عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية فجر الأربعاء، في العاصمة الإيرانية طهران، يطرح سؤال مهم عمن سيكون خليفته في رئاسة المكتب السياسي للحركة.
وقال محللون ومسؤولون في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ، إن القيادي في حركة حماس خالد مشعل يعدّ الشخصية الأكثر ترجيحا لتخلف الشهيد إسماعيل هنية في قيادة الحركة، بعد تعرضه للاغتيال في طهران.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في حماس إن من المتوقع اختيار مشعل زعيما للحركة ليحل محل إسماعيل هنية.
وذكر محللون أن حركة حماس برزت تحت قيادة مشعل كلاعب أكثر أهمية في الصراع في الشرق الأوسط بعوامل الكاريزما الشخصية وشعبيته ومكانته الإقليمية.
ونجا مشعل بأعجوبة من محاولة اغتيال في عمّان أمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو في عام 1997.
وقال المحللون إن خليل الحية، المسؤول البارز في حماس، من بين الاحتمالات أيضا لأنه من المفضلين لدى طهران وحلفائها في المنطقة.
وتوترت علاقات مشعل مع إيران في ظل تأييده للثورة السورية في عام 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وسيظل يحيى السنوار، المرجح أن يكون العقل المدبر لعملية “طوفان الأقصى” هو القائد في غزة.
ونقل موقع الجزيرة نت عن مصدر في حماس ان مجلس الشورى المركزي للحركة -وهو أعلى هيئة تشريعية في الحركة- لا يزال يمارس أعماله، كما تقوم اللجنة التنفيذية -وهي أعلى هيئة سياسية في الحركة- بأعمالها في ظل هذا الظرف الاستثنائي.
وأكد أن “سياسة الاغتيال التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي لن تفتّ في عضد الحركة، ولن تؤثر على سير أعمال مؤسساتها، وقد تجاوزت الحركة طوال عقود المواجهة مع الاحتلال ظروفا صعبة خرجت منها أصلب وأقوى”.
وكان مجلس الشورى العام لحركة حماس قد أعاد انتخاب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي في أغسطس/آب 2021، وشغل صالح العاروري قبل اغتياله منصب نائب الرئيس إضافة إلى منصبه في رئاسة إقليم الضفة.
ويشغل يحيى السنوار رئاسة الحركة في قطاع غزة، وفي رئاسة إقليم الخارج انتخب خالد مشعل لتبوّء هذا المنصب في نيسان أبريل/نيسان 2021.
وتتكون اللجنة التنفيذية للحركة من 18 عضوا بواقع 6 أعضاء من كل إقليم، فضلا عن رئيس الحركة الذي يرأس اللجنة.
هذا ومن ابرز المرشحين لخلافة هنية ٤ من اعضاء المكتب، وهم :خالد مشعل واسامى حمدان والدكتور خليل الحية والدكتور موسى ابو مرزوق.
بدوره، نشر موقع المرشد الإيراني علي خامنئي على شبكة الإنترنت مقطع فيديو من حديث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، خلال لقائه بالمرشد الإيراني، قبل اغتياله.
وقال هنية خلال اللقاء “فقدت 60 شهيدا من عائلتي الكبيرة، أحفادي وأبناء أخي وأبناء أخواتي وأبناء العمومة، كباقي عائلات غزة”، وأضاف أن أقل بيت في غزة فيه هذا العدد، وهناك عائلات فقدت ما بين 170 شهيدا و190 شهيدا.
وقال أيضا إن “ما يجري في قطاع غزة حرب إبادة، ومحاولة للتخلص من الشعب الفلسطيني، وخصوصا في غزة”.
يذكر أنه في العاشر من أبريل/نيسان الماضي أعلنت حركة حماس استشهاد 3 من أبناء هنية، وهم حازم وأمير ومحمد، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت السيارة التي كانوا يستقلونها. وقالت حماس إن هنية فقد أيضا 4 من أحفاده، 3 فتيات وفتى، في الغارة.
وأعلنت حركة حماس صباح اليوم الأربعاء، في بيان، أن هنية استشهد “إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران”.
وحمّلت حماس إسرائيل “ومن يدعمها” المسؤولية عن اغتيال رئيس مكتبها السياسي في طهران، معتبرة الجريمة “عملا إرهابيا، وانتهاكا للسيادة الإيرانية، وتصعيدا خطيرا”.