لابيد يطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف مساعي نتنياهو لـ تخريبها

السياسي – طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الثلاثاء، بوقف محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “تخريب” محادثات التوصل إلى صفقة مع حركة حماس بشأن وقف الحرب وتبادل الأسرى.

وقال لابيد، عبر منصة إكس: “يجب أن تتوقف كل محاولات نتنياهو لتخريب المحادثات” مع حماس.

وأضاف: “يجب إبرام صفقة الآن قبل أن يلقى جميع (الأسرى الإسرائيليين بغزة) حتفهم”.

تأتي تصريحات لابيد بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، استعادة جثث 6 من أسراه كانوا محتجزين بغزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عبر عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”.

الأمر الذي أثار غضبا واسعا في صفوف عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، التي حملت في بيان حكومة نتنياهو المسؤولية عن وفاة ذويهم في القطاع، معتبرة أنه كان من الممكن إنقاذ حياتهم لولا التأخير في عقد صفقة مع حماس.

كما تأتي تصريحات لابيد على خلفية تسريبات إعلامية بشأن لقاء عقده نتنياهو مؤخرا مع ممثلي عائلات أهالي أسرى إسرائيليين بغزة، أقر خلاله بأنه غير متأكد من إمكانية إبرام اتفاق مع حماس من عدمه.

إذ قال نتنياهو لهم: “إسرائيل لن تغادر تحت أي ظرف محور فيلادلفيا (شريط حدودي فاصل بين غزة ومصر) وممر نتساريم (الذي أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه) رغم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها للقيام بذلك من الداخل والخارج”، مدعيا أن “هذه أصول استراتيجية عسكرية وسياسية على حد سواء”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الخاصة.

وأضاف نتنياهو: “لست متأكدا من أنه سيكون هناك اتفاق (مع حماس)، لكن إذا حدث ذلك فسيكون اتفاقا يحفظ مصالحنا”.

** توضيح من نتنياهو

وخلفت تلك التسريبات ضجة واسعة بين عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين اعتبروا أن نتنياهو تخلى عن ذويهم للأبد.

وحيال ذلك، أصدر ديوان نتنياهو بيانا قال فيه إنه التقى في مكتبه بالقدس ممثلين عن أهالي الأسرى.

وبحسب البيان، قال نتنياهو خلال اللقاء: “نعمل بكل قوتنا على تفكيك نظام حماس، والقضاء على قدراته العسكرية، وهذا يمضى قدما”، على حد ادعائه.

وأضاف: “في الوقت نفسه نبذل جهدا لإعادة الاسرى بشروط تسمح بإطلاق أكبر عدد ممكن منهم في المرحلة الأولى من الصفقة”.

وتابع: “أقول بوضوح إن هذا هو الهدف الذي حددته، لكن الأمر الآخر هو الحفاظ على أصولنا الأمنية الاستراتيجية في مواجهة الضغوط الكبيرة من الداخل والخارج، ونحن نتمسك بذلك”.

ولاحقا، وصف مسؤول سياسي مقرب من نتنياهو تلك التسريبات بـ”الفضيحة”.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن “تسريب المناقشات المغلقة بشأن صفقة الاسرى فضيحة، وتسبب أضرارا جسيمة للمفاوضات نحو الصفقة”، بحسب ما نقلته “يديعوت أحرونوت”.

** “نتنياهو ينسف الصفقة”

وردا على التسريبات، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، إن “تصريحات نتنياهو تشكل عمليا نسفا للصفقة”.

وأضافت الهيئة، في بيان جديد،: “لم يفهم نتنياهو أن التخلي عن الاسرى يؤدي إلى قتلهم في الأسر”.

وأشارت إلى أن “الاسرى لا يعانون فحسب، بل يموتون أيضًا. ولا أمل ولا بطولة في الصمود الذي سيؤدي إلى استمرار موتهم جميعا”.

وختمت هيئة عائلات الأسرى بالقول: “لقد تخلت الحكومة الإسرائيلية عن المختطفين في 7 أكتوبر، وتتخلى عنهم الآن نهائيا”.

يشار إلى أن تصريح نتنياهو لممثلي أهالي الأسرى والقتلى جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن أن نتنياهو وافق على الأفكار المطروحة للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.

واستضافت العاصمة القطرية الدوحة يومي 15 و16 أغسطس/ آب الجاري، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

وفي نهاية هذه الجولة، أعلن الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، عبر بيان، إجراء جولة محادثات أخرى تستضيفها القاهرة قبل نهاية الأسبوع الجاري.

والأحد، أكد نتنياهو إصراره على إبقاء سيطرة قواته على محور فيلادلفيا، الأمر الذي جعل لابيد يتهمه بـ”المماطلة وتخريب المفاوضات”.

فيما نقل إعلام مصري مساء الاثنين، عن مصدر رفيع المستوى (لم يسمّه) تمسك القاهرة بانسحاب إسرائيلي “كامل” من محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح جنوب قطاع غزة اللذين احتلتهما إسرائيل في مايو/ أيار الماضي.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

شاهد أيضاً