السياسي – أثار فتح الجيش الإسرائيلي لطريق جديد أقامه على محور فيلادلفيا، وسمح من خلاله لبعض سكان قطاع غزة، من الأطفال والمرضى، بالسفر للخارج من أجل تلقي العلاج، التساؤلات حول إمكانية أن يكون الطريق بديلاً عن معبر رفح.
وأطلق الجيش الإسرائيلي على الطريق اسم “دافيد”، وخصصه لنقل المساعدات في بداية الأمر؛ إلا أنه بدأ، مؤخرًا، في استخدامه بشكل غير معلن بمهام المعبر البري، والتي كانت موكلة في السابق لمعبر رفح، فيما تشير تقارير إسرائيلية إلى إمكانية أن يكون مخصصًا لسفر الفلسطينيين مستقبلاً.
وبعد أيام من العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوبًا، سيطر الجيش الإسرائيلي على معبرها، الأمر الذي أدى لتوقفه عن العمل، فيما ترفض القاهرة أي مقترح لعودته إلى الخدمة مع الوجود الإسرائيلي، وتؤكد أن المعبر مصري فلسطيني.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإن “طريق دافيد هو شارع أمني بالدرجة الأولى، وتم إنشاؤه لعزل جنوبي غزة عن مصر بشكل كامل، في إطار الخطط الإسرائيلية لبناء المنطقة العازلة حول القطاع، والتي تعارضها الولايات المتحدة.
أهداف رئيسة
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، يونس الزريعي، أن “الطريق الجديد الذي شيّدته إسرائيل يأتي لتحقيق عدد من الأهداف، أبرزها تجميل صورة الحكومة الإسرائيلية أمام العالم، واللعب على وتر الخدمات الإنسانية”.
وقال الزريعي إن “الهدف الثاني يتمثل في الضغط على حركة حماس لإبداء مرونة أكبر في مفاوضات التهدئة عبر الوسطاء”، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون بمثابة الورقة الأقوى لإجبار حماس على تقديم التنازلات.
وأضاف: “أما الهدف الثالث فيتمثل في البدء بتنفيذ خطة تجريبية لعمل المعابر في غزة بعيداً عن سيطرة حماس عليها، وعودة السيطرة الإسرائيلية”، لافتًا إلى أن إسرائيل تتحايل على رفض مصر فتح معبر رفح بمنفذ جديد.
وأشار إلى أن “هذا المنفذ سيدفع الأطراف كافة للتعامل معه من باب إنساني في بداية الأمر؛ إلا أنه ومع الوقت سيصبح أمرًا واقعًا وستدفع إسرائيل سكان غزة للسفر عبره، ما يعني جعله منفذًا أمنيًا يتحكم فيه الإسرائيليون”.
وبين الزريعي أن “المعبر بطابعه الإنساني سيدفع المجتمع الدولي للتعامل معه وإدخال المساعدات عبره، ما يمكن إسرائيل بالبقاء فترة أطول في محور فيلادلفيا حتى لو أنهت عملياتها العسكرية في رفح، ما يدعم فكرة المنطقة العازلة”.
وزاد: “بتقديري هناك مخطط إسرائيلي خطير بشأن هذا المعبر ستتضح ملامحه جلياً خلال الأسابيع المقبلة”، مشيرًا إلى أن معبر رفح لن يعود للعمل كما كان في السابق، ولن يسمح بأن يكون هناك وجود لحماس فيه أو في أي معبر آخر.
خطوات تكتيكية
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن “الطريق الإسرائيلي الجديد يجري تجهيزه ليكون بديلاً عن معبر رفح البري”، لافتًا إلى أن تجهيز الطريق يأتي في إطار خطوات إسرائيلية تكتيكية لمنع عمل معبر رفح لسنوات.
وقال أبو زايدة إن “الحكومة الإسرائيلية معنية بعرقلة عمل معبر رفح، والحيلولة دون عودته للعمل لسنوات طويلة”، مؤكدًا أن الطريق الجديد سيخفف الضغوط الدولية عن إسرائيل بشأن دخول المساعدات وسفر الجرحى والمرضى للخارج.
وأضاف: “إسرائيل تتهرب من أي محاولات فلسطينية أو إقليمية أو دولية لمعاقبة قادتها السياسيين والعسكريين على جرائم التجويع والحصار المفروض على القطاع والذي اشتد خلال الحرب”، مبينًا أن الطريق سيكون ورقة قوية للتهرب من أي قرار دولي أو أممي.
وأشار إلى أن “إسرائيل ستجبر العالم على القبول بهذا الطريق كبديل عن معبر رفح، خاصة وأن هناك أهدافًا إنسانية للمجتمع الدولي، كما أن إسرائيل ستعمل على الترويج للطريق إنسانيًا وهو ما سيجعله بديلاً عن معبر رفح”.
وختم: “سفر المرضى عبر معبر كرم أبو سالم من خلال الطريق الجديد يؤكد مضي إسرائيل قُدمًا نحو فتح معبر جديد تسيطر عليه بشكل كامل”، مبينًا أن طبيعة عمل الطريق لسفر سكان غزة للخارج يحتاج لاتفاق مع مصر والسلطة الفلسطينية.