السياسي – أكّد عبد الملك الحوثي، الخميس، أنّ العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزّة على مدى 10 أشهر هو “امتحان واختبار حقيقي وخطير لكل المجتمع البشري”، مُشدّداً على أهمية دور جبهات الإسناد المقاومة الفلسطينية، وتنسيقها التام معها، وكاشفاً عن جاهزية أزيد من 300 ألف متدرب من قوات التعبئة للقتال.
واعتبر السيد الحوثي، في كلمةٍ، أنّ السكوت على جريمة الإبادة الجماعية في غزّة معناه إهدار المجتمعات البشرية للوجود والكرامة الإنسانية والحق بالحياة، مشدّداً على أنّ ما يقوم به العدو الإسرائيلي هو استباحة لكل شيء، ومن منطلق رؤية باطلة ومسيئة إلى المجتمعات البشرية.
صحوة عالمية بمأساة الفلسطينيين
كذلك، أكّد السيد الحوثي على أنّ جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزّة يفترض أن تحيي في نفس الإنسان ضميره وتحرك في وجدانه الشعور بالمسؤولية.
وبيّن السيد الحوثي أنّ حالات تفاعل مع الشعب الفلسطيني ظهرت بدافع الضمير الإنساني في الولايات المتحدة وأوروبا ومجتمعات أخرى، لافتاً إلى أنّ الحراك الطلابي والمظاهرات المنددة بما يجري في غزّة يأتي في سياق فرز من لا يزال من المجتمعات البشرية يحمل الضمير الإنساني ويتمسك به.
وفي هذا السياق، قال إنّ “مأساة الشعب الفلسطيني كان لها أثر عظيم في صناعة وعي وإزالة كل الحجب التي رسخها الصهاينة في أوساط الشعوب لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا”، مؤكّداً أنّ المظلومية في فلسطين وإجرام العدو “كان له صداه في نشر الوعي داخل المجتمعات التي ترسخت فيها عقيدة تمجيد الصهيونية لقرون من الزمن”.
وأضاف أنّ “المسألة خطيرة على من يتهاون تجاه ما يجري في فلسطين، ومن يتعاون مع العدو ويلعب دوراً تخريبياً لتخذيل وتكبيل الأمة”.
في حين، قال السيد الحوثي أنّ الولايات المتحدة وداعمي الاحتلال الإسرائيلي يُراهنون على مَلل الشعوب وسكوتها، مؤكّداً أنّه على الرغم من ذلك تستمر التظاهرات في أوروبا والغرب.
وبيّن أنّ الأميركي حوّل مسألة التظاهر والاعتصام المساند لفلسطين إلى جريمة حرب يُحاسب الإنسان عليها ويحاكم ويعاقب.
“إسرائيل” تقتل بأدوات أميركية
وقال السيد الحوثي إنّ النازحين الفلسطينيين يتم استهدافهم بالقنابل الأميركية الذكية الكبيرة التي تُستخدم في المواجهات مع الجيوش الكبرى، لافتاً إلى أنّ العدو يستهدف النازحين في المناطق التي يزعم أنها آمنة كأنها مصائد للمجتمع الفلسطيني.
وأشار إلى أنّ العدو يستمر على مدى أكثر من شهرين في إغلاق معبر رفح إلى مصر ويمنع وصول أيّ مواد غذائية وطبية، وأنّه في المقابل هناك كميات مكدسة من الغذاء توجد في الرصيف الأميركي العائم، فيما الشعب الفلسطيني يتضور جوعاً.
صورة الصمود تتجلى في المقاومة والعشائر الفلسطينية
وتطرق قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، في كلمته لواقع المقاومة في قطاع غزّة، قائلاً إنّ المجاهدين في غزّة بالإمكانات البسيطة والمعاناة وعلى الرغم من الخذلان العربي الواسع يصبرون ويثبتون ويرممون وضعهم، موضحاً أنّ المجاهدين والمجتمع في غزّة لا يزالون في موقف الصمود والثبات العظيم ومقام التصدي للعدو في كل المحاور.
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ الأسبوع الماضي تميز بكثافة ونوعية عمليات كتائب القسّام وسرايا القدس ومختلف الفصائل المقاومة، مبيّناً أنّ أنّ المقاومة تستفيد من التجربة التي اكتسبتها خلال الفترة الزمنية الماضية في تطوير الأداء رغم حجم العدوان والحصار.
كذلك، ذكر أنّه من المفاجآت القوية، تنفيذ كتيبة للقسّام، كان العدو أعلن سابقاً تفكيكها، 14 عملية في الساعات الأولى للاجتياح غربي غزة، مشيراً إلى أنّ الكتيبة أعادت ترميم نفسها وأعادت نشاطها العملياتي بفاعلية عالية وبإتقان ومهارة وتكتيكات مذهلة ومؤثرة.
وقارن السيد الحوثي بين واقع معاناة الشعب الفلسطيني ومجاهديه وواقع العدو، موضحاً أنّ بالمقارنة بينهما يتضح بجلاء ما هي عواقب ومآلات الصراع الساخن.
ووصف قائد حركة أنصار الله اليمنية، الانطلاقة للتجنيد في غزة بأنّها “بشارة مهمة جداً”، فمع المظلومية التي يواجهها أهالي غزّة هناك ثبات وصبر واستمرارية في حمل راية الجهاد، وفي المقابل يعاني العدو الإسرائيلي في جيشه من مشكلة حقيقية في التجنيد وهناك إحباط وهجرة معاكسة.
كذلك، وجّه السيد الحوثي التحية لكل العشائر الفلسطينية على موقفها الثابت والواعي الذي يدل على وعي وبصيرة وتماسك وثبات في رفض كل محاولات العدو الإسرائيلي، مؤكّداً أنّ العدو فشل في ابتزاز العشائر الفلسطينية واستغلال حالة المجاعة لفرض إدارة غير الإدارة الحكومية في قطاع غزة.
جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق مهمة
وتحدّث قائد حركة أنصار الله اليمنية عن جبهات الإسناد للمقاومة الفلسطينية، وقال إنّه لم يسبق أن كان هناك مساندة من البلدان العربية بالوقوف عسكرياً مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه كما هو الآن في جبهات الإسناد.
وأكّد السيد الحوثي أنّ جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق لها أهمية كبيرة جداً وفرضت في هذه المرحلة من الصراع مع العدو معادلة جديدة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنّه رأى أنّ “جبهة الشعب الفلسطيني هي في قلب المعركة، وهي الجبهة الكبرى والساخنة ولا مزايدة عليها من أحد”.
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ جبهات الإسناد على تنسيق تام مع الإخوة الفلسطينيين وتسعى للتصعيد أكثر وأكثر.
كذلك، شدّد على أنّ ثبات جبهات الإسناد وفاعليتها وتضحياتها واضح مهما شكك البعض في ظل الهجمة الإعلامية التي تساند العدو، مشيراً إلى أنّ جبهات الإسناد واجهت الكثير من الضغوط ولا تزال تواجه باستمرار الكثير من الضغوط المختلفة بهدف إيقافها والانفراد بالشعب الفلسطيني.
وعن جبهة الإسناد اللبنانية، أشار السيد الحوثي إلى أنّه من أبرز عمليات حزب الله هذا الأسبوع استهداف مركز الاستطلاع الإسرائيلي في جبل الشيخ لأوّل مرّة منذ حرب أكتوبر عام 1973، مؤكّداً أنّ جبهة حزب الله عطّلت الإنتاج الصناعي الإسرائيلي إلى حدٍ كبير ولاسيما في شمال فلسطين.
وبيّن أنّ جبهة حزب الله حجزت 100 ألف ضابط وجندي ودمّرت مواقع العدو الإسرائيلي في شمالي فلسطين وطردت عشرات الآلاف من المغتصبين من البؤر الاستيطانية، مؤكّداً أنّ جبهة حزب الله ساخنة وفاعلة وقوية وقدمت الشهداء على رأسهم قادة عظماء وأخيار.
أمّا في الجبهة العراقية، أشار السيد الحوثي إلى أنّ جبهة المقاومة الإسلامية في العراق نفّذت هذا الأسبوع 3 عمليات ضد أهداف حيوية وحساسة للعدو الإسرائيلي.
وعن تأثير العمليات المشتركة بين المقاومة الإسلامية والجيش اليمني، بيّن أنّ إعلان منظمة الحيوانات الأوروبية تعرّض سفينة تنقل الماشية إلى حيفاء لهجوم بطائرات مسيرة في البحر الأبيض المتوسط، واصفاً هذا الإعلان بالتطور المهم.
وشدّد على أنّ تأثير العمليات المشتركة سيتعاظم ويقوى ويكبر حتى يمثل عامل ضغط كبير جداً في البحر الأبيض المتوسط، مبيناً أنّ مدى تأثير هذه العمليات يتجلى في تصريحات الجهات الدولية والرسمية.
وفي هذا الخصوص، قال إنّ “ريليف ويب” التابع للأمم المتحدة أفاد بأنّ العمليات المشتركة “أثّرت بالفعل في حركة الشحن شرق البحر الأبيض المتوسط”.
“معركة خاسرة لإسرائيل وأميركا أمام اليمن”
وذكّر قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، بالعمليات على الجبهة اليمنية، قائلاً إنّ أهمها لهذا الأسبوع هو استهداف سفينة أميركية شمال شرق جزيرة سقطرى، مؤكّداً أنّ صواريخ حاطم فرط صوتية هي التي أرهبت حاملة الطائرات الأميركية والمدمرات الغربية.
وقال السيد الحوثي إنّ الأميركي يريد من اليمن التوقف عن إسناد غزة وأن ترك المجال للسفن الإسرائيلية لتعبر من البحر الأحمر، مشدّداً على أنّ “أيّ تداعيات أو خطوات لن تصرفنا عن أولوية مساندة الشعب الفلسطيني”.
وأكّد أنّه “على الرغم من أنف كل عميل ثابتون على موقفنا وسنواصل عملياتنا بالصواريخ الباليستية والمجنحة، والطائرات المسيّرة، وزورق الطوفان، وستستمر طالما استمر العدوان الإسرائيلي”.
وعن حاملة الطائرات الأميركية “آيزنهاور”، قال السيد الحوثي إنّ بعض الأميركيين شبّهوا هروب حاملة الطائرات مثل “فيل يهرب من فأر”، ووصفوه أيضاً بأنّه “حدث غير مسبوق في تاريخ الحروب وصنع تاريخاً جديداً”.
ونقل السيد الحوثي قول الأميركيين بأنّ “حاملة الطائرات كانت مهيئة لمحاربة قوى عظمى فإذا بها تخوض معركة خاسرة ضد جماعة حرب عصابات برية، لا تملك أي قوة بحرية”.
كذلك، بيّن أنّ العدو الإسرائيلي يتحدث باندهاش وخوف لما يمتلكه الجيش اليمني من إمكانات عسكرية ضخمة فتاكة تجاوزت كل التقنيات التي يمتلكها الأعداء، مذكّراً بما أكّده معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في دراسته أن “اليمن يمتلك أسلحة تمكّنه من تنفيذ هجماتٍ فتاكة”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن ناقلة المنتجات الكيماوية والنفطية “فالر” أوقفت نظام التعرف الآلي الخاص بها أثناء تواجدها في المياه المحيطة في حيفا بهدف إخفاء مسارها.
أمّا الاعتداءات الأميركية – البريطانية على اليمن فبلغت 570، بين غارة جوية وقصف بحري، وأسفرت عن ارتقاء 57 شهيداً وجرح 87 شخصاً، في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”.
وشدّد على أنّ العدوان الأميركي – البريطاني “لن يؤثر أبداً في موقفنا المبدئي”، كاشفاً أنّ عدد قوات التعبئة بلغ 372174 متدرباً جاهزاً للقتال.
الجبهات تساند دون تدخل في تفاصيل المفاوضات
وفيما يتعلق بالمفاوضات، قال السيد الحوثي إنّ جبهات الإسناد مستمرة وثابتة في دعمها للمقاومة الفلسطينية دون التدخل في تفاصيل المفاوضات، مؤكّداً أنّ “القرار في المفاوضات هو قرار الشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى رأسها حماس”.
وبيّن أنّ دور جبهات الإسناد هو في إطار الإسناد التام والتأييد للموقف الفلسطيني والوقوف معه في إطار نصرة هذه القضية العادلة.
وشدّد على أنّ موقف كل جبهات الإسناد منسجم بكل ما تعنيه الكلمة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.
في المقابل، أشار السيد الحوثي إلى أنّ الأميركي والدول الغربية، بشكل ٍعام، منزعجة جداً من المعادلة الجديدة المهمة لجبهات الإسناد.
تحية للشعوب مقابل خذلان الأنظمة العربية
وخصّ السيد الحوثي في حديثه البحرين، موضحاً أنّه “في البحرين توجد وقفات ودعوات اعتصام تحت عنوان المقاطعة كجبهة إسناد ونموذج في الوفاء والثبات على الموقف المناصر لفلسطين”.
ووجه السيد الحوثي التحية للشعب البحرين، “البريء من موقف نظام آل خليفة العميل”، معتبراً أنّ هذا درس مهم لبقية الشعوب المتخاذلة في مسألة المقاطعة.
وأشار إلى أنّ مسار المقاطعة للبضائع الأميركية والإسرائيلية مسار مهم جداً، وأنّه بمقدور كل الناس وفي كل البلدان.
كما تمنى السيد الحوثي من الكثير من الدول العربية أن تتحرك كما يتحرك الشعب المغربي والاستفادة من الدرس.
كذلك، وجّه السيد الحوثي التحية للشعب المغربي، مؤكّداً أنّه “لم يتجه وفق اتجاه نظامه العميل والخائن للأمة والموالي لإسرائيل والمُطبّع معها”، مضيفاً أنّ الشعب المغربي أثبت وفاءه وانتمائه وأصالته وإنسانيته وقيمه وأخلاقه عندما خرج على نحو واسع في كثير من المدن لمساندة الشعب الفلسطيني.
في المقابل، قال إنّ “النظام المغربي يسعى إلى تدجين الشعب المغربي والانحراف بولائه وموقفه، لكن هناك يقظة ووعي”.
من جانب آخر، تحدث السيد الحوثي عن الدور السلبي لبعض الأنظمة العربية، مؤكّداً أنّ هذا الدور “هو في إطار توجهها قبل هذه الجولة من الصراع، تحت عنوان التطبيع والولاء والتحالف مع العدو الإسرائيلي”.
وبيّن أنّ بعض الأنظمة العربية دخلت مع العدو الإسرائيلي في شراكة وبرنامج يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ بعض الأنظمة لديها توجه واضح في المناصرة للعدو الإسرائيلي، وإعلامها موجه ضد الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة.
وفي هذا السياق، أشار إلى أنّ شعوب بعض الأنظمة العربية لا تجرؤ على المجاهرة بموقف مناصر للشعب الفلسطيني.
التصعيد السعودي سيفشل أمام ثبات موقفنا
وعن الدور السعودي، شدّد قائد حركة أنصار الله اليمنية على أنّه مهما كان تصعيد السعودي ومهما نتج من تداعيات فإنّ ذلك “لن يؤثر أبداً في موقفنا الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني”
وطمأن المقاومة في غزة والشعب الفلسطيني وكل أحرار الأمة والعالم أنّ “السعودي لن ينجح أبداً مهما فعل”.
كذلك شدّد على أنّ تصريحات وبيانات ومواقف السعودية وبعض دول الخليج تردد نفس المنطق الإسرائيلي والأميركي والبريطاني، لافتاً إلى أنّ “السعودي يعمل في الاتجاه الأميركي لكي نوقف عمليات الإسناد، واصفاً هذه الحالة بـ “الغباء الرهيب”.
وأشار إلى أنّ الأميركي سعى بعد إدراكه أن لا جدوى من عملياته لتوريط السعودي ليقدم على عدوان وتصعيد غير مسبوق في المجال الاقتصادي.
وبيّن أنّ منع السعودية للرحلات من مطار صنعاء لا يمكن القبول به أبداً، وأنّ البريطاني والأميركي يحرض بشأن الميناء، بالإضافة إلى ذلك وصف السيد الحوثي المضايقة السعودية للبنوك والمصارف الأهلية والشركات بـ “خطوات ظالمة عدوانية لا يمكن القبول بها ولا التغاضي عنها”.
ووجّه السيد الحوثي كلامه للسعودية، مؤكّداً أنّ “خطواتكم العدوانية في سياق الأوامر الأميركية لخدمة إسرائيل، ومحاولة إجبارنا على التراجع عن إسناد غزة هو عين المستحيل”، وأضاف: “تحذيرنا للسعودي بداية العام الهجري الجديد هو تحذير جاد بكل ما تعنيه الكلمة”.
وفي هذا السياق، توجه السيد الحوثي في حديثه للشعب اليمني، قائلاً إنّ “السعودي يريد منكم أن تتفرجوا على مأساة الشعب الفلسطيني وأن ترقصوا مثله وتتجاهلوا صرخات وآهات الشعب الفلسطيني”، متابعاً: “الأعداء يريدون منكم أن تتراجعوا عن موقفكم المساند لغزّة وأن تخذلوا الشعب الفلسطيني وأن توقفوا العمليات المساندة”.