واشنطن تجد صعوبة بحشد تحالف داعم لاسرائيل

السياسي – قال موقع (Axios) الأمريكي إن إدارة الرئيس الأمريكي جو باين تشعر بالقلق من أنه قد يكون من الصعب حشد نفس التحالف الدولي والإقليمي من الدول التي ساعدت دولة الاحتلال الإسرائيلي في صد الهجوم الإيراني السابق في نيسان/أبريل الماضي.

وذكر الموقع أن سلسلة الاغتيالات التي نفذتها دولة الاحتلال في إيران ولبنان أدت إلى جعل الشرق الأوسط أقرب إلى حرب إقليمية مدمرة أكثر من أي وقت مضى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

واعتبر أن دوامة التصعيد الخطيرة قد تجر الولايات المتحدة إلى عمق الأزمة الإقليمية وتؤدي إلى معاناة جماعية تتجاوز غزة، حيث تتلاشى الآمال في التوصل إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى بعد أشهر من المفاوضات الدقيقة.

-كل الجبهات مشتعلة

بالنسبة للرئيس بايدن، الذي تعهد باستغلال الأشهر المتبقية له في منصبه لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وإبرام صفقة تبادل الأسرى، فإن المخاطر تحدد إرثه.

وأكد بايدن التزامه بأمن “إسرائيل” في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” يوم الخميس، حيث ناقشا “عمليات نشر عسكرية جديدة” لحماية دولة الاحتلال.

ومنذ عشرة أشهر، تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة في اندلاع موجات من التصعيد في أماكن أخرى من الشرق الأوسط. وتهدد التوترات الأخيرة بالتصعيد إلى حرب شاملة عبر جبهات متعددة.

وذكر الموقع أن إدارة بايدن مقتنعة بأن إيران ستهاجم دولة الاحتلال خلال أيام ردًا على اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران قبل أيام.

وفي لبنان تعهد زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم الخميس بالانتقام لاغتيال الاحتلال للقائد العسكري الكبير فؤاد شكر في بيروت.

وقال نصر الله في جنازة شكر: “لم نعد نتحدث عن جبهات منفصلة”، محذرا من “مرحلة جديدة” من الحرب.

وفي اليمن تعهد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الخميس، بـ”رد عسكري” ردًا على اغتيال هنية. وقبل أسبوعين، ضربت دولة الاحتلال اليمن لأول مرة ردًا على أكثر من 200 هجوم حوثي ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك غارة بطائرة بدون طيار على تل أبيب.

أما في العراق فبعد أشهر من “وقف إطلاق النار” غير الرسمي، استأنفت المنظمات العراقية هجماتها على القوات الأميركية في المنطقة. وضربت الولايات المتحدة قاعدة لإحدى المنظمات في جنوب العراق هذا الأسبوع ردًا على التهديد المتزايد.

-حرب كارثية متعددة الجبهات

وفي عدة مناسبات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ابتعدت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن شفا حرب كارثية متعددة الجبهات.

في 11 أكتوبر/تشرين الأول، درست الحكومة الأمنية الإسرائيلية توجيه ضربة ضخمة لحزب الله. لكن نتنياهو قرر عدم القيام بذلك.

وفي 13 أبريل/نيسان، أطلقت إيران 350 صاروخا وطائرة بدون طيار على دولة الاحتلال لأول مرة في التاريخ ردا على مقتل أحد جنرالاتها في سوريا.

وتحت ضغط من الولايات المتحدة، قرر نتنياهو عدم الرد على الفور وأمر بدلا من ذلك بشن ضربة رمزية على إيران.

والآن، يخشى المسؤولون الأميركيون من أن تكون أحداث الأيام والأسابيع الأخيرة قد خلقت سلسلة من الحسابات المفتوحة التي تعتزم إيران وجبهات محور المقاومة تسويتها.

-إحباط أمريكي

وخلف الكواليس فإن بايدن وكبار مساعديه يشعرون بالإحباط الشديد بسبب الوضع الحالي.

إذ بعد أن التقى بايدن مع نتنياهو الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، اعتقد المسؤولون الأميركيون أنهم يحرزون تقدما نحو التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى في غزة ووقف إطلاق النار.

ثم أقدمت دولة الاحتلال على اغتيال هنية الذي كان يمثل حماس في تلك المحادثات، دون التشاور مع واشنطن. والآن أصبح إصرار الإدارة الأميركية على أن وقف إطلاق النار لا يزال في المتناول أجوفاً.

وفي مكالمة وصفها مسؤولان أميركيان بأنها “صعبة”، قال بايدن لنتنياهو إن الولايات المتحدة ستساعد دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم إيراني جديد، لكنه أكد أن خفض التصعيد يجب أن يكون الأولوية.

شاهد أيضاً