أربعة عروض لفيلم كان يا ما كان في غزة في مهرجان كان

السياسي -متابعات

يشهد مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة والسبعين، والتي تُقام فعالياتها حاليا، حضورًا فلسطينيًا لافتًا من خلال الفيلم الروائي الجديد للإخوين طرزان وعرب ناصر، الذي يحمل عنوان «كان يا ما كان في غزة»، حيث ينافس داخل قسم «نظرة ما»، ثاني أهم أقسام المسابقة الرسمية في المهرجان، ويُعرض للمرة الأولى عالميًا خلال هذه الدورة المرتقبة.
وتخصص للفيلم أربعة عروض خلال المهرجان، إذ يُقام العرض العالمي الأول يوم الإثنين الموافق 19 الشهر الجاري، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا داخل قاعة «ديبوسي» الشهيرة. ويُعاد عرضه يوم الثلاثاء المقبل في مناسبتين متتاليتين؛ الأولى الساعة الواحدة والربع ظهرًا في قاعة «بازان»، والثانية في تمام الساعة الثانية بعد الظهر داخل سينما «سينيوم أورور».
أما العرض الرابع والأخير، فسيكون يوم الأربعاء المقبل الساعة التاسعة والربع صباحًا في سينما «سينيوم سكرين إكس».
تدور أحداث الفيلم في قطاع غزة عام 2007، حول الشاب «يحيى»، الطالب الجامعي الذي تربطه صداقة عميقة بـ«أسامة»، صاحب مطعم يتمتع بكاريزما آسرة وقلبٍ محب. يتورط الاثنان في تجارة المخدرات، مستغلين توصيل سندويتشات الفلافل كغطاء لتحركاتهم، غير أن هذا المسار المنحرف يصطدم لاحقًا بفساد أحد رجال الشرطة، لتبدأ مواجهات قاسية مع الغطرسة والاستغلال الأمني.
يُعد الفيلم إنتاجًا دوليًا مشتركًا يضم فرنسا وألمانيا والبرتغال وفلسطين، بمشاركة من دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية، وهو ما يعكس انفتاح السينما الفلسطينية على شراكات عالمية داعمة. ويضم العمل طاقمًا تمثيليًا بارزًا، من بينهم الممثل نادر عبد الحي، الذي عرفه الجمهور من خلال شخصية «سامي» في فيلم فرح المتاح على منصة نتفليكس، إلى جانب رمزي مقدسي، المعروف بدوره في فيلم اصطياد أشباح الحائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي، ومجد عيد الذي شارك في فيلم عنكبوت مقدس المكرَّم بجائزة أفضل فيلم وثائقي ضمن فعاليات مهرجان كان.
الفيلم من توقيع الإخوين طرزان وعرب ناصر، تأليفًا وإخراجًا، بالمشاركة مع الكاتبين عامر ناصر وماري ليجراند.
وحصل الفيلم على دعم إنتاجي وتطويري من عدد من الصناديق والهيئات الدولية.
الإخوان طرزان وعرب ناصر وُلدا في قطاع غزة عام 1988، ودرسا الفنون الجميلة في جامعة الأقصى. وقد ظهرت موهبتهما السينمائية مبكرًا عبر فيلمهما القصير «كوندوم ليد»، الذي بلغت مدته 15 دقيقة، وتم اختياره للمنافسة الرسمية في مهرجان كان عام 2013. انطلقت مسيرتهما الطويلة مع فيلم ديجراديه، الذي عُرض للمرة الأولى ضمن «أسبوع النقاد» بمهرجان كان، ثم في مهرجان تورونتو. أما فيلمهما غزة مونامور، فقد شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وتُوج بعدة جوائز دولية، منها جائزة «نيتباك» لدعم السينما الآسيوية من مهرجان تورونتو، وجائزة «أفضل فيلم» مع تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما مثّل فلسطين رسميًا في سباق جوائز الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وحظي بإشادة نقدية دولية واسعة.
من خلال فيلمهما الجديد كان يا ما كان في غزة، يعود الإخوان ناصر لتقديم صورة فنية مشحونة بالحياة والتناقضات التي تعيشها غزة، في معالجة سينمائية تتقاطع فيها الكوميديا السوداء مع السياسة والواقع القاسي، ما يجعله من أكثر الأفلام المنتظرة في موسم المهرجانات الدولية لهذا العام.

القدس العربي