كيف يتخفى يحيى السنوار …. الأول في قائمة الاستهداف ؟

بعد تزايد عمليات الاغتيالات الإسرائيلية لقيادة حركة حماس، تشير تقارير أمريكية إلى أن الدائرة تضيق على زعيم الحركة في غزة، يحيى السنوار، الذي ترجح تقديرات عدة أنه ما زال في مدينة خان يونس، داخل أحد الأنفاق المخصصة لإيواء القيادة العسكرية أطول فترة ممكنة؛ إذ تحتوي غرفاً للمبيت وأخرى للقيادة والتحكم.

على رأس القائمة

يقول الباحث في الشأن الفلسطيني ثائر ياسين إن القيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية رفعت وتيرة الاغتيالات، لتصل إلى أعلى سقف كان يمكن أن يتوقعه أي شخص، إذ اغتالت رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وأعلنت اغتيال رئيس المجلس العسكري والمطارد منذ عشرات السنين محمد الضيف.

وأضاف ياسين، أن “كل ذلك يضع قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في دائرة الاستهداف، وعلى رأس قائمة الاغتيالات، لا سيما مع اتهامه بأنه من خطط ونفذ هجوم السابع من أكتوبر”.

وتابع: “ولأن السنوار هو قائد أمني بالأساس وليس عسكرياً، فإنه خبير في عملية التخفي وتأمين نفسه أمام قوى استخبارية نافذة، لا تكل ولا تمل على مدار الساعة منذ اليوم الأول للحرب على القطاع”. وأكمل الباحث في الشأن الفلسطيني أن السنوار يوجَد في أقوى وأضخم نفق بناه الجناح العسكري، وبحسب التقارير الأمريكية، فإنه يحيط نفسه بعدد من المحتجزين الإسرائيليين لضمان سلامته وسلامة عائلته التي توجَد معه.

وأشار ياسين إلى أن الجهاز الأمني الإسرائيلي لديه معلومات شبه مؤكدة عن مكان يحيى السنوار، ولكن لديه معلومات مؤكدة أيضًا عن حجم التعقيدات الأمنية التي يحيط نفسه بها، وعلى رأسها المحتجزون الإسرائيليون الذين يعيشون معه في النفق نفسه.

وأضاف: “السنوار يعتقد أنه كلما أحاط نفسه بمزيد من الإجراءات الأمنية المشددة، زادت فرصته أكثر في الصمود والتفاوض والنجاة من عمليات الاغتيال”.

يحيط نفسه بالأسرى

من جهته، قال المحلل السياسي الدكتور محمد العطار إنه وبعد حوالي أكثر من 10 أشهر من الحرب، ومقتل العديد من مسؤولي الألوية العسكرية وقادة الكتائب في الجناح العسكري لحركة حماس، بالإضافة إلى اغتيال رأسي الهرم إسماعيل هنية ومحمد الضيف، فإن يحيى السنوار الآن يبحث فقط عن أمنه الشخصي وضمان عدم الوصول إليه واغتياله.

وأضاف العطار، أن السنوار هو القائد الأعلى للحركة في قطاع غزة؛ وبالتالي مسألة تأمينه هي إحدى المهام الأساسية للحركة، لا سيما في ظل اشتداد وتيرة الاغتيالات بحق مسؤولين كبار في حركة حماس وحزب الله.

وأوضح: من المتوقع أن يكون يحيى السنوار برفقة عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في هجوم السابع من أكتوبر، بدليل شهادات بعض الأسرى المفرج عنهم في صفقات التبادل، تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الذين قالوا إنهم التقوا السنوار، وأخبرهم بالعبرية التي يتقنها بأنهم سيكونون بخير.

استعادة المعتقلين الإسرائيليين

وأكمل المحلل السياسي أنه من الواضح أن السنوار يعيش في مكان يتوفر داخله جميع وسائل الراحة، بما في ذلك التهوية والقدرة على العيش فيه لفترات طويلة، لا سيما وأن أطفاله وزوجته كانوا معه، حيث يظهر ذلك جليًا في فيديو عثر عليه الجيش الإسرائيلي في كاميرا مراقبة لأحد الأنفاق بمدينة خانيونس يظهر فيها السنوار ونجلاه وزوجته يمرون داخل أحد الأنفاق.

ولفت إلى أن إسرائيل ما زالت تريد يحيى السنوار من أجل إنجاز صفقة تبادل، إلى جانب أن الجيش الإسرائيلي يسعى بكل الوسائل الممكنة إلى إعادة المعتقلين الإسرائيليين بصحة جيدة؛ ولذلك يبحث نتنياهو هنا دائماً عن الخيار السياسي إذا تعلّق الأمر بالسنوار.

“إرم نيوز”