محمود ابو الهيجاء
انتظرنا أن تعتذر حركة حماس، عن تخرصات عضو مكتبها السياسي فتحي حماد، لكنها حتى الآن لم تفعل، ولا نظنها ستفعل، ولا بأس، فهذا موقف يحسب عليها، لا لها، ولن نقف طويلا عند هذه المسألة، لأننا اليوم في مواجهة هذه الحرب الطاحنة التي تواصلها إسرائيل الاحتلال والعدوان، ضد فلسطين، وشعبها، ومشروعها التحرري، لا نرى صوابا، ولا صلاحا في النفخ على جمر أي خلاف في الساحة الفلسطينية، ومع أي جهة كان هذا الخلاف.
نحن دعاة تكاتف ووحدة، وكنا وما زلنا نعض على الجرح في هذا الإطار، لأجل أن تكون الوحدة ممكنة دائما، وبعافية الروح الوطنية، وتحملنا، وما زلنا نتحمل الهرطقات والعصبويات الحزبية، وبعضها مدفوع الأجر، التي ما انفكت تسعى وراء اشعال نيران الفتنة، وإحداث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، لحرف بوصلة النضال الوطني بعيدا عن الاحتلال الاسرائيلي، وسياساته الدموية..!!
هذا هو موقفنا كان وما زال وهكذا سيبقى، لن ننفخ على جمر أي خلاف، خاصة في هذه المرحلة التي تتعرض فيها قضيتنا الوطنية، إلى أخطر وأشرس محاولة تصفية وتدمير، لكن حماد الذي غادر قطاع غزة المكلوم قبل الطوفان (…!!) وذهب الى تركيا في مهمات تجارية، مع زوجاته الأربع، وأولاده الثمانية عشر، تجاوز وهو يطل على ساحل البسفور، لغة الخلاف السياسي، ورصانتها، وموضوعيتها، إلى لغة الإسفاف، وعلى نحو بالغ القبح والحماقة، وفعل ذلك بالمناسبة، من على شاشة تلفزيون “ممري” الذي هو من أدوات معهد بحوث اعلام الشرق الأوسط الصهيوني (…!!) من على هذه الشاشة، أزبد حماد وأرغد، بلغة لا علاقة لها بالسياسة والأخلاق معا، وتطاول في هجوم أهوج على الرئيس أبو مازن، ورجال الأمن الوطني، وعلى أشقائنا في الأردن العزيز وحتى على جماهير الأمة العربية…!!
واجبنا الأخلاقي، لا الوطني فحسب، يحتم علينا أن نلقم هذا المأفون حجرا، وقد رأينا في تصارخه رعبا غير مسبوق، في تعابير وجهه، ولغة جسده، رأينا رعب الغريق الذي يريد قشة، تنجيه من الغرق، غير انه لا بحماقته فقط، وإنما بارتباطاته المشبوهة كذلك، توهم التصارخ المنحط ضد فلسطين ورجالها، وأشقائها العرب، هي القشة المطلوبة، وما كان له أن يدرك أنها السراب الذي سيأخذه إلى مصيره المحتوم، غريقا في بحر أوهامه وهذياناته، ولا نظن أن سمكا في هذا البحر سيستسيغ لحم هذه الأوهام والهذيانات، وقد تعفن تماما.
لسنا نرد على تخرصات حماد هنا، بقدر ما يلزمنا الحق بضرورة أن نتصدى للقول الباطل، وللغة المحمومة، الساعية، لايقاظ الفتنة، التي لعن الله من يوقظها، والسؤال الآن: ترى متى تدرك حركة حماس، أن هذايانات بعض اعضاء مكتبها السياسي واصرارهم على إيقاد نيران الفتنة، لن يكون بإمكانها أن تغير من وجه، وحال، وطبيعة الحقيقة، والواقع، وأن الخلاص اليوم من جائحة الحرب الظالمة، لا يكون، ولن يكون إلا بالصعود الى سفينة الموقف الوطني المسؤول، سفينة منظمة التحرير الفلسطينية، وما من جبل عاصم يحمي من الغرق، وسماء الحرب الظالمة، ما زالت تمطر نيرانها على قطاع غزة بلا توقف حتى اللحظة.