السياسي – نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا حول مواقف المؤيدين لفلسطين من المرشحة الديقراطية المفترضة لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس، مشيرة إلى أنه على نائبة الرئيس الرضا بنفس الضغط الذي مارسه اليسار على الرئيس جو بايدن بسبب مواقفه من غزة.
وفي التقرير الذي أعدته صابرينا صديقي، قالت إن هاني المدهون لم تكن لديه خطط للتصويت لبايدن هذا العام بعد مقتل شقيقه بغارة إسرائيلية على غزة. وقال المدهون إن “يدي بايدن ملوثة بالدم” لأنه أرسل الأسلحة الأمريكية دعما لجهود الحرب.
والآن وقد انسحب بايدن من السباق الرئاسي، أصبح المدهون جاهزا لمنح صوته إلى هاريس. ليس هذا فقط، بل وتعبئة الناخبين لدعمها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. والسبب وراء هذا التغيير، هو أنها “ركزت على الأصوات الفلسطينية”.
وتحدث المدهون بالهاتف مع هاريس في تشرين الثاني/ نوفمبر، وتلقى رسالة تعزية شخصية منها بعد مقتل شقيقه. وأضاف أن هاريس “تحدثت عن المعاناة الفلسطينية والضحايا وتحدثت عن الوضع على مستوى إنساني أكبر”.
وتضيف الصحيفة أن غزة إلى جانب موضوعات قليلة أخرى، أثبتت أنها انقسامية للحزب الديمقراطي في هذا الموسم الانتخابي. ولاحظ المؤيدون لفلسطين مواقف وتأكيدات هاريس على مظاهر القلق الإنسانية ويراقبونها عن كثب، وإن كانت ستبعد نفسها عن سياسة الرئيس بايدن تجاه غزة وتقديم رؤية خاصة بها.
وقبل انسحابه، كانت مواقف بايدن الحاسمة والداعمة للحرب الإسرائيلية على غزة، رغم الضحايا بين المدنيين والكارثة الإنسانية، ستعرض حملته الانتخابية للخطر، وسط ردة فعل من التقدميين في الحزب والعرب- المسلمين الأمريكيين والناخبين الشباب والأمريكيين السود.
وعبّر البيت الأبيض والحملة الانتخابية للرئيس بايدن عن مظاهر قلقهم الخاصة من أن الناخبين الذين يشعرون بالخيبة قد لا يشاركون في الانتخابات أو يصوتون لمرشح من حزب ثالث، بشكل سيعرّض حظوظ الحزب الديمقراطي في الولايات المتأرجحة مثل ميتشغان وجورجيا وبنسلفانيا للخطر.
ونقلت الصحيفة عن الموظفة المعينة في وزارة الداخلية ليلي غريبنبرغ كول، التي كانت أول موظفة يهودية أمريكية تستقيل من الإدارة احتجاجا على حرب غزة قولها: “أعتقد أنه من الضروري أن تبعد نفسها (هاريس) عن بايدن وتحدد موقفا مستقلا عنه في الموضوع”.
وكانت كول ناشطة ميدانية في حملة هاريس عام 2020، معلقة: “ليس فقط لأن هناك أشياء أخلاقية صحيحة يمكنها القيام بها، ولكن لأنه الشيء السياسي الذكي الذي يمكنها عمله”.
وتضيف الصحيفة أن هاريس كانت خلف الأضواء قوة دافعة باتجاه وقف إطلاق النار وزيادة الضغوط على إسرائيل كي تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك حسب بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
وأظهرت الاستطلاعات فيما بعد هجمات تشرين الأول/ أكتوبر، دعما أمريكيا للحرب في غزة، لكن الاستطلاعات الأخيرة كشفت عن زيادة أعداد الأمريكيين الذين لا يوافقون على إدارة إسرائيل للحرب، خاصة بين الشبان الديمقراطيين والمستقلين الذي يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، ويثيرون أسئلة حول الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.
ويقول مسؤولون حاليون وسابقون، إن هاريس يمكن أن تعبّر عن موقف مستقل نسبيا من بايدن، لكنهم لا يتوقعون منها أن تبعد كثيرا عن الموقف الرسمي الذي عبّر عنه الرئيس في أحاديثه العامة.
ورغم أنها عبّرت عن تحفظات من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس، إلا أنها أكدت على دعمها المتواصل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولم تشر إلى دعم عسكري مشروط لحليفة أمريكا القديمة.
وفي خطاب ألقته هاريس في آذار/ مارس، كانت أول مسؤولة في إدارة بايدن تدعو علنا لوقف إطلاق النار. وأشارت إلى تقارير تحدثت عن أن الفلسطينيين الذين “يأكلون الحشائش وعلف الدواب، ونساء يلدن أجنة تعاني من نقص التغذية وبعناية طبية قليلة أو بدونها، وأطفال يموتون بسبب الجفاف وفقر التغذية”. وقالت إن على “الحكومة الإسرائيلية زيادة تدفق المساعدات بشكل كبير، ولا يوجد هناك عذر”.
ولم تفت تعليقات كهذه عن انتباه المؤيدين لفلسطين والذين شعروا أن بايدن ناضل ليظهر تعاطفه مع الفلسطينيين في غزة أو الحديث بشكل أكثر وضوحا عن ظروفهم.
وبحسب مدير “إيمغيج” المجموعة التي تركز على الصوت المسلم، وائل الزيات، قال: “هناك اعتراف بأنها في مكان أحسن مقابل مرشح ديمقراطي”، مضيفا: “هناك بعض الناس يتساءلون عن مدى اختلافها. وهناك دعوات مشروعة للحذر ومتابعة خطوات هاريس للامام”.
وفي لقائها مع نتنياهو، قالت هاريس إنها ملتزمة بدعم إسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها، ولكن طريقة الدفاع مهمة، “دعونا نتوصل إلى صفقة ويكون لدينا وقف لإطلاق النار ينهي الحرب، ودعونا نعد الأسرى إلى بيوتهم، ونقدم المساعدات الإنسانية الضرورية للشعب الفلسطيني”.
إلا أن هاريس وبّخت في بيان المحتجين ضد نتنياهو وما رأته تصرفات “غير وطنية” بحسب وصفها. وكانت تعلق على كتابات جدارية في واشنطن تقول: “حماس قادمة”، حيث شجبت أي فرد يرتبط بحركة إرهابية مثل حماس، على حد تعبيرها.
ولدى هاريس علاقات قوية مع اليهود الأمريكيين، فزوجها دوغ إيموف يهودي، ولعب دورا مهما في جهود الإدارة الأمريكية لمواجهة معاداة السامية.
واندلعت التظاهرات بعد الحرب في كل المدن الأمريكية والجامعات. ويخطط مؤيدو فلسطين لتظاهرات في مؤتمر الديمقراطيين الشهر المقبل حيث سيتم التأكيد على هاريس كمرشحة عن الحزب.
وطالما لاحق المتظاهرون هاريس وبايدن في الحملات الانتخابية. ويقول المنظمون للتظاهرات إنها ستستمر من أجل زيادة الضغط على الإدارة لتغيير مواقفها. وتقول ساندرا تماري، المديرة التنفيذية لمشروع عدالة: “الواجب هو تغيير السياسة الأمريكية”.
وينظر مؤيدو فلسطين إلى هاريس ومن ستختاره على بطاقة الرئاسة نائبا لها. ومن الأسماء المطروحة، حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، المؤيد القوي لإسرائيل. وزاد هذا من قلق مؤيدي فلسطين من أن شابيرو، يهودي، كان ناقدا لتظاهرات الطلبة المؤيدين لفلسطين، ودعم قانونا يسمح للولاية بمنع تخصيص أموال لجامعة تدعم سحب الاستثمارات من إسرائيل.
وقال مانويل بوندر، المتحدث باسم شابيرو إن الحاكم “كان قويا في الحديث ضد الكراهية بما فيها معاداة السامية وكراهية الإسلام”. وقال إن شابيرو الذي يتمتع بعلاقات مع المسلمين الأمريكيين والعرب الأمريكيين والفلسطينيين المسيحيين والمجتمع اليهودي، دعا الجميع واستمع إليهم وعمل معهم من أجل الحفاظ على سلامة مجتمعنا.
ولاحظ مؤيدو فلسطين عندما صفّق السناتور الديمقراطي عن أريزونا مارك كيلي بعد وصف نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس، مؤيدي فلسطين بأنهم “حمقى مفيدون لإيران”. وردّ كيلي على الصحيفة للتعليق قائلا إن “نتنياهو تحدث عن أشياء يشعر بها الأمريكيون”، ولكنه أكد على ضرورة الاعتراف بالضحايا المدنيين في غزة: “ليس كل فلسطيني في غزة هو حماس”.
وهاجم جمهوريون هاريس بأنها لم تظهر دعما قويا لإسرائيل، وتساءل بعضهم إن كانت مثل بايدن في موقفها.