أسواق آسيا تسجل مستويات قياسية مع ترقب خفض الفائدة الأميركية

السياسي -متابعات

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، بينما تراجع الدولار، وسط توقعات بأن يستأنف مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» دورة التيسير النقدي هذا الأسبوع، مع احتمال فتح الباب أمام مزيد من خفض أسعار الفائدة.

ولم تشهد الأسواق ردود فعل كبيرة على خبر مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي بفارق ضئيل على تعيين ستيفن ميران في مجلس محافظي «الفيدرالي»، في حين رفضت محكمة استئناف أميركية السماح للرئيس دونالد ترمب بإقالة المحافظ ليزا كوك.

ورغم أهمية الحدثين فإنهما لا يُتوقع أن يؤثرا على قرار «الفيدرالي» المنتظر يوم الأربعاء، حيث تم تسعير خفض بمقدار 25 نقطة أساس بشكل كامل.

وقال المحلل في شركة «بي جي»، توني سيكامور: «هناك قلق واضح من تسييس (الفيدرالي) وضغوط الرئيس ترمب… لكنني أعتقد أن خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لا يزال قائماً».

وقد أسهمت توقعات خفض الفائدة في تعزيز المزاج الإيجابي بالأسواق خلال الجلسات الأخيرة، مما دفع الأسهم إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة.

وسجل مؤشر «MSCI» الأوسع نطاقاً لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان، أعلى مستوى له منذ أكثر من 4 سنوات، وارتفع بنسبة 0.7 في المائة، بينما سجل مؤشرا نيكي وتوبكس اليابانيان مستويات قياسية جديدة.

في أوروبا، استقرت العقود الآجلة لمؤشر يورو ستوكس 50، بينما ارتفعت عقود فوتسي بنسبة 0.08 في المائة، وداكس بنسبة 0.03 في المائة.

ويترقب المستثمرون أيضاً توقعات أعضاء «الفيدرالي» بشأن أسعار الفائدة، المعروفة بـ«الرسم البياني النقطي»، بالإضافة إلى تصريحات رئيس «الفيدرالي» جيروم باول حول وتيرة أي تخفيف إضافي محتمل.

وقد تم بالفعل تسعير خفض بمقدار 127 نقطة أساس بحلول يوليو (تموز) 2026، ما يعني أن أي توجه أقل تيسيراً قد يخيب آمال المستثمرين.

وقال توماس ماثيوز، رئيس الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في «كابيتال إيكونوميكس»: «يبدو أن هناك عدداً كبيراً من عمليات الخفض المتوقعة… وهذا يعني أن المفاجأة المتشددة قد تكون أسهل من المفاجأة التيسيرية».

وفي أماكن أخرى، ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.08 في المائة، بينما تراجع مؤشر CSI300 الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.38 في المائة.

أما في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.14 في المائة، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.08 في المائة، بعد أن سجلا مستويات قياسية في جلسة التداول السابقة.

وسجلت أسهم شركة «إنفيديا» تراجعاً طفيفاً بعد أن اتهمتها الصين بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار، في تصعيد جديد للحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

وفي تطور آخر، أعلنت الولايات المتحدة والصين توصلهما إلى اتفاق مبدئي لتحويل ملكية تطبيق الفيديو القصير «تيك توك» إلى جهة أميركية، على أن يتم تأكيد الاتفاق خلال مكالمة بين ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الجمعة.

الدولار يتراجع
تراجعت العملة الأميركية إلى أدنى مستوى لها منذ 24 يوليو أمام سلة من العملات، بفعل توقعات خفض الفائدة.

وارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من شهرين عند 1.3624 دولار، كما سجل اليورو أعلى مستوى له منذ يوليو عند 1.1787 دولار.

وبلغ الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر أعلى مستوى له منذ 10 أشهر عند 0.6677 دولار، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 0.6662 دولار.

وقالت المحللة في بنك الكومنولث الأسترالي، كارول كونغ: «الأداء القوي للدولار الأسترالي يعود لتوقعات خفض الفائدة من (الفيدرالي)، وهو ما يعزز النظرة الإيجابية للاقتصاد العالمي، إلى جانب تراجع التوترات التجارية».

السلع والمعادن
استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد تراجعها في الجلسة السابقة، حيث بلغ العائد على السندات لأجل عامين 3.5366 في المائة، بينما استقر العائد على السندات لأجل 10 سنوات عند 4.0375 في المائة.

وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط مع تقييم المستثمرين لتداعيات هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية على مصافٍ روسية:

ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 0.25 في المائة لتصل إلى 67.61 دولار للبرميل.
صعد الخام الأميركي بنسبة 0.27 في المائة ليصل إلى 63.47 دولار للبرميل.
أما الذهب، فقد واصل مكاسبه وسجل مستوى قياسياً جديداً عند 3689.27 دولار للأونصة، مدعوماً بتراجع الدولار وتوقعات خفض الفائدة.