السياسي – هاجم رؤساء بلديات بشمال إسرائيل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال الساعات الأخيرة، متهمين إياها بإهمال أمر مستوطني الشمال والتأخر في إعادتهم لمناطقهم التي تم إجلاؤهم منها مع بدء تبادل الهجمات مع “حزب الله” في لبنان قبل أكثر من 10 أشهر.
وفي إطار حالة غضب انتابتهم بعد إطلاق “حزب الله” مئات الصواريخ والمسيرات على مناطق إسرائيلية أغلبها بالشمال، الأحد، وصف اثنان من هؤلاء المسؤولين حكومة نتنياهو بـ”العصابة”، معلنين تعليق الاتصالات مع جميع مسؤوليها حتى توفير الأمن الغائب عن مستوطني الشمال.
والأحد، أعلن “حزب الله” إطلاق 340 صاروخا وعدد كبير من المسيرات الهجومية تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ضمن المرحلة الأولى من الرد على اغتيال تل أبيب للقيادي بالحزب فؤاد شكر في أواخر يوليو/ تموز الماضي.
فيما ادعى الجيش الإسرائيلي تنفيذ “هجوم استباقي” على لبنان شمل أكثر من 40 غارة استهدفت مناطق في جنوب لبنان، بزعم “رصد استعدادات” لـ”حزب الله” لإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل.
** سخرية من “العصابة”
تعقيبا على ذلك، وصف رئيس المجلس الإقليمي بالجليل الأعلى غيورا زالتس، حكومة نتنياهو بـ”العصابة”.
وفي تصريحات للقناة الـ”12″ العبرية الخاصة، مساء الأحد، شدد زالتس على أنه لن يستضيف أي من وزراء هذه الحكومة أو أعضاء الكنيست (البرلمان) حتى استعادة الأمن بالشمال، وتكون هناك خطة اقتصادية حقيقية لتنمية هذه المنطقة.
وفي تصريحات أخرى، أدلى بها لـ”هيئة البث” العبرية الرسمية، دعا زالتس، الحكومة إلى إعادة مستوطني الشمال إلى بيوتهم، ومنحهم مزيدا من الاهتمام.
وبلهجة ساخرة من نتنياهو وحكومته اليمينية، اعتبر زالتس، أن “الضربة الاستباقية” ضد “حزب الله”، وفق تسمية الجيش الإسرائيلي، “توقفت عند 45 دقيقة فقط”، ولم تردع الحزب عن شن هجوم كبير على شمال إسرائيل ومناطق أخرى بالعمق.
وأكد أن “مستوطني الشمال ما زالوا يعيشون في حالة حرب”.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
** تعليق الاتصالات مع الحكومة
مصطلح “العصابة” لم يقف عند زالتس، بل استخدمه في اليوم نفسه موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الاستيطاني “ماتيه آشر”، معلنا تعليق الاتصالات مع جميع أعضاء حكومة نتنياهو، حتى توفير الأمن الغائب عن مستوطني الشمال.
وقال في تصريحات إعلامية الأحد: “لا نريد من أفراد هذه العصابة المجيء إلينا لالتقاط الصور، ولا نريد الحديث معهم، ولا نرغبهم”.
وفي مايو/ أيار الماضي، هدد دافيدوفيتش، بالانفصال عن إسرائيل إذا استمرت تهديدات “حزب الله” على الجبهة الشمالية دون رد من حكومة نتنياهو.
بدوره، قال ديفيد أزولاي، رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنة “المطلة” إن “هجمات الجيش الإسرائيلي كانت لإزالة التهديد عن مدينة تل أبيب فقط”.
وأضاف أزولاي، في تصريحات لإذاعة “كول بارما” العبرية المحلية، أن “هناك تفرقة حقيقية بين سكان الشمال وبقية سكان إسرائيل”.
وفي تصريحات مماثلة أدلى بها أزولاي للقناة الـ7 العبرية الخاصة، قال: “دماؤنا في الشمال مختلفة عن دماء بقية سكان إسرائيل”.
وسبق أن قال زالتس، في 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إن “حزب الله” صاحب اليد الطولي بمناطق الشمال.
** إبرام اتفاق مع “حزب الله”
من جانبه، طالب رئيس مجموعة مستوطنات الجليل الشرقي بيني بن موفحار، في تصريح لـ”هيئة البث”، بإبرام اتفاق مع “حزب الله” يعيد الأمن والاستقرار لمستوطنات الشمال.
واعتبر موفحار أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 كان “خادعًا” لإسرائيل، لافتا إلى أن إسرائيل “أصبحت بحاجة إلى مفاوضات جديدة بهدف التوصل لاتفاق يتيح عودة المستوطنين إلى منازلهم في الشمال”.
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم “1701” الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.
ودعا القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة؛ ما عدا التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات “يونيفيل” الأممية.
** الدراسة مهددة بالشمال
رسميا، أقر وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش، في مقابلة مع “هيئة البث” ، بأنه لا يمكن بدء العام الدراسي الجديد (مطلع سبتمبر المقبل) في المدن والمستوطنات الواقعة على خط النزاع بين إسرائيل و”حزب الله” بدون عودة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق.
فيما أعاد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في تصريحات ، التأكيد على أن تل أبيب عازمة على “تغيير الوضع الأمني بالشمال من أجل تمكين سكان تلك المنطقة من العودة إلى منازلهم آمنين”، دون ذكر الإجراءات التي سيتم اتخاذها بالخصوص.
وتتهم المعارضة في إسرائيل نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية، ولاسيما الاستمرار في منصبه، والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على قطاع غزة، ولاسيما “القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين”.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.