السياسي – تحدث جنرال إسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن شركاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في إفشال صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشددا في الوقت ذاته على أن “مطالبه الأربعة الجديدة لن تجلب الأمن للإسرائيليين”.
وأوضح الجنرال إسحاق بريك في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، أن “الطلبات الأربعة التي طرحها نتنياهو لن تحقق أي شيء ولن تضيف أي شيء لأمن إسرائيل، ولكن ليس هو المذنب الوحيد في عدم التوصل إلى الصفقة، بل يشاركه في ذلك وزير الجيش ورئيس الأركان ورئيس الشاباك”.
وتابع بريك قائلا: “على خلفية الادعاءات المتكررة حول التغييرات الجوهرية التي طرحها نتنياهو في صفقة الأسرى وخطة وقف إطلاق النار، قامت إسرائيل بإرسال عرض معدل فيه أربعة شروط جديدة.
1- عدم عودة المسلحين من جنوب القطاع إلى الشمال وفحص السكان الغزيين الذين يريدون العودة إلى الشمال.
2- استمرار تواجد الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا.
3- ضمانات تمكن اسرائيل من استئناف الحرب بعد المرحلة الأولى للصفقة اذا لم ينجح الطرفين في الانتقال إلى المرحلة الثانية.
4- الحصول مسبقا على قائمة بأسماء الاسرى الاحياء الذين سيطلق سراحهم”.
وذكر أن “هذه الطلبات الجديدة لرئيس الحكومة هي وهم مقطوع عن الواقع. لأن استمرار تواجد الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا لا يساهم بأي شيء في أمن الدولة. الحديث لا يدور إلا عن ذريعة من أجل عدم التوصل إلى اتفاق لوقف القتال والبقاء على رأس الحكومة. ما هو رأيكم. أمامنا شخص مستعد للتضحية بالاسرى الموجودين في أنفاق حماس، في الظلام وفي ظل الموت منذ عشرة أشهر، وكل شعب إسرائيل يوجد الآن على مذبح حكمه”.
وأشار إلى أنه في المحادثات الكثيرة التي أجراها مع قادة وجنود، الذين يوجدون منذ أربعة أشهر في رفح، قالوا له إنه لا توجد لهم أي سيطرة على الأنفاق التي تخرج من شبه جزيرة سيناء، والتي توجد على عمق 50 متر تحت محور فيلادلفيا. خلالها يتم بحرية ضخ السلاح والذخيرة لحماس والمواد لإنتاج الصواريخ. هم يقولون بأنه لا توجد أي فائدة من البقاء في محور فيلادلفيا وفي رفح. من الآن فصاعدا يجب القول: قرار نتنياهو تشوبه سياسة تتعلق بالأمور الصغيرة. كل هدفه هو التمسك بالحكم وليكن ما يكون. وخلافا لذلك فانه لا يوجد أي شيء آخر”.
ولفت إلى أن طلبه أيضا أن “يواصل الجيش الاسرائيلي البقاء في ممر نتساريم وعدم السماح للمسلحين بالعودة من جنوب القطاع إلى الشمال، وفحص الغزيين الذين يريدون العودة إلى الشمال، كل ذلك ليس سوى ذر للرماد في العيون”.
وبيّن أنه “عندما تحدثت قبل فترة مع القادة الذين يوجدون الآن في ممر نتساريم قالوا إن الأمر يتعلق بطلب فارغ من المضمون، لأن قوات الجيش التي توجد هناك لا تسيطر بالكامل على أنفاق حماس التي توجد تحت المحور. وحسب ادعاء هؤلاء القادة فإن أي مقاوم يريد يمكنه المرور بحرية من جنوب القطاع إلى الشمال من خلال هذه الأنفاق. ونفس الأمر يسري على نقل الوسائل القتالية والسلاح. حسب قولهم فإنه لا توجد أي فائدة من البقاء في ممر نتساريم، لأن الجيش يوجد هناك عبثا ولا يوجد لديه أي هدف”.
واستدرك بقوله: “لكن نتنياهو ليس الوحيد الذي يتحمل عبء إعادة الاسرى ومأساة فشل شعب اسرائيل. شركاءه في ذلك رئيس الأركان هرتسي هليفي ووزير الجيش يوآف غالنت ورئيس الشاباك رونين بارز. في الحقيقة في وسائل الإعلام هم يعلنون عن تأييدهم لوقف إطلاق النار وتحرير المخطوفين، لكن أقوالهم هذه هي بسبب الضغط”.
وختم قائلا: “لو أن الأمر كان مبدئيا من ناحيتهم لكانوا صمموا على مواقفهم، وحتى هددوا بأنهم سيضعون المفاتيح على الطاولة. يبدو أنه ليس في نيتهم السير في هذه الطريق، لأنه توجد أمامهم ايضا مشكلة بقاءهم الشخصي، ويبدو أنها تهمهم أكثر من الأمن القومي. بصفتهم المسؤولين عن الفشل الأكبر في تاريخ دولة إسرائيل فإنهم لم يتحملوا حتى الآن المسؤولية. إذا كان الامر هكذا فلماذا يعتقد البعض بأنهم سيتحملون المسؤولية الآن”.