السياسي – شهدت محكمة جنايات المنصورة في مصر، حادثة مؤثرة بعد قيام والدة شاب قتل، بمطالبة القاضي بالعفو عن قاتله والتنازل عن حقوق ابنها.
وأقدمت والدة المجني عليه على احتضان القاتل، وهو ابن اختها، وقالت: “الاثنين أخوات واللي حصل ده شيطان دخل بينهم”.
وقال محامي المدفاع عن المتهم “أن ماتم وقت الحادث هو قيام المجني عليه، باشهار سلاح أبيض في وجه المتهم، وعقب ذلك قام المتهم بالرد عليه وإشهار سلاح، وضربه خوفا علي نفسه ودفاعا عنه، وهو ما يعد دفاعا عن النفس”.
وتابع: “الاثنين لا خلاف بينهما، وهما أشقاء في الحياة يتقاسمان لقمة العيش مع بعضهم”، فيما قالت أم المجني عليه، على الرغم من أن المتهم ابن شقيقتها إلا أنها لا تفرق بينهما فهي من قامت بتربيته بعد وفاة شقيقتها ووالد المتهم منذ 15 سنة، وأضافت أن “الجميع يعلم بأن الاثنين أولادي من كثرة حرصي عليهم ولا أفرق بينهما”.
وتابعت “أنا خسرت واحد الله يرحمه، ولا أريد أن أخسر الثاني، فهو متزوج وجاءت له طفله أثناء حبسه ولكنها توفيت أثناء تواجدها داخل الحضانة”.
وأشارت الأم إلى أنها هي من تقوم بتجهيز الزيارات للمتهم داخل محبسه، وتعتنى بزوجته لإحساسها بأنه هو وأسرته مسئول منها، وأكدت الأم أن نجل شقيقتها لم يكن يقصد قتل ابنها، خاصة وأنهما كانا صديقين مقربين لبعضهما، و”كان يناديني بأمي”.
وأشارت إلى أن الضحية والقاتل كانا لا يفترقان أبدا وعلاقتهما وطيدة، ولم تصدق عند سماعها الخبر، وأضافت أن المتهم “ظل حاضنا جثمان ابنها بعدما قتله، ويصرخ بأنه لم يقصد ما فعله، وطلب أن يتم الاتصال بالإسعاف لإنقاذه”.
وأشارت إلى أنها حضرت لمحكمة الجنايات وطلبت من القاضي احتضان نجل شقيقتها، لأنها تعتبره ابنها الثاني، وتربى على يدها، وبمجرد أن احتضنته انهارا في البكاء، وطلب منها مسامحته على فعلته.
وقالت في المحكمة “دا ابني والتاني ابني، واحد راح مني ومش هسيب التاني يروح، أنا مسمحاه وزوجى مسامحه، علشان دا ابننا ومتأكدين إنه ميقصدش”.