مرجعيات خطاب حماس العدائي للحركة الوطنية الفلسطينية

موفق مطر

لأن رأس القيادة الفلسطينية يمتلك عقلا وطنيا، يرفع مبدأ الحياة الحرة العزيزة الكريمة للشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار، ولأن الرئيس أبو مازن يرفض زج الشعب الفلسطيني في أتون ومحارق ومعارك دول وقوى إقليمية يكون الشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه وشيوخه وعجائزه ورجاله وشبابه وقودها وحطبها، لأن رؤوس حماس يشعرون بعقدة النقص والعجز أمام رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية أبو مازن الذي صفع رئيس الولايات المتحدة الأميركية ترامب ورد له صفقة القرن لينقعها ويشرب ماءها المسموم، كما رفض وبقوة سياسة الرئيس الحالي بايدن تجاه الحق الفلسطيني ورفض أن تكون الراعية الوحيدة لعملية السلام.
ولأن القرار الوطني الفلسطيني والمصالح العليا للشعب الفلسطيني جوهر الطاقة المسيرة لسياسة وقرارات الرئيس والقيادة التي تشاركه المسؤولية بأمانة وإخلاص.. ولأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تقدم مصالح الشعب الفلسطيني على أي اعتبار آخر ولأنها لا تقبل أبدا الانجرار لمعارك داخلية يسفك فيها الدم الفلسطيني ولا تستفيد منها إلا منظومة الاحتلال الصهيوني، ولأن مفهوم قيادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية لمعنى الوحدة الوطنية أسمى وأرقى وأعلى من قدرة أدمغة رؤوس حماس المنغلقة المتحجرة الجاهلة بمبادئ السياسة الوطنية العقلانية والواقعية، لأنهم لا يدركون معنى التمسك بالثوابت الوطنية.. نراهم يلجأون إلى التخوين والتكفير واتهام الآخر الوطني بلا سند أو إثبات أو دليل لأنه بالأساس لا وجود له أبدا.. وهذا ليس بغريب على فرع جماعة الإخوان المسلمين المسلح بفلسطين المسمى حماس، فكتب وتعاميم سيد قطب هي المرجعية الأولى والأخيرة للجماعة .. وتشبه بدقة التلمود اليهودي الذي ألفه حاخامات قدموا مصالح طوائفهم وجماعاتهم الخاصة على الإنسانية ..أما مدرسة غوبلز في الخطاب الإعلامي فإنهم يتقنونها بمهارة. يحسدهم عليها وزير الإعلام غوبلز في حكومة هتلر الذي قال إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس!
موسى أبو مرزوق أحد رؤوس حماس لا يكف عن تناول حبوب الهذيان قبل كل لقاء مع وسيلة إعلام.. وربما يتناول عقاقير بتركيبة سرية أنتجت خصيصا لأمثاله في حماس في مختبرات الفرس الجدد في طهران .. لكننا لا نشك أبدا بأن أسرارها منقولة من مصادرها الأساس لدى (السي. آي إيه) الأميركية والموساد الإسرائيلي.. فدماء هذا الإخواني مهيأة لتقبل أي مادة تجعله ينطق كفرا وعداء للآخر الوطني .. وبمعنى أدق أن يكون أداة مسيرة حسب مشيئتهم حتى وإن بدا للناس شخصا بلحم ودم!.
يعلم موسى أبو مرزوق أن الجحيم الذي استدرجته جماعته حماس على الشعب الفلسطيني أقسى وأفظع من النكبة الأولى سنة 1948 لكنه يذهب إلى رمي السلطة الوطنية الفلسطينية بسهام التخوين ويصفها “بحارس أمن على إسرائيل” ظنا منه أنه يستطيع تعمية بصيرة الشعب الفلسطيني عن مسؤولية جماعته في تقديم الذرائع التي كانت منظومة الاحتلال تنتظرها لبدء حملة الإبادة الدموية على شعبنا وذروتها في قطاع غزة .. ولا ننسى أن هدفهما معا – إسرائيل وحماس – هو منع قيام دولة فلسطينية وفق برنامج وأهداف حركة التحرر الوطنية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، فالإخوان المسلمون وحماس فقرة في عمودهم الفقري يظنون بأن حملة التخوين هذه قد تخفف من وطأة حملة الإبادة الدموية وذروتها في قطاع غزة التي تشنها منظومة الاحتلال الصهيوني حيث قال قادتها في الأجهزة الاستخبارية إن حماس مصلحة استراتيجية لإسرائيل.. علاوة على نتنياهو الذي أكد أن سماحه بتقوية حماس في غزة وتمرير حقائب الأموال إلى رؤوسها في قطاع غزة هو لمنع قيام دولة فلسطينية بالوقت الذي كان يقرصن أموال الضرائب وتسرق حكومته ملايين تدفعها هذه السلطة الوطنية الفلسطينية لذوي الشهداء والأسرى.. فيما أبو مرزوق ذاته رمى مصير مليوني فلسطيني وأكثر في غزة نحو جحيم الصهيونية الدينية التي أشعلت حرب الإبادة بسبب مرض رؤوس جماعته بداء العظمة ولو على جثامين مئات الآلاف ونكبة الملايين من الشعب الفلسطيني.
ويعلم أبو مرزوق أيضا أن الرئيس أبو مازن لا يستجيب إلا لصوت الشعب الفلسطيني، وأن قوة في العالم لم تخلق بعد تدفعه للتفكير والعمل خارج مسار المصالح الوطنية العليا، على رأسها الوحدة الوطنية التي لا يفقه أبو مرزوق حتى معناها اللغوي!
أخيرا يجب أن يعرف شعبنا والأمة العربية والعالم أن رؤوس حماس سعوا نحو منظمة التحرير الفلسطينية مؤخرا لظنهم أنها طوق نجاة لهم شخصيا بعد فشلهم المروع بالسيطرة على المنظمة إثر الدعاية الشعبوية الانفعالية الملتهبة التي رافقت 7 أكتوبر .. لكن القيادة الوطنية الفلسطينية ما كانت تفكر إلا بكيفية إنقاذ شعبنا من جحيم الإبادة، والتعامل بإيجابية مع القرارات الدولية باعتبارها المرحلة التي لا بد منها لإيقاف زحف الموت والدمار الإسرائيلي على الملايين في الوطن.. فيما رؤوس حماس لايفكرون إلا بمصيرهم الشخصي وبكيفية تقديم الطاعة العمياء لأسيادهم وأرباب نعمتهم.