السياسي – أعرب مسؤولون سابقون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس، عن دهشتهم من سلسلة التحركات الجريئة التي قام بها الرئيس السابق دونالد ترمب في الشرق الأوسط مؤخرًا، رغم تشكيكهم في دوافعه الحقيقية.
وطبقا لما نشره موقع «أكسيوس» الأميركي أنه خلال أسبوع واحد فقط، التقى ترمب بزعيم تصنّفه واشنطن رسميًا كـ«إرهابي»، وأعلن رفع جميع العقوبات عن سوريا، كما أبرم اتفاق تهدئة مع الحوثيين وصفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس» دون إشراك إسرائيل.
وقال نيد برايس، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية في عهد بايدن، لموقع «أكسيوس»: «يملك ترمب قدرة سياسية على اتخاذ خطوات لم يكن بمقدور الرؤساء السابقين القيام بها، لأنه يتمتع بسيطرة كاملة وغير مشروطة على الكتلة الجمهورية». وأضاف: «يصعب ألا يشعر المرء بالرهبة من جرأته على تحطيم محرمات دبلوماسية مؤذية، رغم القلق من الأضرار المحتملة».
من جهته، اعتبر روب مالي، الذي شغل مناصب عليا في ثلاث إدارات ديمقراطية، أن ترمب «يتصرف بجرأة لا يجرؤ عليها أحد، حتى وإن كانت دوافعه محل شك».
وفيما تخلّت إدارة بايدن عن فكرة الحوار المباشر مع «حماس»، أقدم ترمب الشهر الماضي على فتح قنوات اتصال مباشرة مع الحركة، وهو ما علمت به السلطات الإسرائيلية عبر الاستخبارات أو تقارير إعلامية.
وشهد الأسبوع الحالي نجاح مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، في التفاوض عبر قنوات خلفية لإطلاق سراح الاسير الأميركي-الإسرائيلي إيدان ألكساندر، متجاوزًا استراتيجيات التفاوض الإسرائيلية التقليدية.
وقال مسؤول سابق في إدارة بايدن: «ويتكوف يتحرك بحرية دون الحاجة للحصول على موافقة وزارات الدفاع والخزانة والاستخبارات، على عكس أسلافه».
على صعيد الملف السوري، قرر ترمب رفع العقوبات المفروضة، متجاهلًا النهج التدريجي المتبع من قبل الإدارات السابقة. وأوضح بن رودس، المستشار الأمني للرئيس الأسبق باراك أوباما، أن «ترمب لا يخضع لمخاوف الهجمات السياسية من اليمين المتطرف أو للعقليات البيروقراطية العقيمة».
وبينما تحتفظ إسرائيل بموقف متشدد من قطاع غزة، وتواصل حملاتها العسكرية دون تنازلات في مفاوضات التهدئة، يلتزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الصمت تجاه تحركات ترمب، رغم الخلافات المتزايدة بين الطرفين.
وأشار برايس إلى أن هذا الصمت يعكس «ميزة ترمب» في التعامل مع نتنياهو، مقارنة بإدارة بايدن التي تواجه مقاومة إسرائيلية عند اتخاذ خطوات مماثلة.
وفي خلفية هذه التحركات، يشير تقرير «أكسيوس» إلى أن إعلان ترمب بشأن سوريا جاء بتأثير مباشر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المعروفَين بنهج الصفقات المباشرة.
ورغم اتفاق بعض مسؤولي بايدن السابقين مع بعض قرارات ترمب، فإنهم يرون أنها تأتي بدوافع مصلحية شخصية، مثل توسيع مشاريعه العقارية أو تحقيق مكاسب مالية عبر العملات الرقمية والطائرات الخاصة.