أبرز الاغتيالات التي أعلنت إسرائيل تنفيذها بالمنطقة في 2024

السياسي – منذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، مثلت الاغتيالات ركنًا أسياسياً في استراتيجيتها الأمنية وما زالت.

ولطالما تركزت آلة الاغتيالات الإسرائيلية على قادة المقاومة أو الشخصيات المؤثرة التي تعارض وجود دولة الاحتلال وترفض جرائمها التي تصاعدت في المنطقة وطالت انتهاكاتها عدة دول منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ومن فلسطين إلى لبنان إلى سوريا، سعت إسرائيل من خلال دائرة القتل المستهدفة هذه إلى تحييد أي شخص ذو فاعلية أو تأثير يعزز النزعة الوطنية أو المقاومة ضدها، ظنًا منها أن ذلك سيضعف أي تمرد محتمل أو رفض قاطع لاحتلاها أو همجيتها التي تنتهك كل القوانين الدولية والإنسانية.

لكن تاريخ المنطقة يقف شاهدًا على أن ظن الاحتلال يخيب في كل مرة، مع تشكل جماعات وحركات تؤرق إسرائيل وتذكرها دائمًا بأنه «لا سلام مع محتل» ولا أمان لمغتصب الأرض.

وفي كل مرة يضعف فيها فصيل مقاوم أو يتراجع، فإما يعود أقوى أو يبزغ فجر فصيل آخر أشدة قوة، وكلما سقط قائد يحمل غيره الراية ضد إسرائيل، وقد يكون ذلك بارزًا  فيما يتعلق بالنضال الفلسطيني خاصة في ظل الاحتلال المستمر.

وقد تحولت شخصيات قتلتها إسرائيل، إلى رموز خالدة في النضال والمقاومة ولم يخفت نجمهم ولن يفعل.

وفي 2024، استمرت إسرائيل في سياستها هذه، وقبل أيام من رحيل عام ليس كمثله عام على المنطقة بأكملها، نرصد فيما يلي قائمة بأبرز الأشخاص الذين اغتالتهم تل أبيب أو أعلنت ذلك، خاصة من حركة حماس التي أطلقت عملية «طوفان الأقصى» ضد دولة الاحتلال قبل أكثر منن 14 شهرًا، وكذلك حزب الله اللبناني الذي أعلن فتح جبهة إسناد لدعم الفلسطيينين.

صالح العاروري

صالح العاروري - أرشيفية

في الثاني من يناير/ كانون الثاني 2024، اغتالت إسرائيل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في هجوم بطائرة مسيرة استهدف مكتب الحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأعلنت حماس استشهاد العاروري.

مروان عيسى

القيادي في حركة حماس مروان عيسى ـ Social Media

في 26 مارس/ آذار 2024، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل نائب قائد كتائب القسام في حركة حماس مروان عيسى.

وكان عيسى على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل باعتباره أحد قادة هجوم السابع من أكتوبر.

ولطالما اعتبرت إسرائيل أن «الحرب النفسية مع حماس لن تنتهي ما دام مروان عيسى على قيد الحياة»، وفق ما أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت».

ولم تؤكد حماس خبر استشهاد عيسى، أحد أبرز قيادات الحركة.

إسماعيل هنية

متظاهرون يصلون الغائب على نعش رمزي لرئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في العاصمة اللبنانية بيروت - رويترز

في 31 يوليو/ تموز 2024، اغتيل إسماعيل هنية خلال زيارته لطهران، وكان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي لحماس منذ عام 2017.

وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول 2024، اعترف وزير جيش الاحتلال، إسرائيل كاتس، بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال هنية.

وقد قال الحرس الثوري الإيراني إن هنية استشهد بقذيفة قصيرة المدى، فيما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مصادر أن الانفجار الذي أودى بحياته كان نتيجة قنبلة تم زرعها سرا في دار الضيافة التي كان يقيم فيها.

يحيى السنوار

في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أعلنت إسرائيل أنها اغتالت يحيى السنوار زعيم حركة حماس في مواجهة مع جنود الاحتلال  جنوب قطاع غزة.

ولطالما اعتبرت تل أبيب السنوار أنه مهندس عملية السابع من أكتوبر وأدار الحرب ضدها ليصبح أكثر عدو مطلوب لدى دولة الاحتلال.
وفي اليوم التالي نعت حماس السنوار، واصفة إياه بـ«قائد معركة طوفان الأقصى»، مؤكدة ان استشهاده لن يزيدها إلا قوة وصلابة.

محمد الضيف

محمد الضيف ـ صورة أرشيفية

في 1 أغسطس/ أب 2024، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال محمد الضيف، قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بعد أن شنت طائرات مقاتلة غارة على منطقة خان يونس في غزة في 13 يوليو/ تموز.

ولم تؤكد حماس خبر استشهاد الضيف، الذي نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية سابقة، خاصة أن الاحتلال يعتبره أحد العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والمطلوب الثاني بعد السنوار.

جبهة الإسناد اللبنانية

ومن غزة إلى لبنان حيث فتح حزب الله جبهة إسناد للفلسطينيين بعد إطلاق عملية «طوفان الأقصى». واشتدت المواجهات بين إسرائيل والحزب على طول الحدود الجنوبية للبنان على مدار أكثر من عام.

ولطالما رد حزب الله على اغتيال قادته بقصف دولة الاحتلال والمقار العسكرية والبنية التحتية خاصة بعد مشاهد «عادت بها» مسيرة  «الهدهد» لموقع وأهداف حساسة داخل إسرائيل.

وتوصل لبنان لاتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فيما بدأ حزب الله في تقييم خسائره وعلى رأسها عدد كبير من قادته ومن أبرزهم ما يلي:

وسام الطويل

جنازة القيادي في حزب الله وسام الطويل- رويترز

في 8 يناير/ كانون الثاني 2024، خسرت قوة الرضوان، وهي قوة النخبة في حزب الله، عددا من قادتها أبرزهم وسام الطويل الذي اغتيل باستهداف سيارته من قبل الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.

طالب عبد الله

الميداني الكبير في حزب الله طالب عبد الله. أ ف ب

في 12 يونيو/ حزيران 2024، قُتل القائد الميداني الكبير في حزب الله طالب عبد الله  في غارة أعلنت إسرائيل المسؤولية عنها وقالت إنها قصفت مركزا للقيادة والتحكم بجنوب لبنان.

و كان عبدالله قائد حزب الله في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي جنوب لبنان. ودفع اغتياله  حزب الله إلى إطلاق وابل هائل من الصواريخ عبر الحدود على إسرائيل.

محمد ناصر

القيادي في حزب الله محمد ناصر. أ ف ب
في الثالث من يوليو/ تموز 2024، لقى محمد ناصر حتفه في غارة جوية إسرائيلية وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها قائلة إنه كان يقود وحدة مسؤولة عن إطلاق النار عليها من جنوب لبنان.

وكان ناصر، القائد الكبير في حزب الله، مسؤولا عن قسم من عمليات حزب الله على الحدود. ورد حزب الله على اغتياله بقصف مقار عسكرية اسرائيلية عبر الحدود بأكثر من مئة صاروخ.

فؤاد شُكر

في 30 يوليو/ تموز  2024، تسببت ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في مقتل القائد العسكري الكبير بالجماعة فؤاد شُكر.

وكان شُكر أحد الشخصيات العسكرية البارزة في حزب الله على مدار أكثر من أربعة عقود.

ورد حزب الله على اغتيال شكر بإطلاق مئات الصواريخ على دولة الاحتلال واستهداف مواقع عسكرية في 25 أغسطس/ آب 2024.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شُكر في عام 2015 واتهمته بلعب دور رئيسي في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.

هاشم صفي الدين

هاشم صفي الدين ـ مصدر الصورة: فرانس برس

في الثامن أكتوبر/ تشرين الأول 2024، قال وزير جيش الاحتلال السابق يوآف غالانت إن هاشم صفي الدين، الذي كان مرشحا لخلافة نصر الله، ربما «تم القضاء عليه».

وفي 23 من الشهر نفسه، أكد الاحتلال اغتيال صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، في غارة جوية قبل 3 أسابيع على ضاحية بيروت الجنوبية.

ونعى حزب الله صفي الدين، في بيان قائلاً «لقد التحق هاشم بأخيه شهيدنا الأسمى والأغلى الأمين العام ‏‏لحزب الله حسن نصر الله».

إبراهيم عقيل

إبراهيم عقيل - مصدر الصورة: حزب بيان لالله

في 20 سبتمبر/ أيلول، قتلت غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة، قائد عمليات حزب الله إبراهيم عقيل العضو بأرفع هيئة عسكرية للجماعة.

واتهمته الولايات المتحدة بالضلوع في تفجير السفارة الأميركية في بيروت بشاحنات ملغومة في أبريل/ نيسان 1983، والذي تسبب في مقتل 63 شخصا، وتفجير ثكنة لمشاة البحرية الأمريكية بعد ستة أشهر في واقعة أسفرت عن مقتل 241 جنديا أميركيا.

أحمد وهبي

أحمد محمود وهبي - مصدر الصورة: بيان لحزب الله

في 20 سبتمبر/ أيلول 2024،وفي نفس الضربة الإسرائيلية التي استهدفت عددا من كبار القادة، منهم إبراهيم عقيل،  قتل أحمد وهبي القائد البارز، الذي أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان وهي قوة النخبة في حزب الله حتى أوائل عام 2024.

إبراهيم قبيسي

القيادي في حزب الله إبراهيم قبيسي - صورة من بيان لحزب الله

في 24 سبتمبر/ أيلول 2024، قتل إبراهيم قبيسي، القائد بمنظومة الصواريخ التابعة لحزب الله والعضو الكبير فيها، في غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وانضم قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمة من ضمنها قيادة وحدة بدر، المسؤولة عن منطقة شمالي نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان.

في نبذة عن حياته، قال حزب الله إن قبيسي تدرج في المسؤوليات التنظيمية وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قبيسي كان يقود وحدات عسكرية عدة، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجهة الدقيقة.

محمد حسين سرور

القيادي بحزب الله محمد حسين سرور - صورة من بيان حزب الله

في 26 سبتمبر/ آيلول 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قتل القيادي البارز محمد حسين سرور، قائد وحدة المسيّرات في حزب الله اللبناني، في غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت.

ونعى حزب الله سرور الذي اتهمته تل أبيب بأنه وجه وقاد تنفيذ المخططات الجوية بالمسيرات وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار تم توجيهها لاستهداف الداخل الإسرائيلي.

حسن نصر الله

شباب يحمل صور الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد اغتياله من قبل إسرائيل - رويترز

في 27 سبتمبر/ أيلول 2024، اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله  القائد التاريخي للحزب في قصف جوي على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومثل مقتل نصرالله ضربة موجعة لحزب الله خاصة بعدما قاد الجماعة منذ عام 1992.

وفي اليوم التالي، نعى حزب الله أمينه العام، بعد مسيرة قادها على مدار 3 عقود، شهدات محطات بارزة منها تحرير لبنان وحرب 2006 وصولا إلى معارك إسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وشدد الحزب على أنه «سيواصل جهاده في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف».

علي كركي

القيادي الراحل في حزب الله علي كركي- صورة من نعي الحزب
وقُتل علي كركي، أحد كبار قادة حزب الله، في الغارة الجوية الإسرائيلية التي اغتالت نصر الله. وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 20 عضوا في حزب الله من مختلف الكوادر قُتلوا في الضربة على مخبأ تحت الأرض.

وقال حزب الله، في بيان، إنه يزف إلى أهل المقاومة والشهداء «القائد الجهادي الكبير الحاج علي كركي (أبو الفضل)، الذي استشهد مع كوكبة من إخوانه المجاهدين في الغارة الصهيونية الإجرامية على حارة حريك».

نبيل قاووق

نبيل قاووق ـ أرشيفية ـ أ ف ب

في 28 سبتمبر/ أيلول 2024، أعلن جيش الإسرائيلي اغتيال نبيل قاووق مسؤول وحدة الأمن الوقائي في حزب الله في ضربة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت. ونعى حزب الله قاووق، باعتباره أحد أبرز مسؤوليه الأمنيين.

ومع بقاء أيام قليلة وتطوي المنطقة صفحة 2024، إلا أن العام ربما يرحل مع قائمة أوسع من الاغتيالات الإسرائيلية.

وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل وضعت قادة جماعة الحوثي في اليمن على قائمة الاغتيالات، إذ باتت الجماعة تمثل مصدر إزعاج دائم لدولة الاحتلال في ظل هجماتها المستمرة بالصواريخ.