السياسي – توعدت الحكومة الأفغانية، اليوم الثلاثاء، بالرد على الضربات الجوية الباكستانية التي استهدفت مناطق داخل أراضيها أمس الاثنين، وأدت إلى مقتل عشرة مدنيين، بينهم امرأة وتسعة أطفال، وفق ما أعلنته حركة طالبان.
وقال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، في بيان نشره عبر منصة «إكس»، إن الضربات تمثل «عدوانًا يقتضي الرد»، مؤكدًا أن كابول «ستتعامل مع هذا الانتهاك في الوقت والطريقة المناسبين»، وشدد على أن الدفاع عن سيادة البلاد «حق مشروع لن تتنازل عنه أفغانستان».
وأشار مجاهد إلى أن القصف الباكستاني استهدف منزلًا في ولاية خوست قرب منتصف الليل، ما أسفر عن مقتل خمسة صبيان وأربع فتيات وامرأة، إضافة إلى إصابات أخرى ناجمة عن ضربات وقعت في ولايتي كونار وبكتيكا الحدوديتين.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر بين كابول وإسلام آباد عقب سلسلة هجمات دامية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر الإعلام الرسمي الباكستاني أن منفذي التفجير الانتحاري الذي استهدف مقرًا لقوات الأمن في بيشاور الأسبوع الماضي يحملون الجنسية الأفغانية، وهو ما نفته طالبان مرارًا. كما شهدت إسلام آباد هجومًا آخر قرب محكمة، أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات، وتبنته جماعة طالبان باكستان المتحالفة أيديولوجيًا مع حركة طالبان الأفغانية.
وتتدهور العلاقات بين البلدين منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، إذ تتهم إسلام آباد جارتها بإيواء جماعات مسلحة، على رأسها حركة طالبان الباكستانية، بينما تنفي كابول تلك الاتهامات وتعتبرها ذريعة لهجمات متكررة على سيادتها.
كما فشلت الوساطات الإقليمية، التي شاركت فيها قطر وتركيا، في تحقيق تهدئة دائمة، فيما تفاقم الوضع مؤخرًا مع اندلاع اشتباكات حدودية الشهر الماضي خلّفت أكثر من 70 قتيلًا من الجانبين.
وأدى أيضًا إغلاق الحدود المشتركة، الممتدة لأكثر من 2600 كيلومتر، إلى شلل في الحركة التجارية، ما ساهم في زيادة حدة الخلافات بين الطرفين.







