السياسي – قال موقع ميدل إيست آي، إن الحكومة الألبانية تتعرض لضغوط من أجل اعتقال الحاخام الأكبر يوئيل كابلان، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقال إنه تم حث السلطات الألبانية لاعتقال ومحاكمة الحاخام الأكبر للبلاد بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كجزء من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
وفي يوم الأربعاء، قدمت قضية ضد كابلان، والذي يحمل جنسيتي الاحتلال وأمريكا، والذي كان جنديا نشطا في جيش الاحتلال ورئيس الجالية اليهودية الصغيرة في ألبانيا، إلى المدعي العام في تيرانا.
وأضاف الموقع أن كابلان يقسم وقته بين الاحتلال، وألبانيا ومدينة سالونيك اليونانية، حيث يقود أيضا جالية يهودية صغيرة هناك.
وقد التقطت له صور في غزة، وتظهره مقاطع فيديو وهو يرتدي الزي العسكري مع الكتيبة 55 من الفرقة 98 بجيش الاحتلال.
وقال المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، وهو منظمة حقوقية مقرها بريطانيا، يوم الأربعاء إنه “قدم إشعارا رسميا إلى الشرطة الألبانية بشأن أحد أفراد جيش الاحتلال المشتبه في مشاركته في جرائم حرب”.
وجاء في البيان: “لدينا ما يدفعنا للإعتقاد بأن هذا الشخص موجود حاليا داخل الإختصاص القضائي الألباني، ويجب على الشرطة المحلية التحقيق معه واعتقاله على وجه السرعة”.
ولم يعلن المركز الدولي للعدالة والسلام عن اسم المشتبه به لأسباب قانونية، وقد أكدت مصادر في ألبانيا للموقع أن المشتبه به هو كابلان.
ففي آذار/مارس، أطلق المركز الدولي للعدالة والسلام التحالف العالمي 195، وهو شبكة قانونية دولية لملاحقة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال في غزة. وقد عملت الفرقة 98 في غزة في الفترة ما بين 2023 وحتى آب/أغسطس 2024 ، ويعتقد أنها كانت نشطة في خانيونس في جنوبي القطاع.
وتتم ملاحقة الحاخام الأكبر لألبانيا، الذي عينته الحكومة عام 2010 دون موافقة شريحة كبيرة من الأقلية اليهودية الصغيرة في ألبانيا، بموجب المادة 7 من القانون الجنائي الألباني والتي تغطي المواطنين الأجانب الذين يرتكبون جرائم في الخارج، بما في ذلك “الجرائم ضد الإنسانية”.
وبصفتها دولة موقعة على المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، فإن ألبانيا ملزمة بالتحقيق، وفقا لمحكمة العدل الدولية.
وكشف الموقع في أيلول/سبتمبر 2024، عن لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لكابلان وهو يحتفل على رأس دبابة وسط الدمار الواسع في غزة.
وجاء في التعليق أن الحاخام كابلان، ممثل حركة “حباد شليح” في ألبانيا، والذي عاد إلى دولة الاحتلال بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر ويقاتل حماس منذ بداية الحرب، ينفخ في الشوفار (بوق الكبش) من أجل زملائه الجنود في غزة”.
وقال الموقع إنه تواصل مع كابلان وسأله عن دوره دوره في غزة وأجاب قائلا: “أنا نشيط جدا في الجيش وأعتقد أن الوقت قد حان لأكون نشيطا، لأنه إن لم يكن في هذه الحرب، فمتى”.
وادعى أن “إسرائيل” تقاتل “من أجل العائلات اليهودية” حول العالم.
وقال الموقع إن كابلان ولد في بروكلين، نيويورك، وهاجر مع عائلته لاحقا إلى دولة الاحتلال، واستقر في مدينة صفد. ودرس في معهد ديني في القدس المحتلة ونيويورك، وأكمل دراسته عام 1998.
والحاخام عضو في حركة حباد-لوبافيتش، إحدى أكبر الجماعات الحسيدية في العالم، ويقدر عدد أعضائها بنحو 90,000 شخصا. وكثيرا ما ارتبطت أيديولوجيتها المتشددة والمسيانية بسياسات الاستيطان المتشددة. وقد انضم كابلان إلى هذا التيار، الذي يعتبر احتلال الأراضي الفلسطينية وتوسعها الإقليمي مهمة إلهية.
وقبل وصول كابلان، لم يكن لحركة حباد أي وجود في دول البلقان، لكن لديها مراكز الآن في جميع أنحاء المنطقة. وغادر الحاخام كابلان ألبانيا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وقال إنه اختار “الظهور والانضمام إلى وحدته العسكرية” في الحرب القادمة على غزة.
وفي أيلول/سبتمبر 2024، عرضت القناة 14 الإسرائيلية لقطات للحاخام كابلان وهو يقف مرتديا كامل الزي العسكري وبندقية معلقة على كتفه، أمام دبابة في رفح، وينفخ في الشوفار (قرن الكبش). ورأى كابلان أن دوره هو غرس الحماسة الدينية المسيحية في الجنود، الذين وصفهم بـ “كل هذه القوة الجبارة”، قبل إرسالهم إلى المعركة ونفخ “شوفار المسيح، الخلاص الذي ننتظره جميعا ونرجو أن يأتي”.
وأوضح أن مهمته الرئيسية هي “تعزيز روح القتال”. وقال كابلان إنه من “الضروري” أن نشرح للجنود أنهم “جزء لا يتجزأ من عملية خلاص شعب إسرائيل، ونهضته، وأن كل واحد منهم يضطلع بمهمة حاسمة”.
وربما كان كابلان قلقا لأن جماعات مثل مؤسسة هند رجب وتحالف غلوبال 195 التابع لمركز العدالة الدولية تستهدف شخصيات سياسية وعسكرية للاحتلال متهمة بارتكاب جرائم حرب، وتبني قضايا للمحاكم الدولية.
وفي كانون الثاني/يناير، منع الجيش جنودا في الخدمة الفعلية من النشر على وسائل التواصل الاجتماعي وسط مخاوف من استخدام معلومات في قضايا أمام المحاكم في الخارج. كما أثارت الإبادة في غزة احتجاجات في ألبانيا.
وسخر كابلان من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في ألبانيا، واصفا إياها بأنها ضئيلة وغير ذات صلة، قائلاً: “كما تعلمون، نقول على سبيل المزاح، الدعاية السيئة تبقى دعاية جيدة”.
وقال الحاخام: “لدي دعم الحكومة الألبانية أعتقد أن ذلك لن يؤثر على شيء”. وصور كابلان نفسه في مقابلة مع التلفزيون الألباني الرسمي أر تي أس أتش، كرجل غير سياسي، ورجل سلام وحوار بين الأديان.
وطلب كابلان مرارا من “ميدل إيست آي” عدم نشر المحادثة حول دوره في حرب غزة، مع أنها ظلت مسجلة، وكرر قائلا: “أُفضل، كما تعلمون، عدم ذكر هذا، من جانبكم عدم إثارة أي مشكلة من هذا، من هذه الفكرة. أطلب منكم عدم ذكر هذا وعدم إدراجه كجزء من المقابلة”.