نرى أن عدد من الفلسطينيين ينتقدون أسلوب أوطريقة حديث، أوخطاب الرئيس أبومازن، أوعدد من مواقفه، وأنا في جوانب ومسارات معينة ومحددة قد ألبس عباءة المحلل والناقد المتعلم.
من حق كل فلسطيني أن ينتقد قبولًا أو رفضًا لأي موقف ولأي سياسي، وما ليس من حقّه هو التكفير والتعهيروالشخصنة والشتم والتخوين الذي يدلّل على وهن الحجة، أواستقرارالكراهية اوالحقد أو حجم التعبئة الالتفافية، أو على الجهالة والتساوق مع التهييج الاعلامي، أو الانحدار النفسي والقيمي.
أشار عدد من الناقدين بما يتعلق بخطاب الرئيس أبومازن أن هناك امكانية لأداء وخطاب، وتعامل أكثر توافقا مع المتطلبات الوطنية الجماهيرية، في مقابل المتطلبات العربية والعالمية.
يختلف منهج أبومازن عن منهج أبوعمار سواء في الإدارة والقيادة أو في مخاطبة الجمهور وحجم المصداقية والوضوح…الخ من عوامل، ولكلّ في مدرسته أركان قد يتفق البعض مع المدرسة الأولى، والثاني لا يحيد عن مدرسة الثاني، وفي الدنيا تعدد مناهج ومدارس وزوايا نظر.
لكن بغض النظر عما سبق فإن الرئيس أبومازن مازال ضمانة وطنية وبسلوكه السياسي ومواقفه الخارجية -وإن عبّر عنها بأساليب لا تروق للكثيرين- يحاول الحفاظ على “تَرِكة” الخالد أبوعمار بأركانها الثلاثة: “الوطنية والكيانية والاستقلالية”.
إنها الانتصارات الحقيقية التي لم يستطع أحد أن يتجاوزها.
ولربما فكرة الاستقلالية أحيانا تتقاطع مع التسلط والاستبداد الداخلي هذا صحيح، لأنها تتبلور ذاتيًا. ولربما يكون هناك أدوار سلبية لأمثال “محامي الشيطان” أو”تنابلة السلطان” والدائرة التي تحكم الطوق. في السياسة لا نحب ولا نكره، بل نختلف في مواقف ونتفق في أخرى.
في العقل الايديولوجي القمعي والاقصائي، أو العقل الاستبدادي السلطاني (بعض الدول العربية كنموذج، وعندنا في فلسطين)، يكون لدينا مشكلة مستعصية تحتاج لتفكّر وحل أوبدائل تعامل وحلول، أفضلها مد اليد والمصافحة رغم كل شيء فالوحدة الوطنية تمثل رباعية إرث ياسر عرفات.
في الوضع المتأزم أو الكارثي تصبح مهمة الصبر أوالتفهم للخلاف أو التغاضي غير متفقة أومتعارضة مع أولوية الإنطلاق والتغيير وتحقيق مصالح القضية والناس.