السياسي –
تُعد حوادث الطيران من أكثر الكوارث رهبة في عالم النقل، إذ غالباً ما تكون فرص النجاة منها ضئيلة، مما يجعل قصص الناجين نادرة ومؤثرة، خاصةً إذا شملت لحظات فارقة بين الحياة والموت، ودروساً ملهمة في التمسك بالأمل وسط الدمار والفوضى.
وبالأمس، ووسط أجواء من الحزن إثر تحطم الطائرة الهندية المنكوبة، ظهر بصيص أمل، حين أعلنت فرق الإنقاذ عن العثور على ناجٍ وحيد من بين جميع الركاب، في حادثة وصفت بالمعجزة.
وأكدت شرطة مدينة أحمد آباد أن الشاب فيشواش كومار راميش نجا من التحطم الذي وقع أمس، وذلك بعد تأكيد وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة.
وانتشر على الإنترنت مقطع فيديو صوّره أحد الأشخاص بهاتفه المحمول، يظهر فيه الناجي الوحيد وهو يتجول ببطء بين الحطام، وقد غطت الدماء قميصه الأبيض وسرواله الداكن، كما بدت عليه علامات الإصابة والتعب الشديد، خاصة مع عرج واضح أثناء سيره، مما يرجح تعرضه لإصابة في ساقه.
هذه القصة المعجزة ليست الوحيدة، فالعالم شهد على مر العقود حالات نجاة شبه مستحيلة من كوارث جوية حصدت أرواح المئات في لحظات، ومن بين هؤلاء الناجين:
– أوستن هاتش: الأمريكي الذي نجا من تحطم طائرتين في حياته؛ الأولى أودت بحياة والدته وشقيقيه، والثانية قضت على والده وزوجته الثانية، وتركته في غيبوبة لأسابيع وتلف في الدماغ، لكنه استعاد حياته لاحقاً وأكمل دراسته، وحقق حلمه بالالتحاق بجامعة ميشيغان، متغلباً على ألم الفقد والإعاقة.
– يوليانه كوبكه: الطالبة الألمانية التي كانت في السابعة عشرة من عمرها حينما سقطت من ارتفاع 3 آلاف متر داخل غابات الأمازون بعد تحطم طائرتها في عام 1971، وظلّت وحيدة لأحد عشر يوماً في الأدغال قبل أن يعثر عليها الصيادون، لتكون الناجية الوحيدة من أصل 91 راكباً.
– ميشيل دوسان: الأمريكية ذات الستة أعوام التي نجت من تحطم طائرة أمريكية كانت متجهة إلى كولومبيا عام 1995، بعد أن قضت 13 ساعة مدفونة تحت الأنقاض وهي مصابة بجروح خطيرة، وفقدت والدتها في الحادث.
واليوم تسير ميشيل على قدميها رغم التوقعات الطبية السابقة بأنها لن تمشي مجدداً.
– أنيت هيرفكنز: الهولندية الوحيدة التي نجت من تحطم طائرة صغيرة في فيتنام عام 1992، ومكثت ثمانية أيام في الغابة مصابة بكسور متعددة، في عزلة قاتلة، بينما لقي خطيبها وركاب الطائرة الآخرون حتفهم. مع ذلك، حوّلت قصتها إلى مصدر إلهام وكتبت سيرتها في كتاب.