السياسي –
مشاهد أسطورية جمعت بين أصالة التاريخ المصري القديم ومظاهر التطور الإنساني، أذهلت مصر بها العالم خلال افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم المخصص لحضارة واحدة، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونخبة من قادة وزعماء العالم، في احتفال وصفه المراقبون اللحظة الفارقة في مسيرة الحضارة الإنسانية.
تألقت الواجهة المهيبة للمتحف بأنوارها الذهبية، لتُبرز تفاصيل القطع الأثرية الفريدة في أجواء ساحرة، بينما أضاءت الألعاب النارية سماء الأهرامات المجاورة، مكوّنة لوحة بصرية استثنائية جمعت بين التاريخ والمستقبل.

وحرص الضيوف على توثيق تلك اللحظات التاريخية بعدسات هواتفهم، وسط موسيقى فرعونية أصيلة وعروض ضوئية ثلاثية الأبعاد احتفت بمجد مصر القديم.
القطعة الأخيرة
وفي لفتة رمزية مؤثرة، وضع الرئيس السيسي القطعة الأخيرة في نموذج مصغر للمتحف كُتبت عليها كلمة “مصر”، لتعلن رسمياً افتتاح هذا الصرح الثقافي العالمي، الذي يجسد روح التلاقي بين الماضي والحاضر.

تألق شريهان
وشهد الحفل مشاركة فنية مُميزة، حيث عادت النجمة شريهان إلى خشبة المسرح بعد غياب طويل، لتُحيي الحفل بأداء استعراضي مستوحى من التراث المصري القديم، قالت خلاله: “مصرية أنا وأفتخر بانتمائي لأقدم شعبٍ وأول حضارة، وأول جيشٍ نظامي على وجه الأرض.. محظوظ من وُلد في بلدٍ الفن فيها متأصل ومنحوت على الجدران منذ آلاف السنين”.

وفي كلمته أمام الحضور، رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بضيوف مصر قائلاً: “أستهل كلمتي بالترحيب بكم على أرض مصر، أقدم دولة عرفها التاريخ.. هنا حيث وُلد الفن، وتشكّلت العقيدة، وخُطّت أولى حروف الحضارة”.

وأضاف السيسي أن مصر القديمة كانت منارة للعالم، وأن من ضفاف النيل انطلقت أنوار الحكمة لتضيء طريق الإنسانية نحو التقدم، مؤكداً أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد موطن للآثار، بل شهادة على عبقرية المصري القديم ورمز لرسالة السلام والتنوير التي ما زالت مصر تحملها إلى العالم.

كما وجّه الرئيس المصري الشكر إلى دولة اليابان على دعمها الكبير في تنفيذ المشروع، داعياً إلى أن يكون المتحف منارة للحياة ومركزاً للتواصل بين الشعوب ونشر قيم السلام الإنساني.
القناع الذهبي
أما سماء المتحف المصري، فقد زُينت بقطع أثرية فريدة مثل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، عبر مئات من الطائرات المسيرة والليزر.

وفي مشهد يُعبر عن وحدة مصر وتماسكها، قدم الحفل أنشودة إسلامية صوفية جنباً إلى جنب مع ترنيمة مسيحية، في رسالة واضحة حول “أرض السلام” التي يعيش فيها الجميع جنباً إلى جنب.

وفي الوقت الذي تُعزف فيها الترانيم داخل حفل المتحف المصري الكبير، كانت الاحتفالات المتزامنة في عواصم ومدن عالمية مثل باريس وطوكيو ونيويورك ريودي جانيرو.
كما شهد الحفل فقرات فنية متنوعة بمشاركة النجوم، من بينهم ياسمينا العبد، هدى المفتي، أحمد مالك، وأحمد غزي، بالإضافة إلى نجوم الرياضة فريدة عثمان وفريال أحمد.
كما شارك كبار الفنانين مثل منى زكي، وشريهان، وكريم عبد العزيز، وشريف منير بالتعليق الصوتي، فيما تألقت المغنية الشابة حنين الشاطر، الفائزة بلقب “ذا إكس فاكتور”، بأغاني مميزة برفقة فرقة الأوركسترا.









