في وقت تحذّر فيه المنظمات الإنسانية في غزة من أن 85,000 من سكان القطاع قد يموتون نتيجة الجوع أو المرض أو القصف، رأى المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن هناك أمرين مهمين للغاية تحاول الإدارة الأميركية السعي إلى تحقيقهما للتخفيف من معاناة الفلسطينيين.
وأضاف ، أن الأمر الأول يتعلق بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة للتأكد من استدامتها وكسر أي عقبات أمامها وليتم تسليمها فعليا إلى المحتاجين، وهو ما يتم العمل عليه على مستوى فني دقيق للغاية مع الحكومة المصرية وإسرائيل والشركاء الدوليين في المنطقة.
كما تابع أن الأمر الثاني يكمن بتحقيق هدنة إنسانية تسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددا على أن واشنطن تنتظر موافقة حركة حماس.
كذلك أشار إلى أن الإدارة الأميركية تعمل لحل معضلات كثيرة مع إسرائيل، معتبراً أنه في حال وافقت حماس على خطة وقف إطلاق نار مؤقت، فإن ذلك من شأنه أن يقطع شوطا طويلا لتخفيف المعاناة المباشرة للشعب الفلسطيني، وفق تعبيره.
أما عن خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية لرفح، فأكد المسؤول الأميركي الرفيع أن بلاده لم تطلع عليها، ولم تصلها من حكومة إسرائيل.
ولفت إلى أن أميركا اطلعت على الأمر من تقارير صحافية، كما أن مسؤوليها لم يجلسوا لإجراء محادثة مفصلة في الكونغرس مع حكومة إسرائيل حول هذه الخطة، في إشارة منه إلى العملية الإسرائيلية البرية التي تلوح بها تل أبيب منذ أيام في مدينة رفح وسط تحذيرات دولية من خطورة الموقف.
أتى هذا بينما نقل مسؤلان إسرائيليان أنه سيتم السماح بانتقال المدنيين في رفح إلى مناطق بجنوب قطاع غزة قبل الهجوم البري الإسرائيلي المزمع على المدينة.
وأضاف المسؤولان الإسرائيليان اللذان تحدثا لشبكة Nbc شريطة عدم الكشف عن هويتهما لكونهما غير مسموح لهما بمناقشة الخطط العسكرية علنا، أن السكان سيمكنهم الانتقال إلى خان يونس شمالي رفح بمجرد انتهاء العمليات العسكرية هناك، وأنه لن تكون هناك عودة إلى شمال القطاع.
وأوضحا أن المناطق التي سيُطلب من المدنيين التوجه إليها والطرق التي سيتاح الانتقال عبرها لم يتم تحديدها بعد، وأن ذلك سيعتمد على الظروف الميدانية.
في حين عاد ميلر وشدد على موقف واشنطن الثابت من القضية والرافض لإعادة احتلال القطاع مثلا أو تقليص أي منطقة منه.
أما عن مسألة الدولتين، فأوضح أن كل ما يمكن فعله هو تقديم رؤية أميركية للسلام والأمن في الشرق الأوسط والتوضيح لحكومة إسرائيل أن هناك طريقا للمضي قدما لأمن وأمان دائمين وعلاقات أفضل مع الجيران.
وزعم في كلامه أن إسرائيل دولة ذات سيادة وتتخذ قراراتها بنفسها، كما أن الولايات المتحدة لا تملي عليها أفعالاً بل تقدّم مقترحات لتحقيق السلام والأمن.
يشار إلى أنه منذ ديسمبر الماضي، توترت العلاقة بين البلدين، بعدما اعتبر الرئيس الأميركي الساعي إلى تجديد ولايته، أن الرد الإسرائيلي على هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر، والحرب على غزة كانت قاسية.
كذلك زاد التوتر مؤخرا بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي التراجع عن خطة لاقتحام محافظة رفح جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر، والتي يتكدس فيها نحو مليون و400 ألف نازح فلسطيني.
وبلغت ذروة الغليان بين المسؤولين في اتصال هاتفي ناقش فيه الطرفان ملف رفح.
فيما سلط الصدام المتزايد بين الجانبين الضوء على تراجع نفوذ إدارة بايدن على نتنياهو مع استمرار القوات الإسرائيلية في مهاجمة غزة، بالتزامن مع تزايد الضغوط داخل الحكومة الأميركية لكبح جماح إسرائيل.
وبدأت وزارة الخارجية الأميركية تحقيقا للنظر في عدة غارات جوية إسرائيلية في غزة أدت إلى مقتل عشرات المدنيين واحتمال استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في لبنان، لتحديد ما إذا كان الجيش الإسرائيلي أساء استخدام القنابل والصواريخ الأميركية لقتل المدنيين، حسب ما أكد مسؤولون أميركيون.
أما عن رفح، فكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت بأن الجيش قدم إلى مجلس الحرب خطة لإجلاء الفلسطينيين من رفح، فيما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لشبكة (سي.بي.إس نيوز) أن الجيش سيشن هجوما بريا في رفح حتى إذا تم التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
“العربية/الحدث”