ألف جرح.. هندية تعبر عن العنف المنزلي

السياسي -وكالات

لقرون في جنوب شرق آسيا، تم استخدام طريقة تعرف بـ”لينجتشي”، كشكل وحشي من أشكال التعذيب، حيث كان يتم استخدام سكين لإزالة أجزاء من الجسم بشكل منهجي لفترات طويلة، وتترجم هذه الممارسة القديمة إلى “الموت بألف جرح”.

هذه الممارسة أساس مجازي لسلسلة الفنانة الهندية، سوجاتا سيتيا المقيمة في لندن، تحت عنوان “ألف جرح”.

وعلى مدى العامين الماضيين، تعاونت سيتيا مع SHEWISE، وهي مؤسسة خيرية تعمل على تمكين النساء المهمشات من التغلب على الصدمات وبناء حياة خالية من القمع والعنف، ومن خلال هذا الاتصال، أمضت عامين في تصوير الناجيات من الإساءة في مجتمعات جنوب آسيا في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وتقول الفنانة في بيان: “إن مشروع A Thousand Cuts هو جهد لفهم الإساءة من العديد من الأطر المرجعية المختلفة”.

غرباء

وبدأ المشروع بتنفيذ ما تسميه سيتيا “غرفة انتظار مجازية”، وهي مساحة تم تنظيمها بالاشتراك مع SHEWISE داخل كنيسة في هونسلو، حيث يمكن للغرباء التحدث مع بعضهم البعض دون خوف من الأحكام،
وتقول سيتيا: “أدت هذه الحوارات إلى إنشاء جسر من إيمان بيني وبين المشاركين في هذا المشروع، ثم انتقلنا إلى محادثات خاصة وجهاً لوجه وقمت بتصوير كل ناجية على حدة، بموافقتهن وسيطرتهن الكاملة على الطريقة التي يرغبن في أن يُنظَر إليهن بها”.

 زواج صالونات

وفي صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود لامرأة مجهولة من جنوب آسيا، تم قطعها بنمط مخطط مع ظهور ورقة حمراء من الخلف، بعنوان “Merry Hadd (The Prise of my Being”،  تأتي تجربة مشاركة مع زواج صالونات، من رجل أكبر منها سناً بأكثر من 20 عاماً، فتقول: “قالت لي عائلتي، ستعيشين حياة مترفة. إذا كان أكبر سناً، فمن الواضح أنه سيحبك ويحترمك”.

وبعد أن تزوجا وانتقلا إلى بلد جديد، وجدت أنها كانت بعيدة كل البعد عن الأمان، وقالت: “الآن أصبحت حضانة أطفالي لدى عائلته، ولا أراهم إلا لبضع ساعات كل أسبوع”.
وتؤكد سيتيا على مرونة وقوة الناجيات، وتوازن بعناية بين واقع تجاربهن والأمل المتجدد والشفاء.

وتحاول الفنانة تسليط الضوء على روايات النساء، وما يركز على الأحداث والتجارب التي غالباً ما تكون غير مرئية وغير معترف بها، وطوال المشروع، سجلت الفنانة قصصاً موجزة من النساء اللواتي صورتهن.

العصا والباب

وقالت امرأة في صورة أخرى: “لم أكن طموحة، كنت فتاة بسيطة وهادئة تفعل دائماً ما تطلبه منها أسرتها، لكن وضعي في المنزل أصبح مسيئاً واستمر في التصاعد، في أحد الأيام، وجدت داخلي مصدر قوة غير مستغل، رفعت عصا، ولم أضربه، لكنني بدأت في ضرب الباب، وضربته بقوة حتى كاد الباب ينكسر، ومنذ ذلك اليوم، لم يرفع يده عليّ”.
وتطبع سيتيا الصور بحجم A4، ويشير الحجم الصغير الذي يمكن الوصول إليه، إلى أن العنف المنزلي يحدث غالباً في الأماكن الخاصة اليومية.

 اللون الأحمر

وتستخدم الفنانة فن قص الورق الهندي التقليدي المعروف باسم “سانجي”، حيث تشكل الشقوق الصغيرة تصاميم معقدة، وبالنسبة للمشاركين المجهولين في صور سيتيا، تكشف الأنماط عن خلفيات حمراء عميقة وزخارف نباتية وطيور .
وتقول سيتيا: “اللون الأحمر أسفل الصور لا يدل فقط على القوة، بل يدل أيضاً على بداية جديدة، نتحدث عن الأنماط المعقدة لواقع معقد للمرأة في جنوب شرق آسيا ممن تتعرض للعنف المنزلي.

“شفاء أكثر”

وفي مقال نُشر مؤخراً في الغارديان، تصف الفنانة كيف كان التقاط صورة ذاتية ووضعها بين المجموعة جزءاً من “عملية الشفاء الأكثر شمولاً”.
وسيتيا هي الفائزة بفئة الإبداع في جوائز سوني العالمية للتصوير الفوتوغرافي لعام 2024 عن هذا العمل بعنوان “ألف قطع”.

شاهد أيضاً