مجلس الأمن يتبنى قرارا لوقف إطلاق النار في غزة – فيديو

السياسي – اعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار بوقف إطلاق النار في غزة، بغالبية 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة، تقدمت به مجموعة الدول العشر المنتخبة للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.

والدول العشر هي الجزائر، سلوفينيا، سويسرا، سيراليون، غيانا، مالطة، موزامبيق، إكوادور، اليابان وكوريا الجنوبية.

وكانت الدول المنتخبة قد وزعت مسودة مشروع القرار بعد فشل مشروع القرار الأمريكي الذي أطاح به فيتو روسي صيني مزدوج صباح الجمعة الماضي. وقد أصبحت المطالبة بوقف إطلاق نار فورا قاسما مشتركا بين جميع أعضاء مجلس الأمن ما عدا الولايات المتحدة التي ما زالت تصر على عدم الوضوح في موضوع المطالبة بوقف إطلاق النار فورا، وهو ما دفع بالدول العشر للتحرك باتجاه صياغة مشروع قرار بسيط يركز على ثلاث نقاط: وقف إطلاق النار، إطلاق سراح الرهائن، وتسهيل ومضاعفة إيصال المساعدات الإنسانية.

وبناء على طلب من المندوب الروسي فيسالي نيبنزيا، وقف مجلس الأمن دقيقة صمت لتأبين ضحايا الجريمة الكبيرة التي تعرضت لها موسكو مؤخرا.

وقد تحدث قبل التصويت سفير موازامبيق، بيدرو كوميساريو الفونسو، نيابة عن الأعضاء العشرة لمجلس الأمن. وقال في كلمته إن ما يجري في غزة يهدد السلم والأمن الدوليين، ولذا رأت الدول العشر طرح مشروع القرار هذا.

وقال إن مسؤولية حماية الأمن والسلم الدوليين مسؤولية جميع أعضاء المجلس. وقال إن الدول العشر ظلت تؤيد وقف إطلاق النار فورا.  وقال إن مشروع القرار هذا يطلب وقف إطلاق النار فورا ويطالب كذلك بإطلاق سراح الرهائن وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية بدون قيود. وهذه مواقف الدول العشر التي اعتمدت أسلوب المشاورات بنية حسنة للتوصل إلى نص يخاطب الوضع في غزة.  وكما يطالب مشروع القرار بالالتزام بقرارات المجلس السابقة فإن الدول العشر تطالب الدول جميعها بالتصويت لصالح مشروع القرار هذا.

المندوب الدائم لروسيا، انتقد اللغة الضعيفة في الفقرة الأولى: “كان يجب أن يتضمن كلمة “دائم”، نخشى أن تستأنف إسرائيل العمليات بعد رمضان”. وطلب السفير إدخال تعديل على النص بإضافة كلمة “دائم”، بعد وقف إطلاق النار في الفقرة الأولى. وتم التصويت على التعديل فاستخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد التعديل. ولم يصوت مع التعديل إلا الجزائر وروسيا والصين واختارت 11 دولة التصويت بـ”امتناع”.

وجرى التصويت بـ14 صوتا إيجابيا بينما صوتت الولايات المتحدة بـ “امتناع”. وبهذا تم اعتماد مشروع القرار كقرار جديد.

ثم تحدث السفير الجزائري، عمار بن جمعة وشكر جميع المندوبين الذين صوتوا مع مشروع القرار وقال إن الشعب الفلسطيني يتعرض لمجزرة منذ خمسة أشهر.  “وهذه رسالة تقول للشعب الفلسطيني إننا لم نتخل عنكم ولم ننس معاناتكم”. وأكد على أهمية وقف إطلاق النار فورا “وستعود الجزائر إلى المجلس، وبناء على تعليمات رئيس الجمهورية، لنتأكد أن فلسطين دولة عادية”.

وهذا نص مشروع القرار:

        إن مجلس الأمن،

        إذ يسترشد بمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه،

        وإذ يشير إلى جميع ما اتخذه في هذا الشأن من قرارات تتصل بالحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين،

        وإذ يكرر تأكيد مطالبته بأن تمتثل جميع الأطراف للالتزامات التي تقع على عاتقها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وإذ يشجب في هذا الصدد جميع الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية، وكذلك جميع أعمال العنف وأعمال القتال الموجهة ضد المدنيين، وجميع أعمال الإرهاب، ومذكرا بأن أخذ الرهائن ممنوع في القانون الدولي؛

        وإذ يُعرب عن بالغ القلق إزاء الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة،

        وإذ يعترف بالجهود الدبلوماسية المستمرة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى وقف للأعمال القتالية وإطلاق سراح الرهائن وزيادة توفير المعونة الإنسانية وتوزيعها،

        1-    يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، ويطالب كذلك بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وكذلك بكفالة وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية، ويطالب كذلك بأن تمتثل الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزهم؛

        2-    يشدد على الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق تدفق المساعدة الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم، ويكرر تأكيد مطالبته برفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع، تماشيا مع القانون الدولي الإنساني، وكذلك مع القرارين 2712 (2023) و 2720 (2023)؛

        3-    يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي.

السفيرة الأمريكية

تحدثت السفيرة الأمريكية، ليندا توماس غرينفيلد، مباشرة بعد كلمة السفير الجزائري لتبرر أسباب تصويتها بـ”امتناع”، قائلة إن مجلس الأمن تحدث اليوم دعما للجهود الدبلوماسية الجارية، التي تقودها بلادها وقطر ومصر للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن والمساعدة في تخفيف المعاناة الهائلة للمدنيين الفلسطينيين في غزة.

وأكدت “أن بلادها تدعم بشكل كامل هذه الأهداف المهمة وأنها تعمل على مدار الساعة لجعلها حقيقة على الأرض عبر الجهود الدبلوماسية”.

وقالت إن الوسطاء يقتربون الآن من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فوري لإطلاق النار مع الإفراج عن جميع الرهائن، “فلنكن واضحين، كان يمكن وقف إطلاق النار قبل شهور لو كانت حماس مستعدة للإفراج عن الرهائن، ولكنها واصلت عرقلة سبيل السلام… والاختباء خلف السكان المدنيين”.

وقالت إن القرار لم يتضمن إدانة لحركة حماس لذلك لم تصوت لصالح مشروع القرار. وطالبت أعضاء مجلس الأمن وجميع الدول الأعضاء في أنحاء العالم إلى الحديث علنا ومطالبة حماس بشكل قاطع بقبول الاتفاق المطروح حاليا. وقالت إنها لا تتوقع أن تفعل روسيا والصين ذلك لأنهما، “لم تدينا بعد هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل”.

وأشارت السفيرة إلى أنها حاولت أن تدخل تعديلات نص مشروع القرار، بما في ذلك إدانة حركة حماس. وقالت إنها لم توافق مع كل ما تضمنه القرار “لذا لم تصوت لصالحه ولكننا نؤيد بشكل كامل بعض الأهداف التي يتضمنها هذا القرار غير الملزم. ونعتقد أنه كان مهما للمجلس أن يتحدث ويؤكد بشكل واضح أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يقترن بإطلاق سراح جميع الرهائن”.

السفير الفلسطيني 

بعد تحدث أعضاء المجلس، تناول الكلمة ممثل دولة فلسطين السفير رياض منصور، فقال إن الأمر استغرق ستة أشهر ومقتل وتشويه أكثر من 100 ألف  فلسطيني وتشريد أكثر من مليوني شخص وحدوث مجاعة، حتى يطالب هذا المجلس أخيرا بوقف فوري لإطلاق النار.

وأضاف منصور أمام المجلس أن هذا التصويت من أجل أن تسود الإنسانية، وأن تسود الحياة، وقال “إن هذا التصويت للفلسطينيين الذين صرخوا وبكوا ولعنوا وصلـّوا وتحدوا الصعاب من أجل النجاة، ومع ذلك ما زالوا يواجهون الموت والدمار والتهجير والحرمان والمرض، والآن مجاعة من صنع الاحتلال”. وشدد منصور على أن محنة الفلسطينيين يجب أن تنتهي الآن، مضيفا أنه بينما نتحدث الآن، تستعد عائلات للإفطار وقد فقدوا أحباء لهم حول المائدة، وقد لا يجدون ما يضعونه على أطباق أطفالهم”، وشدد على أن “تصويت اليوم يجب أن يكون نقطة تحول وينقذ الأرواح على الأرض ويؤشر إلى نهاية هذا الاعتداء من الفظائع التي تقتل أمتنا”.

وقال منصور “إن المجتمع الدولي تعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون لفترة طويلة لدرجة أنها تشعر أنها لم تعد مضطرة إلى الاختباء عندما تتصرف كدولة خارجة عن القانون”. وقال إن معاناتنا ناجمة عن أفعال الإسرائيليين، وأيضا بسبب الإفلات من العقاب الذي حصلت عليه بسبب حقيقة أن دولا لم تتخذ تدابير حاسمة لوقف ذلك. ويستمر كثيرون في التعامل معها كحليف حتى وهي ترتكب مثل هذه الفظائع”.

وأكد السفير الفلسطيني أنه بعد أن صوت مجلس الأمن على وقف إطلاق النار، فإن جميع القوى يجب أن تتضافر للتأكيد على تطبيق القرار، مضيفا أنه حتى لو حدث وقف إطلاق النار الآن، وتم رفع الحصار، فسوف يستغرق الأمر أجيالا للتعامل مع الصدمة والدمار.

وقال منصور “أعتذر لأولئك الذين خذلهم العالم، لأولئك الذين كان من الممكن إنقاذهم. أنقذوا حياة أولئك الذين نجوا رغم كل الظروف. أخبروهم أن المساعدة في الطريق. حاسبوا أولئك الذين تسببوا في تلك المعاناة لهم. انهوا هذا الظلم الآن”. وأكد في ختام كلمته أن الشعب الفلسطيني موحد وأنه صامد وأنه رغم المجازر سيسترد حريته وأنه لن يتخلى عن أرضه وحقوقه.

شاهد أيضاً