محاولة اغتيال ترامب تكشف ثغرات صادمة في جهاز الخدمة السرية

السياسي -وكالات

أثار حادث إطلاق النار الأخير على الرئيس السابق دونالد ترامب في تجمع جماهيري في بنسلفانيا تساؤلات خطيرة حول الإخفاقات الأمنية، التي ساعدت على شن الهجوم.

فبرغم الوجود الكبير لجهاز الخدمة السرية بالإضافة إلى قوات إنفاذ القانون المحلية في مكان الحادث، تمكن مسلح من الصعود إلى سطح مبنى يبعد حوالي 150 متراً عن ترامب وإطلاق النار عليه وعلى أفراد الحشد. وأثار هذا التطور مخاوف بشأن الأخطاء التي ارتكبتها الخدمة السرية والثغرات في التغطية المقدمة للرئيس السابق، حسبما أفاد تقرير لموقع فوكس الإخباري الأمريكي.

الحديث عن فشل

قال وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس في تصريحات حول الهجوم: “نحن نتحدث عن فشل”.
دفع التدقيق في ما حدث الرئيس جو بايدن إلى إصدار أمر بإجراء مراجعة مستقلة للقضية، كما دعا رئيس مجلس النواب مايك جونسون إلى إجراء مراجعة أيضاً.

 

 

وقالت مديرة الخدمة السرية كيمبرلي شيتل في بيان بشأن إطلاق النار: “تعمل الخدمة السرية مع جميع الوكالات الفيدرالية والمحلية المعنية لفهم ما حدث، وكيف يمكننا منع وقوع حادث مثل هذا مرة أخرى”، مشيرة إلى أن الوكالة ستتعاون بشكل كامل مع هذه التحقيقات.
ما يزال هناك الكثير مما لا نعرفه لكن التقارير الأولية تكشف عن ثغرات محتملة في التنسيق بين إنفاذ القانون الفيدرالي والإقليمي، ومحيط أمني محدود كان من الممكن أن يلعب دوراً.

 تدقيق على الأمن

عادة ما تحدد الخدمة السرية محيطاً أمنياً في الأحداث الجماهيرية مثل تجمع بنسلفانيا. ثم تكون مسؤولة عن حماية وفحص المباني والأشخاص داخل تلك الحدود.
تسلق مطلق النار مبنى خارج هذا المحيط مباشرة، على بعد حوالي 148 متراً من منصة ترامب. ذكرت شبكة (سي إن إن) أن الخدمة السرية لم تقم بمسحها بسبب موقعها القريب، فقد كانت سلطات إنفاذ القانون المحلية مسؤولة عن تلك المنطقة.

 

قال المقدم جورج بيفينز من شرطة ولاية بنسلفانيا في مؤتمر صحافي: “إنها مسألة روتينية إلى حد ما لجميع وكالاتنا أن تعمل بشكل مشترك مع الخدمة السرية”. ومع ذلك، لاحظت سلطات إنفاذ القانون المحلية أن الخدمة السرية كانت “القائدة” في مجال الأمن.
وترك هذا المجموعتين تتبادلان اللوم فعلياً حول المسؤول عن الواقعة في النهاية، ما يوضح أنه ربما كانت هناك فجوات في الاتصال.
إلى ذلك، حددت الخدمة السرية المبنى الذي أطلق منه المسلح النار – والذي ينتمي إلى شركة أبحاث زجاجية – على أنه تهديد محتمل من قبل الخدمة السرية قبل تجمع ترامب، وفقاً لتقارير شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية. وهذه الاكتشافات أثارت أسئلة حول سبب عدم توجيه الخدمة السرية للشرطة المحلية لوضع ضباط على السطح، نظراً لقرب المبنى.
أخبر عدد قليل من الأشخاص في التجمع الصحافة أيضاً أنهم رأوا مطلق النار وهو يتسلق سطح المبنى؛ وقد حاولوا إخبار الشرطة. ووجد تحليل لصحيفة واشنطن بوست أن الضباط تلقوا تحذيرات من الجمهور قبل دقيقة ونصف من بدء إطلاق النار. وسيكون سبب عدم الالتفات إلى هذه التحذيرات سؤالاً رئيساً يجب على المحققين فهمه.
جدير بالذكر أن مطلق النار شوهد وهو يتجول على مشارف الحدث، وأشار إليه الضباط المحليون باعتباره فرداً مشبوهاً يجب مراقبته قبل الهجوم.
وقال مكتب عمدة مقاطعة بتلر لشبكة “سي إن إن” إن ضابطاً اقترب من المسلح على السطح، وعند هذه النقطة وجه مطلق النار سلاحه إلى الضابط، مما أجبره على “الاحتماء”.
سلطت الثغرات التي شابت إطلاق النار على ترامب الضوء على الأخطاء الأخيرة التي ارتكبتها الخدمة السرية، وتشمل دخول أحد المتسللين منزل مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في عام 2023، ودخول متسلل آخر البيت الأبيض في عام 2014، ما يزيد من التركيز على المخاوف السابقة التي أعرب عنها العملاء بشأن الإفراط في العمل والإرهاق، ونقص تمويل الخدمة السرية، وهو الأمر الذي سعى الكونغرس إلى معالجته بزيادة كبيرة في المخصصات هذا العام.

وتؤكد محاولة الاغتيال أيضاً على مشكلة الأسلحة الهائلة في البلاد والقيود المفروضة على الأمن المسلح، باعتباره الوسيلة المركزية لمكافحتها.

ارتفاع معدل الجرائم في أمريكا

وأشار التقرير إلى إن معدل جرائم القتل بالسلاح في الولايات المتحدة يفوق بكثير نظيره في الدول الأخرى المناظرة، وهو أعلى بنحو 26 مرة من البلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع، وفقاً لإحصاءات مجموعة Everytown for Gun Safety. وجد الباحثون أن إنفاذ القانون المسلح فشل في منع أو إحباط حوادث إطلاق النار الأخرى لعدة أسباب، منها أن الشرطة غير قادرة على الاستجابة في الوقت المناسب، أو أنها لا تقدر على الرد إلا بمجرد حدوث إطلاق النار بالفعل.
ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة ولاية تكساس عام 2022، تمكنت الشرطة من إخضاع مطلق النار في أقل من ثلث الهجمات النشطة بين عامي 2000 و2021.