بعد مفاوضات عسيرة، وشهور طويلة من الأخذ والرد، وافقت حماس الأحد على التخلي عن مطلبها الرئيسي المتمثل في وقف دائم لإطلاق النار من أجل التفاوض على إطلاق سراح الرهائن. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حافظ على تشديد لهجته، مؤكدا أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتيح لإسرائيل استئناف القتال لحين تحقيق جميع أهدافها من الحرب. ويشكك الكثيرون في إسرائيل وخارجها في واقعية الأهداف التي يطرحها نتنياهو، وعلى رأسها القضاء على حماس.
شهدت مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار الأحد تحولا لافتا بموافقة حماس على التخلي عن مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار من أجل التفاوض على إطلاق سراح الرهائن. في المقابل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الاتفاق المحتمل يجب أن يضمن تحقيق الأهداف التي وضعها للحرب، بما فيها القضاء على حماس. غير أن هذا الهدف يثير جدلا كبيرا في إسرائيل وخارجها. وشهدت الأيام الماضية زيادة كبيرة في آمال التوصل إلى اتفاق، وبدأت التحركات تتكثف من جميع الأطراف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بالتزامن مع دخول الحرب شهرها العاشر.
ومنذ أشهر، تواجه جهود قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الوسيطة بين إسرائيل وحماس، عقبات في طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت يصر كل من الطرفين على مطالبه.
ويشدد نتنياهو على أن الحرب في غزة ستنتهي عندما “تتحقق” كل أهدافها، بما في ذلك “القضاء” على حماس وتحرير كل الرهائن المحتجزين في القطاع المحاصر.
وقال نتنياهو الأحد إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتيح لإسرائيل استئناف القتال لحين تحقيق جميع أهدافها من الحرب، وذلك وسط توقعات باستئناف محادثات تتعلق بخطة أمريكية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر.
وأضاف أن الاتفاق يجب أن ينص أيضا على حظر تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر وعدم السماح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمال غزة.
وبعدما كانت حماس تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم لتخوض مفاوضات حول الرهائن، قال قيادي في الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية الأحد إن “هذه الخطوة تم تجاوزها”.
وأضاف أن “الوسطاء تعهدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار”.
ولفت إلى أن “حماس تتوقع أن تستغرق المفاوضات من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في حال لم تعطل إسرائيل مسار التفاوض كما المرات السابقة”.
كذلك أوضح أن الحركة “أبلغت الوسطاء بأنها تريد إدخال المساعدات بكميات تصل إلى 400 شاحنة يوميا في المرحلة الأولى للاتفاق وتريد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا ومعبر رفح”.
وبينما أعلنت حماس الأربعاء عن “أفكار” جديدة لإنهاء الحرب وإعادة إطلاق المسار الدبلوماسي، أفاد مكتب نتانياهو بأن بلاده ستعاود “الأسبوع المقبل” إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات بشأن وقف للنار في القطاع، لافتا إلى وجود “تباعد بين الجانبين”.
وأفادت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من السلطات المصرية الأحد نقلا عن مصدر رفيع المستوى أن من المتوقع أن يزور مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) ويليام بيرنز القاهرة خلال أيام إلى جانب وفد إسرائيلي.
وفي اليوم السابق، ذكرت القناة نقلا عن مصدر رفيع المستوى، بأن مصر “تستضيف وفودا إسرائيلية وأمريكية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بقطاع غزة”.
ومن المتوقع أن يجتمع بيرنز مع رئيس الوزراء القطري ورئيسي المخابرات الإسرائيلية والمصرية الأربعاء في الدوحة.
ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من انتزاع سوى هدنة واحدة من الطرفين في تشرين الثاني/نوفمبر، سمحت بإطلاق سراح 80 رهينة لدى حركة حماس في مقابل الإفراج عن 240 معتقلا فلسطينيا.