السياسي -وكالات
أشارت المسودة النهائية لبيان مشترك لمجموعة العشرين إلى أن وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في المجموعة سيقولون اليوم الجمعة إن هناك احتمالاً متزايداً لحدوث “هبوط سلس” للاقتصاد العالمي، لكنهم سيحذرون من الخطر الذي تشكله الحروب والصراعات المتصاعدة على هذه التوقعات.
ومن المقرر أن يصدر البيان اليوم الجمعة مع انتهاء فعاليات اليوم الثاني من اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في البرازيل، التي استخدمت رئاستها للتركيز على الحد من التفاوت الاقتصادي.
وكان البنك الدولي قد توقع الشهر الماضي تجنب حدوث ركود اقتصادي عالمي للمرة الثالثة على التوالي منذ القفزة الكبرى التي شهدها بعد الجائحة في 2021، مع استقرار النمو الاقتصادي في العام الجاري عند 2.6%، لكنه حذر من أن الناتج الإجمالي سيظل أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة حتى عام 2026.
وجاء في مسودة البيان التي ستُعتمد رسميا في وقت لاحق اليوم الجمعة “نشعر بالتفاؤل إزاء تزايد احتمال حدوث هبوط سلس للاقتصاد العالمي، لكن هناك تحديات متعددة لا تزال قائمة”.
وحذرت المسودة من أن “المخاطر السلبية تشمل الحروب وتصاعد الصراعات”.
ومن خلال تجنب الإشارة الصريحة إلى الصراعات في أوكرانيا وغزة، عمل الدبلوماسيون على تجنب النقاط الخلافية بين روسيا والدول الغربية الكبرى التي أعاقت التوصل إلى توافق في الآراء في اجتماع شباط (فبراير).
تفاوت الانتعاش الاقتصادي
ومن أجل نزع فتيل الخلافات، صاغت البرازيل بياناً رئاسياً عن القضايا الجيوسياسية، أكدت فيه أن زعماء مجموعة العشرين سوف يناقشون هذه القضايا في نوفمبر (تشرين الثاني).
وجاء في المسودة النهائية “أثبت النشاط الاقتصادي أنه أكثر قوة مما كان متوقعاً في أجزاء كثيرة من العالم، لكن الانتعاش كان متفاوتاً إلى حد بعيد بين البلدان، مما ساهم في خطر التباعد الاقتصادي”.
وأشارت المسودة إلى المخاطر التي تهدد التوقعات الاقتصادية التي لا تزال متوازنة إلى حد بعيد، مع تباطؤ التضخم بشكل أسرع من المتوقع.
وحذرت الوثيقة من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتحول إلى خطر سلبي على النمو، إلى جانب التفتت الاقتصادي والتضخم المستمر مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول.
وبرز تغير المناخ وفقدان التنوع الحيوي ضمن الموضوعات الرئيسية المثيرة للقلق في الوثيقة، التي حذرت من أنه إذا اضطرت الدول الفقيرة إلى تحمل المزيد من تكلفة مكافحة تغير المناخ، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة التفاوت الاقتصادي العالمي.
وجاء في مسودة البيان “نؤكد مجدداً علمنا أن كلفة التقاعس عن التحرك أكبر من كلفة العمل”.
كما ساندت الوثيقة الأصوات التي تدعو إلى إدخال تعديلات على صندوق النقد الدولي، مشيرة إلى “ضرورة إعادة تنظيم الحصص وأهميتها لتعكس بشكل أفضل مكانة الدول الأعضاء في الاقتصاد العالمي”.