نكبة عند أصحاب الأرض واستقلال عند المحتل

السياسي – تأتي ذكرى النكبة، أو ما يسميه الإسرائيليون «يوم الاستقلال» بشكل مختلف عن كل السنوات الماضية منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وبعد أكثر من سبعة أشهر على عملية طوفان الأقصى وحرب الإبادة على قطاع غزة، لتعيش دولة الاحتلال أجواء لم تعرفها طيلة ستة وسبعين عاما.

وبحلول ذكرى حدث واحد بمسميين متناقضين، النكبة عند أصحاب الأرض، والاستقلال عند المحتلين استعدت وسائل الإعلام باختلاف أنواعها وتعدد اتجهاتها لإحياء الذكرى، أعدت المواد الفيلمية والأرشيفية واسترجعت الشهادات والوثائق، ووجهت الكاميرات صوب مركز الحدث

في إسرائيل بثت وسائل الإعلام احتفالا رسميا مسجلا حضره عدد محدود وغاب عنه رئيس الوزراء.

لكن صباح يوم الاستقلال كان ملبدا بالدخان المتصاعد من نيران اشتعلت في قاعدة تل هشومير العسكرية في وسط البلاد، صباح مقلق والجيش أعلن إجراء تحقيق للوقوف على أسباب الحريق
وفي ذلك الميدان جلس مجموعة من أهالي الأسرى المحتجزين في غزة يتذكرون كيف كانت احتفالات ذلك اليوم مع ذويهم ويتساءلون كيف للغائب أن يعود وهل يعود حيا أم تقتله صواريخ وقنابل جيشهم.

كعادتهم السنوية شارك آلاف من أصحاب الأرض أو من يطلق عليهم فلسطيني الداخل في مسيرة العودة تحت عنوان نكبتنا لا استقلالهم.

أما من شاركوا في مسيرة تطالب بإعادة استيطان غزة من أنصار اليمين المتطرف فقد انتهى بهم الأمر إلى الانبطاح على أرض سديروت بعد أن حلقت صواريخ غزة في سمائها.

وفي مستوطنات الشمال المشهد يتكرر، شاركت صواريخ جنوب لبنان في سماء الجليل إحياءً للذكرى.

وخرج المراسل يعلن تمديد إجلاء سكان مستوطنات الشمال حتى نهاية عام.

طائرتان مسيرتان أطلقتا من العراق وصلتا إلى إيلات في أقصى الجنوب.

أما في غزة التي تعيش أجواء نكبة أشد من سابقتها حيث حل الخراب والدمار في كل مكان وتفوح رائحة الموت والألم من بين الركام.

لكن المقاومة الفلسطينية كانت تستعد بطريقتها الخاصة لتقديم المواد التي ستشارك بها في إحياء الذكرى.

ما بين قنص ونسف وكمائن وأفخاخ وتفجير وعمليات مركبة تخطت الأربعين عددا تعددت المواد الفيلمية والصورة بدت أعلى جودة وأكثر خبرة ، كاميرا التصوير صارت اثنتين والهدف أصبح هدفين وتعدد الرماة وبدوا أكثر حيوية والمعنويات عالية وكأنهم للتو يبدأون الحرب.

وقبل أن ننهي إليكم ذلك العراك بالأيدي خلال كلمة بن غفير في المقبرة العسكرية بأسدود.

كان ذلك ملخصا سريعا لذكرى ما يطلقون عليه يوم الاستقلال.

والفرق واضح بين مشهدين يفرق بينهما 76 عام.

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً