السياسي – وصف الناشط الإسرائيلي ” تامار جليزرمان” رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” بأنه عدو الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني وكل إنسان على هذه الأرض يقدر قيمة الحياة البشرية.
وفي مقال نشرته صحيفة “الغارديان”، قال “جليزرمان” إن إلقاء نتنياهو خطابا أمام الكونجرس الأمريكية، في الوقت الذي سقط فيه عشرات الآلاف من الضحايا في غزة، وعدم وجود صفقة تبادل للأسرى في الأفق، يشكل إحراجاً للكونجرس ولكل صاحب ضمير في العالم.
وذكر أنه عندما تحدث نتنياهو أمام الكونجرس، كان ينبغي للمشروعين الأمريكيين أن ينسحبوا من القاعة، وليس أن يحيوه بحفاوة بالغة.
وقال إنه حتى بعيداً عن المنطق الأخلاقي الواضح، لا ينبغي أن يكون هناك حوار مع هذا الرجل (نتنياهو) لنفس السبب الذي يجعل الحوار مع دونالد ترامب مضيعة للوقت ــ كل ما ستحصل عليه هو درس آخر في التلاعب بالرأي.
-خطاب من الكذب الجبان
ووصف الناشط الإسرائيلي خطاب نتنياهو بأنه سلسلة من الكذب الجبان بشأن عدد الضحايا في غزة إلى الكذب الجبان بشأن محاولاته تحرير الأسرى الإسرائيليين، وهو مزيج من الكذب الجبان، الذي لم يستطع الكونجرس، لسبب ما، أن يتوقف عن التصفيق له.
وتابع قائلا “إذا كان الحوار مع نتنياهو لابد أن يتم، فلابد من طرح سؤال واحد فقط: لا يتعلق الأمر بالأسرى، فلماذا نمنحه فرصة أخرى للتظاهر بأنه يهتم بالأشخاص الذين يعمل بنشاط على منع عودتهم؟ ولا يتعلق الأمر بقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتشريد الملايين منهم”.
وتساءل كيف يجرؤ نتنياهو على الاستفادة من حرب هو من تسبب فيها؟ وكيف يجرؤ على ذرف دموع التماسيح على المواطنين الذين تخلى عنهم؟ وكيف يجرؤ على استخدام الدماء على يديه لإطالة قبضته القاتلة على السلطة؟.
وأكد جليزرمان أن هناك الكثير من الدماء على يدي نتنياهو حتى عنقه. وهو يكاد يغرق فيها.
-الدماء غداء نتنياهو
إن دماء عشرات الآلاف من المدنيين في غزة، ومن يدري كم عددهم تحت الأنقاض، ودماء الأسرى القتلى الذين كان بوسعهم العودة إلى ديارهم باتفاق. ومن المؤسف أن الدماء هي غذاء نتنياهو ــ فهي التي تحافظ على حياته المهنية حية، بحسب جليزرمان.
وشدد على أن الانتقام لا يجلب إلا المزيد من الانتقام، وأن حق تقرير المصير الفلسطيني ليس فقط ضرورة أخلاقية، بل إنه أيضاً السبيل الوحيد لوقف هذه الدورة الدموية من العنف.
وقال “بعد أكثر من تسعة أشهر من الوصول إلى القاع الأكثر صعوبة، جاء نتنياهو إلى الولايات المتحدة ليتظاهر بالتحدث باسم الشعب الإسرائيلي، نفس الشعب الذي يضحي به من أجل البقاء في السلطة، ويكذب بأن استمرار هذه الحرب المروعة هو في مصلحتنا”.
وأضاف “في الواقع، احتج مئات الآلاف من الإسرائيليين ضد نتنياهو حتى قبل الحرب. ولا يزال الإسرائيليون يخرجون إلى الشوارع كل ليلة، ويُعتقلون ويُضربون لمجرد المطالبة بصفقة تبادل أسرى وإنهاء هذه الحرب”.
وختم جليزرمان أن 72% من الإسرائيليين يطالبون نتنياهو بالاستقالة، لذا فإنه حرفيًا، لا يتحدث باسم الشعب الإسرائيلي، وكان ينبغي للكونغرس ألا يستمع إليه، ناهيك عن التصفيق له. إنه لأمر مخز.