أحلام نتنياهو وحكومته والأحزاب اليمينية ليست قدرا على الشعب الفلسطيني

عمران الخطيب

بدون أدنى شك بأن عصابات جيش الإحتلال ومجموعات من المرتزقة التي تقوم في أبشع المجازر الوحشية وعملية التدمير الشامل والإبادة الجماعية بقطاع غزة تعبر عن الأهداف الإستراتيجية لعملية التطهير العرقي للفلسطينيين وفرض سيطرة الإحتلال الإسرائيلي الفاشي على قطاع غزة، وما حدث ويحدث من تصعيد لجيش الإحتلال لمناطق الضفة الغربية ومخيماتها بشكل خاص يأتي لنفس أهداف العدوان التهجير المتدرج من كل فلسطين، ولذلك نشاهد منذ عام هذه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين وفرض أمر واقعي من خلال القتل والاغتيالات والاعتقالات أو القبول في الهجرة الطوعية من قطاع غزة واستكمال ذلك في الضفة الغربية ومخيماتها والقدس. ولن تتوقف” إسرائيل” عند هذا الحد ، بل سوف ينعكس ذلك على الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في دول الشتات خاصة في لبنان وسوريا ضمن إطار شرق الأوسط الكبير والذي يعني سيطرة” إسرائيل” بشكل مباشر على دول الجوار من خلال التطبيع الطوعي ويصبح أمر واقعي، هذه الأهداف الإستراتيجية للكيان الصهيوني الأحلالي العنصري.

لذلك فقد أكد الرئيس المرشح دونالد ترامب بأن مساحة “إسرائيل” صغيرة لا تتناسب مع حجمها، والأهم لا تتناسب مع دورها الوظيفي لخدمة المصالح الأمريكية ودول الغربية والتي أطلقت العنان لقيام جيش الإحتلال الإسرائيلي بعمليات الإبادة الجماعية للفلسطينيين بقطاع غزة، وتدعي دول العالم عن العجز بوقف العدوان الإجرامى المتواصل على الفلسطينيين بقطاع غزة، إضافة إلى استمرار الحصار وعدم إدخال المساعدات الإنسانية ورفض الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإجراء عملية تبادل الأسرى بين حماس و”إسرائيل”، وفي الاعتقاد بأن عملية الاغتيالات للقيادات والابادة الجماعية سوف تدفع المقاومين على الاستسلام، ولكن ذلك لم يحدث رغم مرور عاما على العدوان الإسرائيلي الشامل بل لا تزال المقاومة المسلحة بقطاع غزة تقاوم بكل شجاعة وتلحق عشرات القتلة والجرحى بين ضباط وجنود جيش الإحتلال الإسرائيلي بحيث أصبحت مناطق قطاع غزة مقبرة لجيش الإحتلال ولن تتمكن “إسرائيل” من إنهاء حالة مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية. وحين أقدمت “إسرائيل” على إحتلال قطاع غزة عام 1967 لم تستطيع تحقيق الأمن والاستقرار بعد الإحتلال نتيجة المقاومة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة وفي مقدمتهم حركة فتح قوات العاصفة وقوات التحرير الشعبية الدرع الفدائي للجيش التحرير الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فلم تستطيع السيطرة والاحتواء لقطاع غزة.

واليوم ليس أمام الفلسطينيين غير الصمود والمقاومة رغم حجم الخسائر البشرية والقتل الجماعي ويعني ذلك حق شعبنا في كل أشكال المقاومة والأهم إفشال المخطط الإسرائيلي الأمريكي المشترك تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، ويعني ذلك بأن الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين والمتطرفين الصهاينة متواصل في إطار الدفاع عن النفس وإنهاء الإحتلال وهذا يتتطلب حماية الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية من خلال الحماية الذاتية لمختلف مناطق ومحافظات الضفة الغربية، هذا على الصعيد الداخلي الفلسطيني مما يتتطلب عدم الأنجرار وراء الفتنة الداخلية وزعزعة الأمن المجتمعي حيث يعمل الإحتلال الإسرائيلي مع حفنه من العملاء والطابور الخامس ومروجين المخدرات على الفتنة الداخلية، لذلك فإن الأولوية التصدي للاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين وعدم الانجرار وراء الإعلام المشبوه والأقلام المأجورة والتي تهدف للفتنة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمواطنين في محافظات الوطن.

وعلى صعيد الجبهة الشمالية في لبنان الشقيق فإن المقاومة اللبنانية قد تلقت ضربة كبيرة جدا من خلال عمليات الاغتيالات ومن خلال القصف الجوي للطيران الإحتلال الإسرائيلي، وفي نتيجة وقفت المقاومة اللبنانية على قدميها وقد أمطرت مئات القذائف الصاروخية المستوطنات الإسرائيلية، إضافة إلى نوعية الأهداف في عمق فلسطين المحتلة لتصل لمنزل نتنياهو والأهم ورغم القصف الجوي لمختلف مناطق لبنان وخاصة الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان والبقاع فلم يتمكن جبش الإحتلال الإسرائيلي من احراز تقدم داخل الأراضي اللبنانية، وعلى الصعيد الميداني فإن المقاومة اللبنانية تكبد جيش الاحتلال أفواج من القتلة والجرحى، وعلى الصعيد العربي على الشعوب والأنظمة العربية الشقيقة بأن تدرك مخاطر الكيان الصهيوني العنصري لن يتم استثناء الدول العربية وفقا لما يسمى الشرق الأوسط الكبير، لذلك فإن عملية التطبيع لن تمنع “إسرائيل “من القيام بعمليات العسكرية والأمنية في إطار السيطرة والأحتواء الشامل، لذلك فإن الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر يتتطلب التفكير الإستراتيجي في تعزيز الأمن القومي العربي لوقف الأهداف الخبيثة لنتنياهو ومنظومة الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة.

 

 

شاهد أيضاً