الويلات بما في ذلك الجوع ونقص الدواء والحرب.. نعيش ظرفا سيئا لم نعرف له مثيلا في التاريخ… بغير هذا فإن التصريحات الدبلوماسية لن تحفظ لنا كرامة ولن تداوي جرحى غزة ولن تطعم جائعهم”.

ودعا الخليفة الدول العربية والإسلامية إلى الاحتذاء بموقفي اليمن وجنوب أفريقيا في دعم غزة، الأولى عبر فتح جبهة البحر الأحمر، والثانية عبر فتح ملف العدل الدولية.. وقال: “هذا هو الرد الطبيعي الذي سيضمن إدخال المساعدات والغذاء وقيام الدولة الفلسطينية.. وبغير ذلك لا الأنروا ولا المجتمع الدولي يستطيع أن يفعل شيئا”.

وأشار الخليفة إلى أن تردد الحكومات العربية في الإقدام على خطوات شجاعة شبيهة بموقفي اليمن وجنوب أفريقيا هو جزء من التواطؤ مع الاحتلال، وقال: “هم مثلهم مثل الاحتلال وحلفائه ينتظرون ساعة واحدة وهي أن تلقي فصائل المقاومة وفي مقدمتهم كتائب القسام السلاح، وهذا حلم لن يتحقق لهم، فما بعد طوفان الأقصى هو غير ما كان قبله، والصامدون على أرض غزة هم علماء ونخب ومثقفون ومواطنون عاديون، وليسوا مجرد مغامرين”.

وأضاف: “حكوماتنا العربية تنتظر ساعة انتصار الاحتلال ليقولوا للمقاومة: نحن قلنا لكم لا تعلنوا الحرب مع إسرائيل لأنها ستنتصر عليكم، وهذه لحظة لن تتحقق لهم بحول الله.. فقد بلغ السيل الزبى.. ولم تعد هناك لا أخوة عربية ولا إسلامية.. لا يمكن أن تكون كل شعوب العالم قد فهمت أن الشعب الفلسطيني مظلوم وحكوماتنا لم تفهم بعد”.

وحول المبشرين باستئصال المقاومة وموتها، قال الخليفة: “كلنا إلى زوال، والموت هو القدر المحتوم للإنسان، فإما أن يموت بشرف أو أن يموت موت الجبناء، ومهما طال عمر الحكومات فإنها إلى زوال، وعلينا أن نفهم كمسلمين أن هناك حسابا عسيرا.. وكل السير النبوية القصص القرآنية والسيرة النبوية تتحدث عن السلام وعن الحرب عندما تقع وعن التضامن.. ولكن للأسف لم نعد نفرق بين الإسلام، الذي يقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)..  بكل أسف إننا لا نتلو القرآن من أجل أن نعرف كيف ندير وضعنا في الحرب والسلم”.

وأنهى الخليفة تصريحاته قائلا: “لتكن حكوماتنا متأكدة أن النصر قادم، وصمود الأبطال في مواجهة العدوان للشهر الرابع على التوالي يسطر تاريخا جديدا في المنطقة بحول الله”، على حد تعبيره.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صحفي له أمس الاثنين، عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا متواجدين في المحافظة.

وذكر المكتب الإعلامي، أن “الاحتلال أجبر سكان محافظة شمال غزة على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني”.

وأضاف: “تتعرض كل من محافظة شمال غزة ومحافظة غزة إلى حصار شديد ومطبق بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يمنع الاحتلال وصول أية مساعدات إلى تلكما المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات الإعدام والقتل الميداني التي نفذها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء الذين حاولوا الحصول على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة”.

وحمل الاحتلال “الإسرائيلي” كامل المسؤولية عن المجاعة في محافظة شمال قطاع غزة، كما أنه حمّل المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي قال بأنها “تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، حيث إنهم منحوا الاحتلال الضوء الأخضر لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة”.

وناشد المكتب كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية المختلفة العمل الجاد والفوري والعاجل من أجل إدخال المساعدات التموينية والإمدادات الغذائية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة.

كما أنه طالب كل العالم بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.

ومنذ 108 أيام يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين “25 ألفا و295 شهيدا و63 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.

شاهد أيضاً