ألف عراقي يغادرون مخيّم الهول السوري

السياسي – أفادت تقارير صحافية بمغادرة أكثر من 800 عراقي مخيم «الهول» الواقع في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، عائدين إلى بلادهم، بعد سنوات طويلة قضوها في المخيم الذي يؤوي عائلات مرتبطة بتنظيم «الدولة الإسلامية».
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المتواصلة لإعادة تأهيل وإعادة توطين العائلات العراقية التي كانت عالقة في المخيم منذ هزيمة التنظيم.

وحسب مشاهد مصورة تم تداولها، ظهرت العائلات وهي تقوم بتوضيب أمتعتها استعداداً للرحيل، في حين أُقيمت خيمة مخصصة لإنهاء الإجراءات الإدارية المرتبطة بالخروج، فيما كانت الحافلات تقف على مقربة منهم بانتظار تحميل العائدين ونقلهم إلى الأراضي العراقية.
وفي حديث لها، عبّرت العراقية نسرين عجاج عن مشاعرها بعد انتظار دام سنوات، قائلة: «اليوم أعود أخيراً إلى وطني بعد سبع سنوات من المعاناة والانتظار في هذا المخيم. سعادتي لا توصف، فقد آن أوان اللقاء بعائلتي والعودة إلى حياتنا الطبيعية».
ويُعد هذا التحرك جزءاً من عملية أوسع لإعادة العراقيين من مخيم الهول، إذ تُشكّل القافلة التي غادرت يوم الخميس الدفعة الحادية عشرة من نوعها المتجهة إلى مخيم الجدعة الواقع في محافظة نينوى، ويُستخدم هذا المخيم كنقطة عبور لإعادة دمج العائدين قبل انتقالهم إلى مناطقهم الأصلية.
وصرّح شكري الحجي، وهو أحد المسؤولين في مكتب الخروج في مخيم الهول، بأن «عدد العائلات المغادرة في هذه القافلة يُقدّر بنحو 233 عائلة، أي ما يعادل 812 فرداً»، مؤكداً «استمرار عمليات الإجلاء للعائلات العراقية الراغبة في العودة، وفق تنسيق مشترك بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة العراقية».
وكانت وسائل إعلام عراقية قد نقلت، مطلع الأسبوع، عن وكيل وزارة الهجرة والمهجرين، كريم النوري، إعلانه أن الحكومة نجحت في إعادة 15 ألف عراقي من مخيم الهول حتى الآن، مشيراً إلى أن نحو 10 آلاف منهم قد عادوا إلى مناطقهم الأصلية، في حين لا يزال 5 آلاف آخرين في مخيم الجدعة حيث يخضعون لبرامج تأهيل تمهيداً لدمجهم في المجتمع المحلي من جديد.
وأضاف في تصريحاته أن «هناك قرابة 18 ألف عراقي ما زالوا يقيمون في مخيم الهول، وستتم إعادتهم تدريجياً إلى مناطقهم بعد استكمال الإجراءات الأمنية والتأكد من ظروف السلامة والاستقرار».
ويُعد مخيم الهول من أكثر المخيمات تعقيداً في سوريا، إذ تحول بعد هزيمة التنظيم بشكل شبه كامل في عام 2019، إلى ملاذ مؤقت لعشرات الآلاف من عائلات عناصر التنظيم، وبلغ عدد القاطنين فيه حينها نحو 40 ألف شخص، وسط ظروف معيشية صعبة ومخاوف أمنية مستمرة.