محاولة اغتيال ترمب تطيح بمديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي

السياسي – تقدمت مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي كيمبرلي تشيتل باستقالتها، اليوم الثلاثاء، على خلفية حادث إطلاق النار على الرئيس السابقة دونالد ترمب الذي يخوض انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، وذلك خلال تجمع انتخابي يوم 13 يوليو/ تموز الحالي.

كانت تشيتل قد أدلت بشهادتها لساعات في مبنى الكابيتول، إذ واجهت استجوابا من المشرعين من كلا الجانبين بشأن تقصير الوكالة والذي سمح بحدوث محاولة اغتيال ترمب.

وقال مصدر من واشنطن إنه منذ بدء جلسة الاستجواب بالأمس، تحملت رئيسة جهاز الخدمة السرية المسؤولية الكاملة عما حدث في يوم محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب بولاية بنسلفانيا.

وأضاف أنه على إثر الضغوط الكبيرة التي مورست عليها من قبل المشرعين الأميركيين، قدمت تشيتل استقالتها اليوم.

وأشار إلى أنه «بعد تقديم تشيتل استقالتها، خرجت تصريحات تقول إن هذه الاستقالة جاءت متأخرة جدا، لأنها كانت يجب أن تستقيل في اليوم التالي لمحاولة اغتيال ترمب نظرا لفشل جهاز الخدمة السرية تحت إدارتها، وبالتالي فهناك نوع من السخط على طريقة إدارتها للجهاز، الذي فشل فشلا ذريعا لم يحدث منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق رونالد ريغان، وبالتالي هناك غضب داخل أروقة الكونغرس، وبشكل خاص في الجناح المؤيد لترمب، الذين يرون أنها لم تكن مؤهلة لهذا المنصب منذ البداية».

وأضاف أن هناك من يتحدث عن أن وجود نساء في هذا الجهاز غير ناجح، وهناك جدل حول ما إذا كان للنساء دور في هذا النوع من العمل أم أنه يجب أن يقتصر على الرجال.

-أول تعليق من بايدن
وفي أول تعليق له على استقالة تشيتل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيخطط لتعيين مدير جديد لجهاز الخدمة السرية قريبا.

-اعتراف بالفشل
خضع جهاز الخدمة السرية الأميركي ومديرته كيمبرلي شيتل لتدقيق مكثف بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترمب الذي يخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مرشحا عن الحزب الجمهوري.

وتساءل الكثيرون: كيف يمكن لمسلح أن يقترب إلى هذا الحد من ترمب خلال تجمع حاشد له، ويطلق النار عليه محاولا اغتياله؟

واعترفت مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل، أمس الإثنين، بالفشل في حماية المرشح الجمهوري دونالد ترمب الذي نجا من محاولة اغتيال خلال فعالية لحملته يوم 13 يوليو/ تموز في ولاية بنسلفانيا.

وقالت مديرة جهاز الخدمة السرية أمام الكونغرس إنها وجهازها يتحملان المسؤولية.

وأضافت تشيتل: «محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب في 13 يوليو/ تموز هي أبرز فشل في عمليات الخدمة السرية منذ عقود».

وأشارت إلى أن تأمين الرئيس السابق كان قد ازداد قبيل حادث إطلاق النار، وذلك في مواجهة مزاعم من أعضاء بالحزب الجمهوري مفادها أن الخدمة السرية رفضت توفير موارد لحماية ترمب.

كما قالت إن مستوى التأمين المقدم للرئيس السابق ازداد قبل الحملة بكثير ولا يزال متزايدا بصورة ثابتة في ظل تطور التهديدات، موضحة أن مهمتها وفريقها ليست سياسية إنما «مسألة حياة أو موت».

-على من تقع المسؤولية؟
عندما كانت كيمبرلي شيتل تقود عمليات الخدمة السرية لحماية الرئيس الأميركي وكبار الشخصيات، قالت إنها كانت تتحدث إلى العملاء المتدربين حول «المسؤولية الهائلة» التي تنطوي عليها وظائفهم.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس قالت شيتل خلال بودكاست للخدمة السرية بعنوان «Standing Post »: «هذه الوكالة وجهاز الخدمة السرية لديهما مهمة خالية من الفشل، يجب عليهم الحضور كل يوم مستعدين وجاهزين لمواجهة المباراة».

وقالت تشيتل لشبكة إيه بي سي نيوز، إن إطلاق النار كان «غير مقبول».

وعندما سُئلت عمن يتحمل المسؤولية الأكبر، قالت في النهاية إن جهاز الخدمة السرية هو الذي يحمي الرئيس السابق.

وقالت شيتل: «المسؤولية تقع على عاتقي، فأنا مديرة جهاز الخدمة السرية».

وأضافت آنذاك أنها لا تخطط للاستقالة وأنها تحظى حتى الآن بدعم الإدارة، لكنها في الأخير أعلنت استقالتها اليوم.

-تاريخ من الفضائح
عيَّن الرئيس جو بايدن شيتل في أغسطس/ آب 2022 لتولي إدارة الوكالة، وقالت أسوشيتد برس إن لها تاريخا من الفضائح وعملت على تعزيز التوظيف المتنوع وخاصة للنساء في الخدمة التي يهيمن عليها الرجال.

وكانت شيتل ثاني امرأة تقود جهاز الخدمة السرية، وقد شقت طريقها إلى الأعلى لمدة 27 عامًا قبل أن تتركها في عام 2021 لتعمل كمديرة أمنية في شركة بيبسيكو، وأعادها بايدن إلى منصبها.

-بيان مهم من وزارة الأمن الداخلي
من ناحية أخرى أصدر وزير الأمن الداخلي أليخاندرو ن. مايوركاس والمسؤولة الكبيرة التي تؤدي واجبات نائبة وزير الأمن الداخلي كريستي كانيغالو ورؤساء وكالات ومكاتب وزارة الأمن الداخلي التي تتحمل مسؤوليات إنفاذ القانون بيانا بشأن التعليقات الأخيرة التي تشكك في وجود النساء بإنفاذ القانون.

وجاء في البيان: «خلال الأيام التي أعقبت محاولة اغتيال الرئيس السابق ترمب أدلى بعض الناس بتصريحات علنية تشكك في وجود النساء بدوائر إنفاذ القانون، بما في ذلك جهاز الخدمة السرية للولايات المتحدة».

وأضاف البيان أن «هذه التأكيدات لا أساس لها من الصحة ومهينة».

وتابع: «كل يوم في المجتمعات الكبيرة والصغيرة بجميع أنحاء بلدنا العظيم، تخدم النساء في إنفاذ القانون الفيدرالي والولائي والمحلي والقبلي والإقليمي والجامعي، إنهن محترفات مدربات تدريبا عاليا وذوات مهارات عالية، يخاطرن بحياتهن في الخطوط الأمامية من أجل سلامة وأمن الآخرين، إنهن وطنيات شجاعات وغير أنانيات يستحقون امتناننا واحترامنا».

واختتم البيان بالقول: «إننا في وزارة الأمن الداخلي بالولايات المتحدة ـ أكبر منظمة لإنفاذ القانون في الحكومة الفيدرالية ـ سوف نواصل بكل فخر وتركيز وإخلاص أداء مهمتنا تجنيد النساء في صفوف إنفاذ القانون والاحتفاظ بهن وترقيتهن، وسوف تتحسن وزارتنا بفضل ذلك، وسوف تصبح بلادنا أكثر أمنا».

-فشل أمني

كان وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس قد اعترف الإثنين الماضي، بأن محاولة اغتيال ترمب كانت «فشلا» للأمن.

وقال المسؤول الأمني الأميركي: «لا يمكن أن يحدث حادث مثل هذا»، مشيرا إلى أن الرئيس بايدن وجه بإجراء مراجعة مستقلة.

وردا على سؤال من CNN عن الأشخاص الذين فشلوا في ضمان الأمن خلال مؤتمر ترمب قال مايوركاس: «عندما أقول إن مثل هذا الأمر لا يمكن أن يحدث، فإننا نتحدث عن الفشل».

وأضاف: «سنقوم بتحليل كيفية حدوث ذلك، ولماذا حدث، وسنقدم توصيات ونتائج للتأكد من عدم حدوثه مرة أخرى، لا أستطيع أن أكون أكثر وضوحًا».

ورفض وزير الأمن الداخلي بشدة اتهامه بأنه رفض طلبا بتوفير مزيد من الأمن لترمب.

وقال: «إن هذا تصريح لا أساس له من الصحة، وغير مسؤول، وهو كاذب بشكل لا لبس فيه».