السياسي – أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية تضمن وحدة الضفة الغربية وقطاع غزّة، مشددا على رفض فكرة تولي قوات دولية إدارة القطاع بعد الحرب.
ورأى البرغوثي أنه “لا وسيلة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة إلّا بالضغط على حكومة بنيامين نتنياهو وتهديدها بفرض العقوبات عليها”، معتبرا أن “الولايات المتحدة الأمريكية ستكون مسؤولة مباشرة إنّ استمرّ نتنياهو في غيّه”.
وقال البرغوثي، إنّ نتنياهو فشل في تحقيق أهدافه، “فلم يتمكن من اقتلاع المقاومة، ولا من فرض سيطرته العسكرية على غزّة، ولا التطهير العرقي لسكّان غزّة، ولا استرداد الأسرى”.
وأشار إلى أن الاستثناء في استرداد الأسرى هو “حادثة واحدة ساعدهم فيها الأمريكيون”، لافتا إلى أنها أدّت إلى مقتل عدد كبير من الفلسطينيين.
ورأى البرغوثي أنّ “نتنياهو يمعن في تحدي العالم بأسره، وهو مستعد لتوسيع مغامراته إلى حد فتح حرب شاملة مع لبنان وربّما مع دول أخرى، لأنّه يعرف أنّ نهاية تلك الحرب تعني نهايته السياسية”.
ودعا البرغوثي محكمة العدل الدولية إلى أن تصدر قراراً بوقف الحرب باعتبارها تؤدّي إلى استمرار الإبادة الجماعية، مشدّداً على وجوب أنّ “يتخلّى المجتمع الدولي عن مبدأ ازدواجية المعايير”.
وقال في هذا السياق: “لقد رأينا كيف فرض المجتمع الدولي 11 ألف عقوبة على روسيا في غضون شهرين، فيما لم نرَ عقوبة واحدة حقيقية على إسرائيل”.
-قيادة موحدة
وحول رؤيته بتأليف قيادة فلسطينية موحّدة تضمّ الجميع، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي، ، قال البرغوثي: “ما دعوت إليه هو تشكيل قيادة في إطار منظّمة التحرير الفلسطينية على أساس الشراكة الديمقراطية، وعلى أساس تبنّي برنامج وطني كفاحي مقاوم لإسرائيل، فيما الدول الأخرى حرّة في مواقفها”.
وعبر عن استغرابه بالقول: “تلك الدول تريد أن تلغي وجود حماس وفي الوقت نفسه تتفاوض معها في موضوع وقف إطلاق النار”.
وتابع: “ما نريده هو حكومة وفاق وطني تكون مقبولة من قبل جميع الأطراف، وليس بالضرورة أن تكون القوى الفلسطينية نفسها في الحكومة، وفي هذه الحالة يمكن لتلك الحكومة أن تضمن وحدة الضفة الغربية وقطاع غزّة، وتُفشل محاولات نتنياهو شطب الجميع وإنشاء إدارة مدنية عملية”.
وأكد: “بعد ترتيب الأوضاع وانتهاء الحرب، يمكن الإعداد لإجراء انتخابات حرّة وديمقراطية لم تجرِ منذ سنوات طويلة”.
وعن فرص نجاح طرح مماثل في ظلّ “عدم توافق تاريخي” بين كلّ من حركتي فتح وحماس، قال البرغوثي: “حماس أبلغتنا في اجتماع موسكو الذي ضمّ جميع الفصائل الفلسطينية، أنّها مع فكرة قيادة وطنية موحّدة، وأنّها لا تريد أن تكون حكومة غزّة، وأنّها لا تريد أن تكون حتّى في الحكومة، وبالتالي فهي لن تشكّل عقبة، فيما نجاح تلك المبادرة يعتمد على رأي السلطة الفلسطينية”.
-التصعيد في الضفة الغربية
وعن التصعيد في الضفة الغربية والمخاوف من اتساع رقعة التوتر، قال البرغوثي، إنّ “الضفة تشهد تصاعداً خطيراً؛ إذ إنّ كلّ مدنها وقراها تشهد حملة اعتقالات، وقد زاد عدد المعتقلين منذ 7 أكتوبر تشرين الثاني عن 9500 معتقل، وفي الوقت نفسه المستوطنون منفلتون على شكل عصابات مسلّحة”.
وأضاف أن إسرائيل “تحاول أن تجبر تجمّعات سكانية كبيرة على مغادرة أراضيها، وقد نجح المستوطنون بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي في طرد سكان نحو 30 تجمّعاً سكانياً من منازلهم وأراضيهم”، معتبراً أنّ “نتنياهو بنى حياته على أساس نسف إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وضمّ والضفة الغربية وتهويدها”.
-إدارة القطاع
وعن فكرة أن تتولى قوات دولية إدارة قطاع غزة بعد الحرب، قال البرغوثي، إنّ “هذه الفكرة مرفوضة جملة وتفصيلاً، ولن نقبل باستبدال استعمار إسرائيلي باستعمار متعدّد الجنسيات، ولا بتشكيل قوّة قمع ضدّ الشعب الفلسطيني”.
وأكد: “كلّ تلك السيناريوهات خيالية ولا مستقبل لها، وبالتالي فإنّ قطاع غزّة وإدارته أمر يخصّ الشعب الفلسطيني، ولذلك ندعو السلطة الفسلطينية إلى الإسراع بالتجاوب مع مطلبنا وتأليف حكومة وفاق وطنية”.
وختم البرغوثي بالقول: “نتنياهو قال لا فتحستان ولا حماستان، إذاً يريد إسرائيلستان، ونحن نقول إنّ غزّة لن تكون نتننياهوستان، ومن المهم أن يتحد الفلسطينيون في مواجهة ذلك الخطر”.