ضخ إسرائيل مياه البحر في أنفاق قطاع غزة يمثل جريمة ذات أبعاد إنسانية وبيئية خطيرة، بحسب ما أعلنته روسيا في مجلس الأمن الدولي، فمتى يحاسب الاحتلال على جرائمه؟
وطبقاً لتقرير وول ستريت جورنال، فإن عملية إغراق الأنفاق بمياه البحر ستستغرق أسابيع على الأرجح، فيما قد يكون محاولة أخرى لشراء الوقت من جانب نتنياهو، الذي بات محاصراً بالضغوط من جميع الاتجاهات، وبخاصة من حليفه الأبرز الرئيس الأمريكي جو بايدن. وفق ما نقل موقع عربي بوست
فبحسب تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، يرى بعض مسؤولي إدارة بايدن أن العملية قد تساعد في تدمير الأنفاق التي تزعم إسرائيل أن الحركة الفلسطينية تُخفي أسرى ومقاتلين وذخائر بداخلها، بينما أبدى مسؤولون آخرون مخاوفهم من أن مياه البحر قد تُعرض إمدادات المياه العذبة في غزة للخطر. أما جيش الاحتلال الإسرائيلي فلم يعلق على الفور على التقرير. وكانت الصحيفة ذاتها قد سبق أن نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إسرائيل أقامت نظاماً كبيراً من المضخات قد يستخدم لغمر الأنفاق بالمياه.
وذكر التقرير أنه في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني تقريباً، أكمل الجيش الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن خمس مضخات على بُعد ميل تقريباً إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.
ما الخطر الذي يمثله غمر غزة بمياه البحر؟
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ترتكب إسرائيل انتهاكات صارخة لجميع المعاهدات والمواثيق الدولية، سواء تلك الخاصة بالحروب والصراعات أو الخاصة بالاحتلال، بداية من “العقاب الجماعي” لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، من خلال حرمانهم من جميع مقومات الحياة الأساسية؛ مأكل ومشرب وطاقة وهدم للمنازل واستهداف للمدنيين ومنع دخول المساعدات.
وفي هذا الإطار، تمثل عملية ضخ مياه البحر في أنفاق القطاع جريمة أخرى لها تداعيات إنسانية وبيئية خطيرة وطويلة الأمد، بحسب بيان روسي حذر من هذه الخطوة.
جاء ذلك على لسان نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، الذي أصدر، السبت 9 ديسمبر/كانون الأول، بياناً تم توزيعه في الأمم المتحدة حذَّرت فيه روسيا من أن “هذا الغمر بمياه البحر يمكن اعتباره مرادفاً لقتل جميع سكان القطاع، لكن خطورة الأمر لا تتوقف فقط عند حدود قتل المدنيين الذين ربما يتواجدون في تلك الأنفاق”، مضيفاً أنه بالتأكيد قد يكون هناك مدنيون، “وإلا أين سيذهبون للهروب من القصف (الإسرائيلي) الذي لا يسلم منه أحد ولا مكان في القطاع”.
وأكد البيان أن هذا (ضخ مياه البحر) “يمثل جريمة حرب في حال تنفيذه”، محذراً من التداعيات الخطيرة على البيئة الزراعية في القطاع، حيث إن تلويث الأرض بمياه البحر ستكون له تداعيات خطيرة على المياه الجوفية في منطقة تعاني من مشكلة كبيرة في توفر المياه الصالحة للشرب أو للزراعة.
ويعاني قطاع غزة من شح في مياه الشرب حتى قبل العدوان الحالي، حيث تتبع إسرائيل منذ عقود أساليب تهدف إلى إما لسرقة المياه الجوفية للقطاع أو تلويثها، بحسب مئات من التقارير الأممية في هذا الشأن.
ولم تكن روسيا الوحيدة التي حذرت من خطورة الخطوة الإسرائيلية، حيث أظهرت تقارير أمريكية أن هناك مسؤولين كباراً في إدارة بايدن عبَّروا أيضاً عن مخاوفهم من التداعيات طويلة المدى على الأوضاع الغذائية والبيئية في القطاع، الذي يعاني بالأساس من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب.